الوقت- دعت أكثر من 27 منظمة صهيونية المستوطنين للمشاركة في اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الاقصى المبارك، فيما اقتحم العشرات من المستوطنين المتطرفين صباح اليوم الأحد المسجد الأقصى المبارك، في ذكرى الـ49 للنكسة عام 1967.
ويصادف اليوم 5 حزيران الذكرى الـ49 للنكسة والتي أدت إلى احتلال "إسرائيل" لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان واحتلال الجزء الشرقي من القدس لتقع المدينة كلها بقبضة الاحتلال.
وبحسب احصائية فلسطينية ترتب على نكسة عام 1967 تهجير نحو ثلاثمئة ألف فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، معظمهم نزحوا إلى الأردن، ومحو قرى بأكملها وفتح باب الاستيطان في القدس والضفة الغربية المحتلة.
وشهدت النكسة أو كما يسميها كيان الاحتلال حرب الأيام الـ5 تدمير 70 - 80% من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2 - 5% في "إسرائيل"، إلى جانب تفاوت مشابه في عدد الجرحى والأسرى؛ كما كان من نتائجها صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في شرقي القدس والضفة الغربية.
وحاول الاحتلال بعد النكسة الدخول واحتلال مساحات أوسع من أرض سيناء وتحركت قوات الاحتلال من القنطرة في اتجاه بور فؤاد ولكن بعض قوات الصاعقة المصرية قامت بزرع الألغام في طريقهم وعندما تقدمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" انفجرت هذه الألغام فمنعت العدو من التقدم في "1" يوليو "1967" وهي المعركة التي أطلق عليها "معركة رأس العش".
وفي 2 يوليو "1967" حاولت "إسرائيل" الاستيلاء علي بور فؤاد لكن القوات المصرية تصدت لها بالأسلحة الخفيفة ودمرت عربات جنود الاحتلال المتقدمة واضطر العدو أن ينسحب بقواته وسميت هذه المعركة بمعركة "رأس العين"، وفى "14" و"15" يوليو "1967" أطلقت القوات المصرية مدفعية عنيفة على طول الجبهة وذلك بعد اشتباكات مع قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في الجنوب باتجاه السويس والفردان تمهيدا لطلعة طيران قوية ضربت في الجنوب فتحول "الإسرائيليون" بقواتهم إلى الجنوب وتركوا الشمال بغير غطاء فانطلق الطيران المصري إلى الشمال وأوقع خسائر كبيرة في صفوفهم.
ولم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا یزال "اسرائیل" تحتلّ الضفة الغربية، كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها، وكان من تبعاتها أيضًا نشوب حرب أكتوبر عام 1973 وفصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ "الأرض مقابل السلام" الذي ينصّ على العودة لما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف العرب بـ"إسرائيل"، ومسالمتهم إياها، رغم أن دول عربيّة عديدة باتت تقيم علاقات منفردة مع "إسرائيل" سياسيّة أو اقتصادية.
وأكدت المنظمات اليهودية الأحد على وجود تفاهمات بينها وبين الشرطة الاسرائيلية لتسهيل اقتحامات الأقصى دون تواجد فلسطيني بداخله، فضلا عن تأمين حمايتهم وحراستهم خلال الاقتحامات والجولات برحابه، تزامنا مع جولات ومسيرات استفزازية على أبواب المسجد وفي طرقات القدس القديمة، بحماية الشرطة الإسرائيلية، وأرفقت المنظمات الصيهونية بدعواتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقعها الإعلامية، برنامج يوم "توحيد القدس".
وشهدت البلدة القديمة عشرات المسيرات لمجموعات من المستوطنين حاملين أعلام الاحتلال وسط رقصات وغناء، تحت حماية عناصر من شرطة الاحتلال وقوات حرس الحدود الذين انتشروا منذ الصباح الباكر تمهيدًا لتأمين أكبر المسيرات في القدس، في وقت حاول عدد من المستوطنين إحراق أحد المحال التجارية في سوق "خان الزيت" بالبلدة القديمة، يعود للمواطن طارق العموري، إلا أن المقدسيين سارعوا إلى إطفاء النيران قبيل اشتعالها، كما أغلقت شرطة الاحتلال “باب المغاربة” -أحد أبواب الأقصى ويخضع للسيطرة الإسرائيلية-، عقب اقتحام 208 مستوطنين للأقصى.
بدوره أوضح مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لوكالة معا أن 208 مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، بحراسة مشددة من القوات الخاصة والشرطة الإسرائيلية ، وأضاف الكسواني ان معظم المقتحمين قاموا بجولتهم الكاملة في المسجد الاقصى بدءا من باب المغاربة مرورا بساحات المسجد القبلي والمراوني ومنطقة "باب الرحمة" المخصصة للاستماع الى شروحات الهيكل المزعوم، خروجا من باب السلسلة، وحاول بعضهم أداء طقوسهم الدينية في الساحات، الا ان الحراس منعوهم من ذلك واحبطوا محاولاتهم.
ومن المقرر أن تبدأ مساء الأحد مراسم الاحتفالات باحتلال القدس عبر مسيرة ضخمة تنطلق من وسط المدينة، وعبر باب العامود إلى البلدة القديمة عبر الأحياء التي يقطنها الفلسطينيون حيث ستقام هناك ما يسمى ب "رقصة الأعلام"، وذلك في مشهد استفزازي، وسيؤمن الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية سير المسيرة.
وفي سياق متصل، واصلت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس استعداداتها لشهر رمضان الفضيل والذي يحتضن فيه الأقصى المبارك مئات الآلاف من المصلين من عموم الوطن .كما واصلت طواقم تابعة للأوقاف تركيب المزيد من العرائش والمظلات الواقية من حرارة الشمس في ساحات المسجد المبارك.