الوقت- أكّد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم "أننا أمام 9 أشهر تراوح فيها المنطقة بأزماتها مكانها، موضحاً أن "كل الكلام عن الحل السياسي في سوريا هو كلام أقرب الى التمهيد للحل السياسي".
وأوضح الشيخ قاسم في مقابلة مع موقع العهد الإخباري أن "هذا الوقت هو الوقت الضائع، وهناك ما لا يقل عن 9 أشهر تراوح فيها المنطقة بأزماتها مكانها، من دون انجاز جدي ومن دون خطوات عملية، حتى وقف اطلاق النار أو وقف الأعمال العدائية التي يتحدثون عنها في سوريا، نرى أن من يطالب بها ويضغط باتجاهها (الأميركي ومن معه) هو الذي يخرقها كما حصل في ريف حلب الجنوبي وفي حلب، عندما يجد أن التوازن الميداني ليس مناسباً ولا بد من تعديل هذا التوازن حتى على حساب وقف الأعمال العدائية بانتظار أن تتغير الظروف. وهذا يعني أننا سنكون أمام استمرار في المعارك وتفاوت في حدّتها بحسب الظروف الميدانية".
الشهيد السيد "ذو الفقار" قائد كبير حقّق انجازات كبيرة ومؤثرة
وعن القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين "ذو الفقار" يؤكّد الشيخ قاسم أن "الشهيد السيد مصطفى بدر الدين وهو قائد كبير في حزب الله، وهو مسؤول عن العمل في سوريا لفترة مهمة، وحقق انجازات كبيرة ومؤثرة"، مشدداً على أن "الدرب الذي نسير عليه هو درب الشهادة والنصر، وليس هناك خيار ثالث، وعندما يرتفع من المقاومة شهداء الى الله تعالى انما يرتفعون في ساحة الشرف وكجزء لا يتجزأ من التضحيات التي نحتاجها لصناعة النصر فلا يوجد نصر من دون تضحيات".
"شهادته ستشد عزيمتنا أكثر، ولسنا من الذين يفجعون بالتضحيات بل من الذين تشدهم التضحيات الى الأمام وتثقل مهمته"، يقول الشيخ قاسم".
ويضيف "من يراجع تاريخ حزب الله منذ عام 1982 يلحظ أنه في كل محطة يسقط فيها شهداء وقادة كبار تُبلور المحطة التي تأتي بعدها الآثار الايجابية والزخم الاضافي للشهادة ولا يظهر أي تعب أو تراخٍ أو تراجع". ويذكّر أن "المشروع الذي يواجهنا هو مشروع واحد، المشروع الأميركي الاسرائيلي السعودي التكفيري، وهو يصب في مصلحة "اسرائيل""
انطلاقاً مما سبق، يشدد نائب الأمين العام لحزب الله على "أننا مع استشهاد القائد بدر الدين بأيدٍ تكفيرية هو استشهاد بالأيدي الاسرائيلية، وهو استشهاد في مواجهة المشروع المعادي، وهنا تصبح التفاصيل غير مهمة لأن الهدف هو الأساس". وللعدو والصديق يقول "نحن بعد القائد السيد مصطفى بدر الدين سنكون أقوى وأشد وسنستفيد من هذه الدماء الطاهرة لتعزيز المسيرة أكثر فأكثر".
لو كانت "اسرائيل" المسؤولة عن اغتيال الشهيد "ذو الفقار" لأعلنّا الأمر
يرد الشيخ قاسم على المشككين بصدقية بيان حزب الله حول الظروف التي أحاطت باستشهاد القائد "ذو الفقار"، ليؤكد "أننا في تاريخ حزب الله لم نقل يوماً خبراً أو معطىً أو موقفاً الا وكان صادقاً مئة بالمئة، لأننا نعتبر أن الصدق واجب علينا، كما أننا نحترم شهداءنا وأهاليهم وكل المؤمنين معنا، فضلاً عن أننا نريد أن تكون هذه الحقيقة متاحة لجميع الناس لأنه سيترتب عليها مسؤوليات وعلى الجميع أن يعرفها".
