الوقت - تصادف هذه الأيام الذكرى الثانية عشرة لإستشهاد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) على يد الكيان الإسرائيلي.
يعد الشيخ أحمد ياسين من أبرز قادة المقاومة الفلسطينية. وقد زخرت حياته بالكثير من الدروس والعبر التي مثّلت نبراساً للشعب الفلسطيني لمواصلة جهاده المرير من أجل إستعادة حقوقه المغتصبة في الأرض والوطن.
وفيما يلي نبذة يسيرة عن حياة هذا الشيخ المجاهد:
- ولد أحمد إسماعيل ياسين بتاريخ 28 يونيو 1936 في قرية عريقة تسمى "جورة عسقلان" التابعة لمدينة المجدل (20 كيلو متر شمالي غزة).
- مات والده وعمره لم يتجاوز 3 سنوات وكني في طفولته بأحمد سعدة نسبة إلى أمه السيدة سعدة عبد الله الهبيل لتمييزه عن أقرانه الكثر من عائلة ياسين الذين يحملون إسم أحمد.
- كان يبلغ من العمر 12 عاماً حين وقعت نكبة فلسطين عام 1948 وقد هاجرت أسرته إلى غزة مع عشرات آلاف الأسر التي أبعدتها العصابات الصهيونية.
- تعرض في السادسة عشرة من عمره لحادث أثر في حياته كلها، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق إثر مصارعة وديّة بينه وبين أحد زملائه عام 1952. وبعد 45 يوماً من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس إتضح أنه مصاب بالشلل.
- كرس أحمد ياسين شبابه لطلب العلوم الإسلامية، حيث درس في جامعة الأزهر بالقاهرة. ورغم تعرضه إلى شلل شبه كامل في جسده تطور لاحقاً إلى شلل كامل إلا أن ذلك لم يثنه عن مواصلة تعليمه وصولاً إلى العمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس قطاع غزة.
- أنهى دراسته الثانوية عام 1958 ونجح في الحصول على فرصة عمل لمساعدة أسرته رغم الإعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية.
- شارك في العشرين من عمره في المظاهرات التي إندلعت في غزة إحتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي إستهدف مصر عام 1956 وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية متميزة.
- بعدما أصبح مدرساً، حاول إكمال مسيرته التعليمية إلاّ أن ظروفه الحياتية الصعبة كانت السبب في إستمراره في التعليم. وعمل خلال ذلك على خدمة الشعب الفلسطيني في كافة المجالات.
- كان يجمع الطلاب المتميزين في المساجد لغرض التدريس وإقامة النشاطات الثقافية والرياضية والإجتماعية. وكانت له محاضرات مهمة في كل مناسبة.
- أثناء فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي أعتقل بتهمة الإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين. وظل حبيس الزنزانة الإنفرادية قرابة شهر، ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.
- رغم شلله كان يطوف المدن والقرى الفلسطينية داعياً ومتحدثاً وخطيباً. وبعد نكبة عام 1967 إستمر أحمد ياسين في إلهاب مشاعر الفلسطينيين من فوق منبر مسجد "العباس" بحي الرمال لمقاومة الكيان الإسرائيلي.
- أعتقل عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيم عسكري والتحريض على إزالة الكيان الإسرائيلي، وأصدرت عليه إحدى المحاكم الإسرائيلية حكماً بالسجن 13 عاماً. وأفرج عنه عام 1985 في عملية تبادل للأسرى بين سلطات الكيان والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
- إنتظم الشيخ ياسين في صفوف المقاومة الفلسطينية، وإشتهر في الإنتفاضة الفلسطينية الأولى التي إندلعت عام 1987 حيث أصبح رئيساً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
- نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، وعمل رئيساً للمجمع الإسلامي في غزة. وكان يعتقد بأن فلسطين أرض إسلامية لابد أن تعود الى الشعب الفلسطيني، ولم يكن يؤمن مطلقاً بما يسمى "حل الدولتين".
- عرف بالتخطيط والتواضع وصدق التوجه، وإتصف بالتقوى والإخلاص وسعة الصدر. وكان صابراً على طول الطريق ما جعله الرجل الأول في غزة بل إمتد تأثيره إلى فلسطين كلها.
- عام 1988 قامت السلطات الإسرائيلية بمداهمة منزله، وهددته بالنفي إلى لبنان، ثم ألقت القبض عليه مع المئات من أبناء الشعب الفلسطيني عام 1989 في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض. وفي عام 1991 أصدرت إحدى المحاكم الإسرائيلية حكماً بسجنه مدى الحياة بتهمة التحريض على إختطاف وقتل جنودٍ إسرائيليين. وتم الإفراج عنه بعد ذلك بموجب اتفاقٍ تم التوصل إليه بين الأردن والكيان الإسرائيلي.
- كان أحمد ياسين ضعيف البنية وبالكاد يستطيع الإبصار ويتهدج صوته إذا ما تكلم، وعلى الرغم من ذلك تمتع بنفوذ واسع جداً بين الفلسطينيين. وكان آلاف المؤيدين له قد خرجوا مهللين لرؤيته بعد تعرضه لمحاولة إغتيال أصيب فيها بجروح في سبتمبر عام 2003 من قبل القوات الإسرائيلية. وكان بحق قائداً متفان، ووصفه المراقبون بأنه كان شمعة حرقت نفسها لتضيء للآخرين طريق العزة والكرامة والإباء.
- أستشهد الشيخ أحمد ياسين بتاريخ 22 آذار/مارس 2004 بهجوم صاروخي شنته الطائرات الإسرائيلية أثناء عودته على كرسيه المتحرك بعد أدائه لصلاة الفجر بمسجد قريب من منزله. وأكدت جميع التقارير أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الأسبق "أرييل شارون" هو الذي أشرف على عملية إغتياله التي أدانتها جميع المنظمات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان التابعة لها ومنظمة التعاون الإسلامي.