الوقت – لايخفى على احد ان الحرب المدمرة التي يشنها التحالف السعودي على اليمن بدعم واسناد من امريكا وبريطانيا هي السبب الرئيسي لنمو تنظيم القاعدة وباقي الجماعات الارهابية في اليمن خلال السنة الاخيرة.
ان ادارة اوباما التي ارسلت خلال الاسبوعين الماضيين بشكل سري و دون اي اعلان رسمي بعض القوات والمعدات العسكرية الى جنوب اليمن اعلنت اخيرا يوم الاحد تاييدها للتقارير الواردة في هذا المجال وتحدثت عن ارسال عدد قليل من القوات الامريكية دون تحديد العدد بشكل دقيق.
وهكذا اصبح اليمن ضمن تلك الدول الموجودة في غرب آسيا التي بعثت امريكا اليها قوات برية دون اعلن الحرب بشكل رسمي ودون موافقة الكونغرس بذريعة مكافحة الارهابيين الذين يعتبرون اكبر المستفيدين من السياسات الامريكية الاقليمية.
وحسب اعلان البنتاغون ان هذا التدخل المباشر في اليمن يهدف الى تقديم الدعم للامارات المتحالفة مع امريكا ولمكافحة تنظيم القاعدة الذي استفاد بشكل كبير من العدوان السعودي على اليمن لتوسيع دائرة انتشاره في اليمن.
وقد حذر الكثير من المسؤولين الامريكيين من استغلال القاعدة للعدوان السعودي كما تناولت وكالات الانباء مثل رويترز هذه القضية واعدت تقارير عن تزايد قوة وثروة القاعدة بسبب العدوان السعودي، وفي الحقيقة يمكن القول ان تنظيم القاعدة اقامت دويلة لها في سواحل جنوب اليمن على مساحة 340 ميلا مربعا وان التنظيم بات يضع القوانين هناك ويأخذ الضرائب من المواطنين.
ويعتبر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية اكثر فروع تنظيم القاعدة تطرفا وقد تبنى العام الماضي مسؤولية الهجوم على مجلة شارلي ايبدو الفرنسية، ومن جهة اخرى زاد تنظيم داعش ايضا نشاطه في اليمن بعد العدوان السعودي وهو يسعى الان الى توسيع دائرة انتشاره.
ومنذ شهر ابريل تشهد منطقة المكلا التي تعتبر معقل تنظيم القاعدة اشتباكات بين القاعدة وبين المرتزقة الاماراتيين والقوات الموالية لعبد ربه منصور هادي من اجل السيطرة على مدينة المكلا والان قرر الامريكيون ارسال سفينة حربية هجومية ومدمرتين اضافة الى القوات البرية للانتشار في السواحل اليمنية لاسناد القوات المرتزقة الاماراتيين.
ان وسائل الاعلام الغربية تحاول بث دعاية بأن حركة انصارالله تحظى بدعم واسناد ايراني وذلك من اجل تبرير قصف المدنيين العزل في الغارات السعودية لكن هناك من الاعلاميين الغربيين من يفند هذه الادعاءات امثال "غرت بورتر".
وقد قاوم اليمنيون هذا العدوان المستمر منذ عام بأقل الامكانيات المتوفرة وسط ادانات متكررة لمنظمات حقوق الانسان الدولية للجرائم السعودية كما اعلنت الامم المتحدة في تقرير رسمي ان السعوديين هم من قتلوا ثلثي المدنيين الذين سقطوا في حرب اليمن.
ان السعوديين يستخدمون القنابل الحارقة ضد المناطق المأهولة بالسكان وقد قتلوا على اقل تقدير وحسب الامم المتحدة ستة الاف يمني منذ عام حتى الان دون اي اعتراض من قبل الدول الغربية مع العلم بأن الف قتيل من هؤلاء القتلى هم من الاطفال اي بمعدل 3 اطفال في كل يوم بقنابل تلقيها طائرات امريكية وبريطانية الصنع.
ان العدوان السعودي وضع اليمن على شفا كارثة انسانية ومجاعة كبيرة تهدد 14 مليون يمني أي نصف سكان اليمن كما ان هناك الان 82 بالمئة من اليمنيين باتوا يحتاجون الى المساعدات الانسانية بشكل ملح.
ان الغربيين وخاصة الامريكيين والبريطانيين حصلوا على ارباح تقدر بمليارات الدولارات من بيع الاسلحة للسعوديين خلال العدوان وان القسم الاكبر من هذه الاسلحة تستخدم ضد المدنيين في اليمن في وقت بات معروفا ان القوات الامريكية والبريطانية هي التي تجمع المعلومات للسعوديين وتساند قيادتهم العسكرية وان الحرب الجوية السعودية في اليمن تدار اصلا بكوادر غربية.
وقد اعلنت البنتاغون يوم الاحد ان الطائرات الامريكية قصفت اهدافا في اليمن 4 مرات منذ 23 ابريل وحتى الان وادعت البنتاغون ان الاهداف كانت تعود لتنظيم القاعدة.
وكانت طائرات امريكية من دون طيار تشن حربا غير معلنة منذ سنوات على اليمن بذريعة مكافحة تنظيم القاعدة لكن هذه الطائرات قد قتلت آلاف المدنيين الابرياء في غاراتها وقد حذر الخبراء الحكومة الامريكية بأن غارات الطائرات من دون طيار لم تفعل شيئا في مواجهة القاعدة بل على العكس زادت من اتساع دائرة التطرف.
ويقول مسؤول عسكري يمني ان عدد القوات البرية الامريكية التي ارسلت الى اليمن مؤخرا هو 200 عسكري وقد نقل هؤلاء الى خليج عدن بواسطة حاملة الطائرات الامريكية فرانكلين روزفلت، كما اضاف هذا المسؤول اليمني ان مروحية امريكية من طراز أباتشي و5 مروحيات بلاك هاوك قد وصلت الى قاعدة العند ايضا ومن المقرر نقل هذه القوات الى محافظة الضالع المجاورة لمحافظة تعز.