شهدت الايام الاخيرة ردود فعل بحرينية كبيرة على اضواء اعتقال الشيخ السلمان، تجلت بمظاهرات واحتجاجات جابت شوارع المدن كافة مطالبة باطلاق سراحه و كف يد الاذى الخليفية عن التطاول على الفعاليات و المتظاهرين .
الحكومة البحرينية لم تصغ الى الصرخات المطالبة بسراح السلمان، بل عززت من قمعها لتقوم منذ ايام وتحديدا في 18 من الشهر الحالي بقمع مسيرة تشييع الشهيد عبد العزيز السعيد في بلدة البلاد القديم واشار شهود عيان الى حالات، من الأطفال والنساء، تساقطوا نتيجة التدافع بعد إطلاق القوات الغازات السامة على المشيعين. قوات ال خليفة لم تكتف بالضرب بل شهد التشييع استخداما كثيفا للغازات السامة وسلاح الشوزن .
ولكن القمع الخليفي لم يوقف زحف المتظاهرين، فقد شوهد متظاهرون يتقدمون الصفوف الأمامية وقد رفعوا الهتافات والرايات متحدين الآليات العسكرية الخليفية. وقد شارك حشد كبير من المواطنين في تشييع الشهيد السعيد، وسط تساقط كثيف للأمطار، ورفعت خلال تظاهرة التشييع الهتافات المطالبة باسقاط النظام، فيما حمل المواطنون الحاكم الخليفي مسؤولية سقوط الشهداء، داعين إلى القصاص العادل .
ولم تتوقف الة القمع الخليفية عند المظاهرات فحسب، فقد عمدت الى اعتقال الناشط الحقوقي نبيل رجب وحكمت عليه بالسجن لمدة 6 اشهر نتيجة لتغريداته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وفي السياق ذاته وفي ظل المحاكمات القمعية لحكومة ال خليفة، ستصدر المحكمة البحرينية حكمها في الــ 28 من كانون الثاني على أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي السلمان بتهمة الترويج لقلب وتغيير النظام السياسي بالقوة والتهديد بوسائل غير مشروعة، والتحريض على عدم الانصياع للقوانين، والتحريض علانية على بغض طائفة من الناس بما من شانه اضطراب السلم العام .
الضغط والعنف الخليفي لم يسكت صوت المطالبين و لم يستطع اخماد نيران التظاهر الشعبي سعيا وراء التغيير للحصول على بعض المطالب المحقة. وتاكيدا على الاستمرار بالحراك الشعبي السلمي، أكد أمين عام الوفاق البحرينية المعارضة انه مطمئن تماما بالعمل الذي يقوم به معتبرا انه لا يمكن السكوت عن الاخطاء أو ترك الواقع الخاطئ والمتخلف الموجود من تمييز .
واعتبر الشيخ علي سلمان، من خلف قضبان زنزانته التي يعتقله فيها النظام البحريني، أن عدم وجود حكومة منتخبة لشعبنا ولأولادنا واهلنا يسبب هذه المشاكل التي تعيشها البلد. وشدد على الالتزام بالأطر السلمية، متوجها إلى المطالبين بالافراج عنه أن لا ينسوا كل الرموز والاخوة المعتقلين الذين يجب الإفراج عنهم وعدم نسيانهم .
كلام الشيخ سلمان من مكان اعتقاله، كشفه نائب أمين عام جمعية الوفاق البحرينية الشيخ حسين الديهي خلال لقاء تضامني أقيم في مقر الجمعية بالبلاد القديم، الرسالة كانت عبارة عن اتصال أجراه الشيخ السلمان بعائلته، ونقله موقع جمعية الوفاق الوطني الاسلامية .
الاعتقال لم يوقف مطالبة الشيخ السلمان بحقوق الشعب البحريني، والتأكيد على أن التظاهر السلمي حق وأن قضية الشعب الاساسية هي المطالبة بالمجلس المنتخب كامل الصلاحيات وبالحكومة المنتخبة. وقال: "لدينا قضايا عادلة ومشروعة والمطالبة بها حق إنساني وواجب وطني لا يجوز التخلف عنه، ونحن على قناعة تامة بأن الأوضاع القائمة على التمييز القبلي والطائفي وتهميش الإرادة الشعبية في انتخاب السلطة التشريعية والتنفيذية أمر يجب رفضه ".
قرار اصدار الحكم على الشيخ السلمان قابله رد من جمعية الوفاق، ففي أول تعليق لها على القرار، قالت الوفاق إن كل التهم التي تضمنها بيان النيابة العامة نفاها أمينها العام الشيخ علي سلمان جملةً وتفصيلا، ولم تعد هناك أي قضية حقيقية ولا يوجد اي مبرر قانوني ولا اخلاقي لاعتقاله او محاكمته. واوضحت جمعية الوفاق أن كل التهم التي استعرضها بيان النيابة ليست واقعية ولم تعد لها أي قيمة قانونية بعد أن نفاها الشيخ علي سلمان بشكل قاطع لا لبس فيه. وشددت الوفاق على أن كل ما استندت اليه النيابة من خطب، شكلت بذاتها ادلة البراءة القطعية للشيخ علي سلمان لانها تضمنت نفيا لما ورد في الاتهامات غير الواقعية الموجهة له .
الواضح من الواقع البحريني اليوم، ان عنف الحكومة البحرينية لم يؤثر في اضعاف بنية المعارضة البحرينية، ولم يتمكن ال خليفة، رغم القتل و القمع و الاعتقال و التهديد و كل اساليب العنف المتبعة، من ايقاف موجة المطالبة بالحقوق، او تحويل التظاهرات و التحركات السلمية من الشعب البحريني الى حركات مسلحة. فاظهرت بذلك المعارضة البحرينية ارادة فولادية تقابل بكل جراة قبضة النار و الحديد الخليفية، فهل تشهد الايام قلب المعادلات العالمية فيكسر الفولاد بالحديد؟ ام ان قوانين الطبيعة والايام ستثبت ان الفولاد اقوى؟؟
