الوقت ـ تبذل السعودية كل جهوده لتحسين علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي الذي يقتل المسلمين يوميا، بالتزامن مع تصاعد تحركاتها العمياء للمساس بموقع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الساحة الدولية وكان مستبعدا أن تسمح هذه المحاولات لإعتماد قرار حازم ضد الصهاينة ودعما عن مسلمي فلسطين في البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي الثالثة عشرة التي إختتمت أعمالها يوم الأمس الجمعة في مدينة إسطنبول.
وتم إصدار البيان الختامي لقمة إسطنبول الذي تضمن أكثر من مئتي بند فضلا عن أربعة بنود ضد إيران وحركة حزب الله، ولاشك أن السعودية دفعت أثمان باهظة بمليارات دولار لتمرير هذا البيان وتوظفت كالعادة بترودولارات نفطية لشراء ذمم عدد من القادة الإسلاميين بهدف كسب الدعم عن مشروعها المعادي لإیران الذي تمثل في البنود الأربعة العدائية إضافة إلى بند أخرى ضد حزب الله المقاوم.
واختتمت أعمال القمة الثالثة عشر في إسطنبول بإصدار بيان ختامي، البيان الذي تم إعداد بنوده في غياب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب عدم إصدار التاشيرة لممثليها من جانب السعودية وتفردت الرياض في إعدادها بمشاركة عدد قليل من حلفاؤها لتنتهز الفرصة لإدراج أربعة بنود ضد إيران وحزب الله بصفتها المحور الأساس للمقاومة أمام الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط وتم تمريرها بقرار من رئيس الدورة الجديدة لهذه القمة والدول المتحالفة معها رغم معارضة شديدة من جانب إيران وتحفظ الدول الأخرى منها العراق والجزائر وغيرها حسب ما صرح به مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون القانونية "عباس عراقجي".
ولا شك أن السعودية دفعت أثمانا باهظة بمليارات دولار نفطية لكسب الدعم من جانب عدد من الدول الأعضاء وضمان عدم معارضتهم مع بنود البيان الختامي ضد إيران وحزب الله. وأثبتت التجربة للسنوات الماضية أن هذه الأموال السعودية المصروفة لإدراج عدة بنود فارغة وعديمة التأثير في قسم من وثيقة تضمن مئتين بندا لا تأتيها بأي نتيجة يذكر وما يستوقفنا هنا هو سيرعدد من قادة البلدان الإسلامية بزعامة السعودية على خلاف الجهة لما هو متوقع ومفترض من قمة منظمة التعاون الإسلامي أن تسير في إطار الوحدة وتعزيز موقع الدول الأعضاء على الساحة الدولية.
أكد البيان الختامي لقمة أسطنبول في بنوده الإستفزازية ومحمومة ضد إيران علی أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول الإسلامية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها، وحل الخلافات بالطرق السلمية وفقاً لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
وأدان البيان ما وصفه اعتداءات تعرضت لها بعثات السعودية في مدينتي طهران ومشهد في إيران والتي تشكل ـ حسب البيان ـ خرقاً واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الديبلوماسية.
كما رفض ما اعتبرها التصريحات الإيرانية التحريضية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من مرتكبي الجرائم الإرهابية في السعودية، معدا ذلك تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية ومخالفا مع ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وجميع المواثيق الدولية.
وأدان البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي ما وصفه بتدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب.
واتهم البيان حركة حزب الله بكونها حركة إرهابية في محاولة واضحة من السعودية لتحريض البلدان الإسلامية على محور المقاومة وقلبها النابض في لبنان الذي أدخل ضربات قوية وشديدة على الرياض والجماعات المدعومة منها في سوريا ويعتبر سدا منيعا أمام محاولات السعودية للتدخل في الشؤون الداخلية للبنان.
وتم إدراج هذه البنود في البيان الختامي لقمة إسطنبول بضغوط مكثفة من الرياض وحلفائها والحال أن الوهابية التي تشكل الفكر السائد في السعودية تعتبر مصدرا رئيسيا لدعم الجماعات الإرهابية والتكفیرية فكريا وماليا ويمثل داعش مثالا واضحا لها في عصرنا الحاضر.
من جهتها، انتقدت ایران الاسلامیة أسالیب بعض الدول لفرض القرارات، والتی تعتمد مبدأ الترهیب والترغیب، وحذرت على لسان مساعد وزیر خارجیتها للشؤون الدولیة الدکتور عباس عراقجی من أن المنظمة ستندم فی المستقبل على قراراتها هذه.
یشار الى ان النظام السعودی سعى الى نقل الخلافات إلى مجلس الأمن الدولی عبر التسویق لمشروع قرار یصنف حزب الله إرهابیا .. إلا أن هذا المسعى باء بالفشل بعد رفض روسی صینی و تجاهل أمریکی، ما یؤکد أن السعودیة لا زالت غیر مؤهلة للعب دور على مستوى دولی .