الوقت- وصلت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي موغيريني طهران اليوم السبت برفقة سبعة مفوضين بينهم مفوض الصناعة ومفوض النقل ومفوض المناخ والطاقة، هذه الزيارة تأتي بعد فترة وجيزة من زيارة فرنسا وايطاليا لايران، الزيارة رافقها سلسلة تصريحات اوروبية كان اهمها ما ادلت به موغريني من انهم سيقومون بتنفيذ تعهداتهم والتزاماتهم كما التزمت ايران بتعهداتها، هذه الزيارة تحمل في طياتها برنامج اوروبي لتوثيق العلاقة مع الجانب الايراني في كافة المجالات وهو ما سنشير اليه في هذا المقال، تجدر الاشارة الى ان الاعلام الاوروبي ركّز خلال الايام القليلة الماضية من ان زيارة موغريني لطهران تأتي لبحث موضوعات تتعلق بحقوق الانسان وهو ما سنشير اليه ايضاً.
وفق البرنامج المعلن للزيارة وما شمله الوفد الاوروبي المرافق لموغريني فإن الهدف الاساس للزيارة يأتي لإحياء التعاون مع ايران في مجالات عدة مثل الطاقة والهجرة والتجارة والاستثمار، فأوروبا تطمح لإعادة انشاء علاقات مميزة مع ايران خاصة وانها كانت فيما سبق اهم شريك تجاري لايران وثاني اكبر مستهلك لنفطها وغازها، كما وان الجانب الاوروبي عبّر في اكثر من مرة قبل التوصل للإتفاق النووي انه كان الاكثر تضرراً من انقطاع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الجانب الايراني.
زيارة مفوضية الاتحاد الاوروبي الى طهران سبقها مسؤولون بحكومات اوروبية ابرزها زيارة رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتيسي قبل ايام، في هذا السياق تجدر الاشارة الى ان سلسلة الزيارات هذه توحي الى بوادر لشبه استقلالية اوروبية عن امريكا في الجانب الاقتصادي تحديدا فضلاً عن السياسي منه، خاصة وان هناك تنافس كبير بين الشركات الاوروبية والامريكية وخاصة في مجال التجارة والاستثمار.
الزيارة ايضاً ستطال البحث حول اقامة بعثة دبلوماسية دائمة في طهران، كما ودراسة مشروع انضمام ايران الى منظمة التجارة العالمية باعتبار الاتحاد الاوروبي يمثل فيها ثقلاً مهماً، ويعتبر اكبر تكتل تجاري في العالم، انضمام ايران لمنظمة التجارة العالمية هام للطرفين، فهو يعزز موقع ايران الاقتصادي من جهة ويمثل خطوة مهمة للإتحاد الاوروبي الاكثر فعالية في المنظمة من جهة اخرى باعتبار ايران تضم اكبر احتياطات الغاز في العالم. كما وسيتطرق البحث لمناقشة كيفية تشجيع البنوك الاوروبية للعودة وممارسة نشاطها في ايران.
على الرغم من البرنامج المعلن للزيارة، والتطلعات الاوروبية لتعزيز موقعها التجاري والاقتصادي من ايران، الا ان الاعلام الاوروبي ركز خلال الايام القليلة الماضية من ان هدف الزيارة يأتي لطرح موضوعات متعلقة بحقوق الانسان مع الجانب الايراني في اشارة غير محمودة، في هذا الاطارة تجدر الاشارة الى ان الجانب الايراني ومن خلال منهاجه السياسي والدبلوماسي خلال العقود المنصرمة اثبت انه مثال وانموذج يحتذى به. في المقابل فإنه يسجل على الجانب الاوروبي ثغرات كبيرة تتعلق بحقوق الانسان، فتعامل الدول الاوروبية مع المسلمين المتواجدين على اراضيهم والتي كان اخرها على سبيل المثال وليس الحصر موجة التحريض التي طالتهم بعد احداث فرنسا الاخيرة، فضلاً عن السياسة المتبعة اتجاه محاربة الحجاب ومنعه في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية كما حصل في بعض الدول الاوروبية، ناهيك عن التوجهات الاوروبية الاخيرة في التعاطي مع ملف المهجرين السوريين والعراقيين، كما والسياسات المتبعة في مواجهة المعارضين وقمعهم. هذا ويسجل التاريخ خلال القرن الماضي حربين عالميتين مدمرتين كان الاوروبين المتسبب الرئيسي لهما، حربين عالميتين قتلت اعداد كبيرة من الناس في كافة بقاع الارض.