زيارة سريعة يقوم بها الرئيس الامريكي باراك اوباما للسعودية الهدف منها ينطوي تحت عدة عناوين أهمها تحسين العلاقات بين البلدين والتي شهدت في الآونة الأخيرة اضطراباً ملحوظاً خاصة على اثر توقيع الاتفاق النووي الإيراني الذي عارضته السعودية.
وفي هذا السياق التقى الرئيس الأمريكي اوباما مع الملك السعودي سلمان يوم الأربعاء في مستهل زيارته وتحدثا حول عدة قضايا منها محاولة تخفيف التوتر بين البلدين اضافة الى ملفي سورية واليمن والعلاقات السعودية الإيرانية.
وتأتي هذه الزيارة بعد الأخبار التي تناقلتها بعض المصادر وذكرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والتي تحدثت عن تحذير سعودي للرئيس اوباما واعضاء الكونغرس من تداعيات اقتصادية كبيرة ستتأثر بها امريكا في حال قام الكونغرس باقرار مشروع القانون الذي يعتبر السعودية مسؤولة أمام المحاكم الامريكية عن أحداث 11 سبتمبر لعام 2001 .
وتحدثت الصحيفة الامريكية عن قيام السعودية ببيع الاصول الامريكية التي تمتلكها والتي تقدر بأكثر من 750 مليار دولار كرد على هذا القانون في حال إقراره.
لكن نفس مصادر الصحيفة تحدثت أيضا عن سعي اوباما وإدارته لعدم السماح بتمرير مشروع القانون .
و من جهة أخرى فقد شكك بعض خبراء الاقتصاد بقدرة السعودية على القيام بهكذا خطوة لما فيها من ضرر كبير على اقتصادها يفوق تأثيرها على الاقتصاد الامريكي وأيضا أكدوا على ان العملية ليست بتلك السهولة المتصورة بل شديدة التعقيد , وأكدوا أن هذ التهديد يأتي في سياق العلاقات المتوترة بين البلدين فقط .
وللإشارة فقد نفت الادارة الامريكية تطرق اوباما لهذه النقطة في لقائه مع الملك سلمان
ويبدو ان مطالبة امريكا للسلطات السعودية باحترام حقوق الانسان والافراج عن المعتقلين احد اهداف هذه الزيارة التي تاتي ضمن فعاليات القمة الخليجية الامريكية.
حيث دعت 11 منظمة غير حكومية الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المساعدة في الإفراج عن ناشطين في حقوق الإنسان في دول مجلس التعاون الذي يلتقي قادته في السعودية ضمن فعاليات هذه القمة .
وفي "رسالة مفتوحة" حض الموقعون اوباما على "الضغط من اجل إطلاق سراح جميع المعتقلين من المدافعين عن حقوق الإنسان في دول مجلس التعاون فقط لأنهم مارسوا أنشطتهم السلمية والمشروعة".
واعتبرت الرسالة أن "السعودية تلاحق مدافعي حقوق الإنسان أمام المحاكم المخصصة للإرهابيين وتعاملهم بشكل روتيني أسوأ من المجرمين".
ومن بين المنظمات الموقعة "مراسلون بلا حدود" و"هيومان رايتس فيرست".
إضافة لذلك فقد تناقلت بعض المصادر عدم اعتذار اوباما عن كلامه حول السعودية والعلاقات معها في حديثه لمجلة ذي اتلانتيك حيث أثار اوباما غضب السعودية وقتها ، حين قال للمجلة في معرض جوابه لسؤال عما إذا كانت السعودية دولة صديقة لأمريكا : "الأمر معقد" وقال إن دول الخليج بحاجة لمشاطرة إيران في الشرق الأوسط.
وذكرت مصادر مطلعة عن فتح ملف العلاقات السعودية الايرانية وسعي اوباما لحث الملك سلمان على القيام بخطوات دبلوماسية معينة من شأنها أن تقرب وجهات النظر بين البلدين,لكن على مايبدو لم يتم إحراز اي تقدم على هذا الصعيد وبقي الموقف السعودي مختلفا مع الرؤية الامريكية.
الا ان هذه الزيارة وعلى الرغم من كل التباينات الظاهرة في العلاقات الامريكية السعودية حملت رسالة واضحة مفادها أن امريكا لن تتخلى عن حلفائها في مواجهة ايران هذه القوة الاقليمية التي تهدد أمنهم حسب زعمهم.
من جهة ثانية التقى الرئيس الأمريكي مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان في الرياض وبحث معه القضايا الإقليمية والدولية حول الأزمة السورية، ومسار المحادثات في جنيف، والأوضاع على الساحة العراقية، وتطورات مفاوضات السلام اليمنية، إضافة إلى جهود المجتمع الدولي في محاربة العنف والتطرف.
الجدير بذكره أن الرياض تستضيف أعمال القمة الخليجية الأميركية واللافت قيام الملك سلمان بنفسه باستقبال محمد بن زايد في المطار بينما كلف امير الرياض باستقبال الرئيس الامريكي باراك اوباما وهو ما اعتبرته صحيفة نيويورك تايمز اهانة سعودية للرئيس الامريكي تعبر عن مدى حدة التوتر بين البلدين .