ويتابع "أعلنا عن الجماعة المسؤولة بناء على ما توفر من التحقيق، ووجود آثار للقذيفة التي أُطلقت، وبالتالي جاء إعلاننا بناءً على نتيجة التحقيق. والزعم بأن الحزب لا يريد أن يعلن ان "اسرائيل "هي التي اغتالت الشهيد القائد حتى لا يتورط بالرد، هو زعم كاذب، فنحن أصدق من أن نواري على الناس بهذه الطريقة، ولو كانت "اسرائيل" لقلنا إنها "اسرائيل" بغض النظر عن النتائج المترتبة على ذلك".
لولا مواجهة التكفيريين لما أمكن إجراء انتخابات البلدية.. ونتائج لوائح "الوفاء والتنمية" مهمّة
في الشأن الانتخابي، يؤكد نائب الأمين العام لحزب الله "أننا مرتاحون لمسار الانتخابات البلدية لأنها أوجدت حيوية سياسية معينة في البلد بعد ركود طويل وتعطيل متدرج للمؤسسات الدستورية الموجودة فيه، وهذه الحيوية السياسية تشير الى وجود رغبة لدى الشعب اللبناني في اعلان ولاءاته الواضحة وتحديد خياراته والتصريح بالممثلين الذين يرغب بهم". ويشير الى أن انتخابات البقاع، كانت لها دلالة مهمة لأن البقاع هو الأكثر تفجيراً في المرحلة السابقة بسبب وجود "الدواعش" والتكفيريين على الحدود". ويتابع "كما كان لنجاح الانتخابات في البقاع وبيروت اشارة مهمة، بأن أكثر منطقة متوترة في الآونة الأخيرة هي أكثر منطقة آمنة مكّنت من اجراء الانتخابات في مرحلتها الأولى، ولولا العمل في مواجهة التكفيريين لما أمكن اجراء انتخابات لا في البقاع ولا في سائر المناطق. من هذه الزاوية نحن نرى أن اجراء الانتخابات كان أمراً جيداً".
ويرى الشيخ قاسم ان النتائج التي أحرزتها لوائح "الوفاء والتنمية" في كل الأقضية والبلدات التي خاضت فيها الانتخابات البلدية كانت مهمة من الناحية السياسية، خاصة في بعض البلدات التي أخذت الانتخابات طابعاً سياسياً مثل بعلبك وبريتال، أو في سائر البلدات التي لها طابع انمائي، حيث جدد الناس ثقتهم في الواقع الانمائي في تلك البلدات".
وحول ما يقال عن أن نتائج الانتخابات في بعلبك لم تكن محمّسة لحزب الله لجهة نسبة الاقتراع، يجيب الشيخ قاسم "كل الدورات الانتخابية التي حصلت في البقاع في الانتخابات البلدية منذ عام 1998، و2004، و2010 لم تتجاوز نسبة التصويت فيها 42 أو 43 بالمئة، والآن النسبة هي 45% تقريباً، دائماً في بعلبك النسبة مقاربة لهذا المستوى، وهي نسبة طبيعية". ويتابع "أما اذا أردنا أن نتحدث عن نجاح اللائحة، فالأضعف في لائحة "الوفاء والتنمية" كان يتميز عن الأول من الخاسرين في الجهة المقابلة بـ900 صوت. النتيجة في بعلبك كانت جيدة ومهمة، والانماء في بعلبك هو من أفضل الانماءات في لبنان بفعل أعمال البلدية ومتابعاتها".
مستمرّون في القتال والحل في سوريا هو حل سياسي
ويجدد نائب الأمين العام لحزب الله تأكيده لرؤية حزب الله بأن "الحل في سوريا هو حل سياسي، لكن اذا استمرّوا بقتالهم في الميدان فنحن سنستمر من دون تحديد زمن، لأنه بمجرّد أن يحصل تراخٍ أو انسحاب من الميدان نكون قد سلّمنا الدفة الى الطرف الآخر سياسياً. من هنا سنستمر مهما طال الزمن وهناك مكتسبات حقيقية على الأرض". ويؤكد أن "صمود سوريا 5 سنوات الى الآن أكبر دليل على أن القتال في سوريا هو منتج ومؤثر ومَنَعَ سقوط سوريا المقاومة وأبطل مخططاتهم".