الوقت- سلّطت صحيفة "دي تسايت" الألمانية الضوء علی الأزمات المتعددة التي تضرب المملكة العربية السعودية تحت عنوان "کابوس عبدالله"، وقالت : إن الصراعات علی خلافة العاهل السعودي الملك عبد الله، محاربة آل سعود للأقليات، أسعار النفط الآخذة في التراجع، وإیران التي تزداد قوة يوماً بعد يوم، هي من جملة الأزمات التي تعصف بالمملكة العربية السعودية.
وبما أن العاهل السعودي قد انتقل في ليلة رأس السنة الجديدة إلی مستشفى في الرياض بسبب ضيق التنفس الحاد ، فإن هذا الأمر قد خلق الخوف وانعدام الأمن بین رعایا هذه المملکة .
وبعد 48 ساعة من نقل الملك عبد الله إلى المستشفى، أعلن ولي العهد السعودي عن استقرار حالته الصحیة ونجاح مراحل العلاج.
ثم انتقلت الصحیفة إلی التدهور الحاد في صحة الملك عبد الله واحتمال وجود خطر علی حیاته ، وقالت: بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي لديها أكبر احتياطي نفطي في العالم، فقد حدثت أزمة عبد الله التنفسية في وقت سيء جداً، حیث یواجه هذا البلد العديد من المشاكل غیر المسبوقة سواء في شؤونه الداخلية أو الخارجية.
تصبح قضية خلافة العاهل السعودي الملك عبد الله أكثر حساسية، وخاصة لأنه لا توجد آلية لنقل السلطة الملكية في السعودية من كبار السن، ویجب أن تنتقل هذه السلطة إلی الجيل الثالث من مؤسسي آل سعود عبد العزيز بن الرحمن بن آل سعود، وهم أفراد مسنون . وسلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الحالي والبالغ من العمر 78 عاماً ، یعاني علی ما یبدو من آثار سكتة دماغية وبداية الخرف.
عبد الله وسلمان ومقرن هم أبناء عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية وأول ملکها . وتوفي الملك عبد العزيز الذي یدعی عادة بابن سعود في عام 1953، ومنذ ذلك الوقت حکم المملكة العربية السعودية خمسة ملوك، وکلهم من أبناء عبدالعزیز . ورغم أنه کان له عشرات الأبناء ولکن لا يمكن أن تستمر هذه العملية إلى أجل غير مسمى.
الإبن الأصغر لابن سعود هو المقرن الذي تم مؤخراً تعيينه نائباً لولي العهد، ویدور علیه الخلاف من بين 34 متأهلاً للجلوس على العرش. ومن وجهة نظر بعض أشراف آل سعود الأقویاء ، لا یحق له خلافة الأسرة الحاكمة ، لأنه ابن جاریة یمنیة لم یتم عقدها علی والد المقرن بشکل رسمي ، وهذا هو علامة على التوتر المتزايد في أسرة آل سعود الکبیرة بشأن الخلافة .
وبالطبع هناك مشاکل في المجتمع السعودي أیضاً ، قد أدت إلی استياء بشأن مکانة الأمراء الخاصة والأفراد المرتبطين بأسرة آل سعود. وإن الانخفاض الحاد في أسعار النفط خلال عام 2015 قد ترك للمملكة العربية السعودية عجزاً في میزانیتها یصل إلی 40 مليار دولار تقريباً .
والمناطق الشيعة في شرق المملكة العربية السعودية حیث المنشآت النفطية العدیدة، تصبح أقل أمناً یوماً بعد یوم ، وباتت الاشتباکات بین الشرطة والأقلیات في هذا البلد أمراً أسبوعیاً.
وتتم محاکمة المتهمین في محکمة خاصة وسیئة السمعة قد خصصت للإرهابیین ، ولا فرق بین أن یکونوا من منتقدي أسرة آل سعود أو من النشطاء في مجال حقوق الإنسان أو النساء اللاتي یبحثن عن حقهن في قیادة السیارة فحسب.
وفي الخارج أیضاً تواجه المملكة العربية السعودية تهدیداً إرهابیاً صعب التنبؤ اسمه داعش ، خاصة أنه لا یعلم أحد کم هي نسبة المؤیدین لهذا التنظیم الإرهابي بين السكان في المملكة العربية السعودية.
وتشیر الصحیفة إلی تزاید قوة الحوثيين الشيعة في اليمن وکذلك نفوذ إيران المتنامي في هذا البلد، وتقول: وهکذا يتحقق أكبر كابوس لآل سعود، وذلك إذا تم القبول على المستوى الدولي بعدو ریاض الأول أي إیران من خلال اتفاق نووي مع الغرب بعد ثلاثة عقود من العزلة .
