الوقت- أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" يوم الثلاثاء، وقف المساعدات المالية التي تقدمها لإصلاح المنازل المدمرة في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة بسبب عدم قيام المانحين بدفع الالتزامات المترتبة عليهم، فيما قالت حركة حماس إن القرار سيحول قطاع غزة إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت .
وقالت حركة حماس إن قرار الأونروا بوقف مساعدتها للذين دمرت بيوتهم خلال الحرب على غزة ووقف تقديم بدل الإيجار، يزيد من معاناة المواطنين.
وأضافت الحركة في بيان إن هذا القرار يحول قطاع غزة إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت.
من جانبه قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم إن قرار"الاونروا " بوقف المساعدات المالية لأصحاب البيوت المدمرة وبدل الإيجار، صادم للغاية .
وأضاف برهوم ان على الأونروا أن تعي خطورة هذا القرار، وأن تستخدم كل صلاحياتها كمؤسسة دولية تعنى بشؤون اللاجئين في الضغط على الدول المانحة والمجتمع الدولي من أجل الوفاء بتعهداتهم من أجل إعمار القطاع .
وحمل برهوم الرئيس عباس مسؤولية كبيرة عن هذه الأزمة، مضيفاً "أنه تخلى عن مسؤولياته تجاه أبناء شعبه في غزة ، وعمل على منع وصول المساعدات وأموال الإعمار إلى مستحقيها".
وناشد برهوم كل الدول التي إجتمعت في شرم الشيخ بالعمل فورا على دفع جميع المستحقات المالية التي تعهدوا بها حتى يتم إنهاء معاناة سكان القطاع .
كما استهجنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قرار الأونروا وقف المساعدات المالية لأصحاب البيوت المدمرة في غزة وبدل الإيجار، داعية إلى التراجع عن هذا القرار "الخطير والمتسرع، الذي يفاقم معاناة آلاف الأسر المشردة والمدمرة بيوتها جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، خاصة في ظروف الشتاء، كما أنه يهدد المسيرة التعليمية وينذر بانفجار شعبي في ضوء الأوضاع الكارثية لقطاع غزة".
وطالبت الديمقراطية وكالة الأونروا بعدم التخلي عن دورها ومسؤولياتها في عملية الاعمار ومساعدة أصحاب المنازل المدمرة، بما فيها التحرك وبذل جهودها اللازمة باتجاه الأمم المتحدة والمجتمع .
بدورها قالت لجان المقاومة في فلسطين أن قرار الأونروا وقف تقديم المساعدات لمتضرري الحرب الاسرائيلية الأخيرة هو حلقة من حلقات تشديد الحصار الذي يتعرض له قطاع غزة .
وإعتبرت لجان المقاومة أن إستمرار الحصار وتعطيل عملية الإعمار يشكل إستمرارا للعدوان والحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مما يطلب جهدا من الكل الفلسطيني والعمل على مواجهة العدوان ووقف نتائجه.
ودعت لجان المقاومة إلى التسريع في عملية إعادة إعمار البيوت التي دمرها الاحتلال الاسرائيلي وعلى جميع المؤسسات الفلسطينية الرسمية أن تقوم بدورها المنوط بها وأن تقصير أو تلكؤ في هذا المسار يعتبر خيانة وطنية وتلذذ بآلام الصابرين الصامدين في قطاع غزة.
وحذرت لجان المقاومة من إستمرار الحصار وعملية تعطيل الإعمار ووقف تقديم المساعدات للمتضررين من الحرب الاسرائيلية والتي تشكل فتيل إشتعال لإنفجار كبير يضرب المنطقة وكل من يقف عائقا أمام رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني .
وكانت وكالة الاونروا قد نقلت عن مديرعملياتها في غزة، روبرت تيرنر، قوله في بيان إن الوكالة استنفدت جميع الأموال لدعم الإصلاحات وبدالات الإيجار. وأضافت أنه لم يصل تقريبا أي شيء من مبلغ 5,4 مليار دولار الذي تم التعهد بتقديمه في مؤتمر (المانحين) في القاهرة في تشرين الأول/اكتوبر الماضي وان هذا أمر محزن وغير مقبول .
