الوقت- تتوالى تبعات الجلسة الحكومية التي عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجولان السوري المحتل. نتنياهو الذي أشار إن هذه الهضبة ستبقى إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية، مؤكداً أن "الوقت حان، بعد 50 عاماً، لأن تعترف الأسرة الدولية بأن الجولان سيبقى دائماً تحت السيادة الإسرائيلية"، لم يلقى ردوداً غربية مشجّعة، فضلاً عن إدانة العديد من الدول الإقليمية لهذه "الخطوة العدوانية".
خطوة نتنياهو تحمل جملة من الرسائل تجاه سوريا والإقليم والعالم، إلا أنه، ومهما فعل، لن ينجح في طمس هوية هذه الهضبة العربية السورية، خاصّة ان صمود الجيش السوري كسر مشروع التقسيم الذي يسعى نتنياهو لإطلاق شرارته من جديد، ولكن هذه المرّة الجولان المحتل.
الإتحاد الأوروبي: لا نعترف بسيادة الكيان الإسرائيلي على مرتفعات الجولان
مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني، أكّدت ان الاتحاد لا يعترف بسيادة الكيان الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية المحتلة التي قال عنها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إنها "اسرائيلية الى الأبد."
و قالت موغریني، قبل بدء اجتماع المانحین الدولیین لدعم الاقتصاد الفلسطیني في بروکسیل، إن الاتحاد الأوروبي یعترف بـ"إسرائیل" داخل الحدود التي سبقت حرب عام 1967 مهما ادعت الحکومة "الاسرائیلیة"، حتى یتم التوصل إلى حل نهائي، رغم تصريحات رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو، التي قال فيها إن الجزء الذي ضمته "إسرائيل" من الهضبة "سيبقى إلى الأبد تحت سيادة "إسرائيل".
ومضت للقول قبل انعقاد اجتماع دولي في بروكسل للمانحين لدعم الاقتصاد الفلسطيني "وهذا موقف موحد للاتحاد الاوروبي وكل دوله الاعضاء".
أمريكا: هضبة الجولان ليست جزءا من إسرائيل
من جانبه، رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والتي قال فيها إن الجولان السوري سيظل تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأوضح كيربي في حديثه مع الصحافيين في وزارة الخارجية في واشنطن، ردا على سؤال بشأن تصريحات نتنياهو، "إن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تعتقد أن هضبة الجولان ليست جزءا من إسرائيل"، وتابع:إن مكانة هذه الأراضي يجب أن تتقرر في المفاوضات، وأن الوضع الحالي في سورية لا يسمح بإجراء مثل هذه المفاوضات.
وقال كيربي إن سياسة أمريكا في هذا السياق لم تتغير، مضيفا أن الحديث عن سياسة متبعة منذ سنوات كثيرة من قبل إدارات أميركية ديمقراطية وجمهورية.
ألمانيا: خطوة نتنياهو تتناقض مع القانون الدولي
في السياق ذاته، رفضت الحكومة الألمانية، أيضا تصريحات نتنياهو، بشأن السيطرة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن شيفر، إن الضم الأحادي الجانب لهضبة الجولان من قبل "إسرائيل" يتناقض مع القانون الدولي.
وتابع: 'هذا مبدأ أساسي في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بأنه لا يوجد حق لأي دولة في ضم أراضي دولة أخرى إليها'.
ومع ذلك، أضاف شيفر أن ألمانيا لا تطالب الكيان الإسرائيلي الآن بأن تعيد بشكل فوري الجولان إلى سورية بسبب الوضع الأمني والحرب الدائرة فيها.
الردود الغربية والعربية إقتصرت على نفي كلام نتنياهو وخطوتة العدوانية، دون إصدار بيان إدانة، فرغم رفض أمريكا إلا أنها لم تجزم بأن الجولان هو جزء من سورية، بل قالت إن ذلك سيتقرر في المفاوضات، وفي المقابل، فإن ألمانيا تقول إنها لا تدعو إلى إرجاع الجولان بذريعة الأوضاع في سورية.
وادي الصراخ: الجولان أرض عربية
الخطوة الأكثر حيوية ضد نتنياهو جاءت من أهالي المنطقة الذين أكّدوا أن الجلسة لن تخفي حقيقة أن "الجولان أرض عربية"، في وقت يبقى فيه "وادي الصراخ" رمزاً للقاء السوريين وشاهداً على التواصل.
ولعل أکثر النقاط "الحیویة" التي ترکت بصمة ممیزة في الجولان هي "وادي الصراخ" المطلّ على القسم المحتل من الجولان السوري، حیث تنقشع من خلف "السلك الشائك" الرمادي هضاب ومدن وبلدات رفضت "الأسرلة" منذ احتلالها عام 1967.
وفی هذا المکان بالذات، وعلى مدى سنوات، یتم اللقاء بین السوریین وأهلهم الرازحین تحت الاحتلال عبر الصراخ بواسطة مکبرات الصوت والأثیر"..! فیتبادلون التحیات والسلامات والأحادیث، وربما قبلات الشوق والاشتیاق.... مؤکدین هویتهم العربیة السوریة.
لقد أمسى "وادی الصراخ" رمزاً لتأکید "سوریة" الجولان، وناهضاً على عودته إلى حضن الوطن، وهو یجسّد فی ذاکرة السوریین اللقاء فی المناسبات الوطنیة کعیدی الجلاء والاستقلال، وذکرى الإضراب الکبیر عام 1981، في وقت تتهافت العديد من العواصم العربية على تعزيز العلاقات مع الكيان الإسرائيلي الذي ينتهز فرصة الربيع العربي لترسيخ إحتلاله للجولان.