الوقت- يواجه اليمن مشكلة كبيرة الى جانب العدوان السعودي وهي مشكلة انتشار تنظيم القاعدة بفعل هذا العدوان، وقد تحول هذا التنظيم الى اداة سعودية في مواجهة حركة انصارالله وهو يستغل فقر اليمنيين وسخطهم على اوضاعهم المعيشية لاجتذاب الشباب اليمنيين الى صفوفه.
ان تنظيم القاعدة الذي واجه ضغطا وتحديات كبيرة في افغانستان والعراق وسوريا وباقي الدول العربية وجد اليمن ارضا خصبا لنموه فاليمن يمتاز بنظامه القبلي وفيه اقتصاد فاشل وبطالة متفشية وضعف في الخدمات الحكومية وهذا يناسب انتشار تنظيم القاعدة الذي سلك الطريق نفسه الذي سلكه في افغانستان وباكستان اي التحالف مع القبائل المحليين وضم شباب هذه القبائل الى صفوفه وهذا يمكن القاعدة بان يصبح جزءا من النسيج الاجتماعي في هذه المجتمعات ليحظى بمظلة دعم وحماية هذه القبائل.
ان التعقيد الموجود في تنظيم القاعدة اضافة الى الهيكلية القبلية للمجتمع اليمني قد زاد من صعوبة مواجهة تنظيم القاعدة في اليمن واصبحت هذه المواجهة مكلفة وقد كثرت في السنوات الاخيرة المواجهات بين الحكومة اليمنية وامريكا من جهة وبين تنظيم القاعدة من جهة اخرى في اليمن.
ومع تزايد السخط الشعبي الذي انتشر في كافة انحاء اليمن استغل تنظيم القاعدة هذا الموضوع وناور عليه اعلاميا مؤكدا ان النظام اليمني لايمتلك الكفاءة اللازمة لحل الازمات في اليمن وتلبية المطالب الشعبية وهنا يمكن تفسير النظرة السلبية لامريكا تجاه سير الاحداث في اليمن اثناء فترة الثورات العربية فعلى سبيل المثال قال وزير الدفاع الامريكي السابق روبرت غيتس في تلك الفترة ان ما يقلقه اكثر من اي شيء هو زعزعة استقرار اليمن وتحول الانتباه عن تنظيم القاعدة.
وقد توصلت امريكا الى صيغة مشتركة مع حكام اليمن في الفترة الانتقالية اعتبر بموجبها تنظيم القاعدة عدوا مشتركا لكن بعد بدء العدوان السعودي على اليمن حاول تنظيم القاعدة التعاون مع السعوديين ضد الشعب اليمني لكي يحصل على الدعم المالي واللوجستي السعودي خاصة في جنوبي اليمن وقد كان السعوديون يرغبون ايضا في مثل هذا التعاون وزاد السعوديون في الشهور الاخيرة من مستوى تعاونهم مع ارهابيي القاعدة في اليمن وفي بعض المناطق تقاسم القاعدة والسعوديين السيطرة على بعض المدن اليمنية وحينها رفرف علم القاعدة فوق كافة المناطق في جنوبي اليمن من لحج وحضرموت الى عدن وابين والان يحاول تنظيم القاعدة الذي زاد من انتشاره مع بدء العدوان السعودي ان يزيد حضوره وتواجده في لحج.
ويؤكد الكثيرون ان تحركات القاعدة في لحج وقبلها في ابين كلها جرت برضا وتخطيط سعودي لكي يسلم السعوديون المحافظات الجنوبية في اليمن الى القاعدة لتضييق الخناق على الثوار اليمنيين ومنعهم من القيام باي رد فعل ضد القوات الاجنبية الغازية وخاصة في عدن، ويفند الكثير من المحللين ما تبثه وسائل الاعلام العربية الماجورة عن مقتل مئات المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة في هجمات التحالف العربي على بعض المناطق اليمنية ويؤكد هؤلاء المحللون ان خروج تنظيم القاعدة الارهابي من بعض المناطق اليمنية قد تم بواسطة اتفاق وليس بفعل الضغط العسكري وان التحركات السعودية بهذا الخصوص ليست الا مسرحية سياسية مؤقتة لتحقيق غايات مستقبلية.
واخيرا يجب القول ان الغارات السعودية التي استهدفت المدنيين في اليمن وقتلتهم وسفكت دمائهم قد فادت تنظيم القاعدة وساهمت في توسيع رقعة انتشار عناصر هذا التنظيم والان اصبح تنظيم القاعدة من اللاعبين الاساسيين في المعادلات السياسية العسكرية في اليمن.