وقالت الوكالة إن 96 ألف منزل في قطاع غزة تضررت أو دمرت بسبب القصف الإسرائيلي، وبحسب الأونروا فإن قطع المساعدات يعني إجبار أعداد كبيرة من الغزيين إلى العودة إلى المدارس والمراكز التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة التي تشكل حاليا مأوى لـ 12 ألف شخص.
وتابعت الوكالة: قامت الأونروا في غزة حتى الآن بتوفير أكثر من 77 مليون دولار لـ66 ألف عائلة فلسطينية لاجئة لإصلاح منازلهم أو العثور على بديل مؤقت.
وقال مدير عمليات الاونروا روبرت تيرنر ان المعاناة في غزة في هذا الشتاء مستمرة والناس لا تزال تنام بين الركام والأطفال يموتون من البرد, مؤكدا ان تعهدات الدول المانحة في مؤتمر القاهرة لم تصل وهذا غير مقبول ومثير للإحباط.
واضاف "انه من غير الواضح لماذا لم تصل أموال الأعمار حتى الان موضحا ان الاونروا التي تعتبر عامل استقرار في المنطقة في هذا الوقت الحرج تحذر من النتائج الخطيرة لهذا النقص الخطير في التمويل.
وتابع "المجتمع الدولي لا يستطيع توفير الحد الادنى وعلى سبيل المثال اصلاح بيت في الشتاء او رفع الحصار او الوصول الى الاسواق وحرية الحركة لسكان غزة موضحا "قلنا مسبقا ان الهدوء الحالي لن يستمر طويلا ونقول اليوم ان الهدوء في خطر".
وقال ان الاونروا بحاجة الى 100 مليون دولار خلال الربع الحالي من هذا العام لاصلاح المنازل المدمرة ودفع بدل الايجارات موضحا ان الاونروا قلقة من انه في حال عدم تمكنها من دفع تلك الاموال سيعود المهجرون الى مراكز الايواء التابعة لها مجددا.
من جهته، أكد عدنان أبو حسنة المتحدث باسم الأونروا في غزة أن نتائج ذلك ستكون خطيرة مشددا أن وقف إطلاق النارسيكون معرضا للخطر إذا استمر عدم توفير المانحين للأموال لإنقاذ الأسر التي دمرت بيوتها في الحرب.
وأضاف أن معاناة المتضررين ستزداد خصوصا في الشتاء حال استمرار وقف المساعدات داعيا المجتمع الدولي إلى توفير الأموال اللازمة.
في هذه الاثناء دعا مبعوثو اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط الممثلين عن الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى بذل الجهود الممكنة لتشجيع الدول المانحة على الإيفاء بتعهدات المساعدات التي قدمت في مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة في أكتوبر المنصرم .
جاء ذلك عقب اجتماع شاركت فيه الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بروكسل مساء الاثنين.
وذكرت الرباعية في بيان عقب الاجتماع أن اللقاء بحث تقييم التطورات السياسية في المنطقة وسبل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأضافت أن الاجتماع ناقش الدور الذي يمكن أن تضطلع به الرباعية في دعم استئناف مفاوضات ذات معنى بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل على أساس حل الدولتين.
واتفق المبعوثون على عقد اجتماع للرباعية في أقرب وقت ممكن، مؤكدين على الحاجة الملحة لتحسين الوضع الانساني المتردي في غزة وبذل كل الجهود الممكنة لتشجيع الايفاء بتعهدات المساعدة التي قدمت في مؤتمر القاهرة.
هذا ويعتبر قرار وقف المساعدات لمتضرري الحرب في قطاع غزة خطيرا للغاية ويهدد بانتهاء وقف اطلاق النار في القطاع اذا شعر الفلسطينيون ان المجتمع الدولي يريد الضغط عليهم في موضوع المساعدات تماشيا من الاهداف والسياسات الاسرائيلية.
