الوقت- يبدو أن العلاقات التركية الإسرائيلية تجري على قدم وساق، ووفق ما تخطط أنقرة وتل أبيب، لإعادة تعبيد طريقها السابق الذي قطعته حادثة السفينة التركية "مرمرة".
فقد أعلن التلفزيون الإسرائيلي أن وفدي الكيان الإسرائيلي وتركيا إلى محادثات تطبيع العلاقات بين البلدين تمكنا من حسم خلافات أساسية، وقد يتوصلان إلى اتفاق في الجولة القادمة من المحادثات.
وأوضحت القناة أن الاحتلال الإسرائيلي "تنازل عن طلبه طرد قادة حماس من تركيا، مقابل ضمان تركيا بعدم استخدام أراضيها لأنشطة (إرهابية) تنفذ داخل الأراضي الفلسطينية"، منوهة أنه "يمكن لحماس أن يكون لها مكتب تمثيلي في تركيا".
وقالت القناة: "تركيا تنازلت عن طلبها برفع الحصار عن غزة، مقابل منحها وضعا خاصا في علاقتها مع القطاع، جنبا إلى جنب مع مصر، وذلك لتمكينها من تنفيذ مشاريع إنسانية"، بحسب القناة.
وكانت مصادر تركية وإسرائيلية قد أكدت، في وقت سابق، بعدما بدأت المحادثات السرية في سويسرا أن المحادثات بين أنقرة وتل أبيب بشأن تطبيع العلاقات تحرز تقدما إيجابيا. وحرصت المصادر الإسرائيلية على التأكيد على إن التطبيع لن يكون مقابل فك الحصار عن غزة.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، ذكرت وسائل إعلام تركية أن أنقرة وتل أبيب تقدما في المفاوضات الجارية بينهما لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد انقطاعها على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة"، التي توجهت لكسر الحصار عن قطاع غزة عام 2010.
من جانبها، قالت الخارجية التركية في بيان لها إن اللقاء أحرز تقدما في ما يتعلق بالصيغة النهائية للاتفاق الرامي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، واتفق الجانبان على وضع الشكل النهائي للاتفاق خلال الاجتماع المقبل.
وزير إسرائيلي: عودة العلاقات الدبلوماسية باتت قريبة
إلى ذلك، أعلن وزيران إسرائيليان أن الكيان الإسرائيلي وأنقرة اقتربتا من التوصل إلى اتفاق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى سابق عهدها، وتفاءلا بالأثر الإيجابي المتوقع لهذا الاتفاق على مجالات السياحة والطاقة في إسرائيل.
وقال وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت إن عودة العلاقات الدبلوماسية باتت قريبة، معتبرا أن هذا الاتفاق في غاية الأهمية للأمن القومي الإسرائيلي، وأنه يحمل في طياته تأثيرات على عدة مجالات كالسياحة والطاقة.
وأضاف غالانت أن من مصلحة إسرائيل و"العالم الحر" الدفع باتجاه إبقاء تركيا في الطرف الصحيح وعدم تحولها إلى إيران أخرى في المنطقة، حسب تعبيره.
وفي السياق نفسه، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز لإذاعة إسرائيلية "انتهينا بنجاح من التعامل مع 90% من المواضيع"، مضيفا أنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق في الأسابيع القادمة.
وتابع "هناك اهتمام كبير من كلا الجانبين.. اهتمام إستراتيجي وآخر متعلق بالطاقة والاقتصاد"، ولفت إلى أن تمرير إسرائيل اتفاقا يهدف إلى السماح بتصدير الغاز الطبيعي في إسرائيل إلى تركيا وأوروبا سيساعد في تسريع اتفاق المصالحة.
تعاون سعودي اسرائیلي من أجل مخادعة ترکیا
على صعيد متّصل، أعاد موقع Dirle نشر مقال نقلا عن صحیفة "غازته" الترکية بقلم مصطفی "کورداش" مدیر هیئة التحریر کشف فیه عن تعاون ترکیا مع اسرائیل بغیة تطبیع العلاقات معها حیث إنتقده قائلا: إن الجانبين توصلا إلی اتفاق ومن المقرر أن یتم التوافق النهایي في لقاء قادم والذي تستضیفه السعودية.
كورداش أوضح في مقاله الذي كتبه قبل عشرة أيام تقريباً أن "هناك فرح وسرور إستثنایي في هذا التوافق کأنه نحن مجرمون ومعتدون والکیان الإسرائيلي برئ لاذنب له، وعمت الفرحة ترکیا كأن لم یقتل مواطنیها خلال الاعتداء الذی قام به الکیان الإسرائيلي ضد سفینة مرمرة وکأنه لم یکن طیب اردغان هو الذي قال خلال موتمر دافوس نحن نعلم بالمجازر التي ترتکبها اسرائیل ضد الاطفال".
ويتسائل كورداش: ما هو الدور الذي تلعبه السعودية في هذا الأثناء؟ أم هي تعلب دور سماسمرة للصهاینة الغاشمین أم هي تحاول کضبع یبحث عن حصته. صحیح أن المملكة واسرائیل تحاولان تقسیم المنطقة بینهما ولکن لماذا تقومان بهذا الأمر علی حساب دم الأتراک ولماذا تتلاعبان بأردوغان وتجعلانه آلة صماء، وتحاولان خداعنا، الکیان الإسرائيلي اعتاد ممارسة الإرهاب ولایمکن التوقع منه الصداقة والإیثار، کل ما أخافه هو أن تعلن الحکومة الترکیة من خلال اطلاق الهتافات الملحمیة الرامیة الي تزویر الحقائق قائلة: "هل رآیتم کیف ركعنا اسرائیل من خلال هذا الإتفاق" ولکن في الحقیقية ان ترکیا هي التي استسلمت وإنصاعت.
يذكر أن العلاقة بين البلدين قد جمدت منذ العام 2010 على خلفية الهجوم الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت متوجهة لكسر الحصار المفروض على غزة، مما أسفر عن مقتل عشرة أتراك.
واشترطت تركيا لإعادة العلاقات رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وتعويض أهالي ضحايا سفينة مرمرة ، والاعتذار عن مهاجمة السفينة، وقد اعتذرت إسرائيل عام 2013، إلا أنها تنازلت حالياً عن شرط رفع الحصار.