الوقت- في توقيت حرج ومشبوه، وبينما يمر لبنان بمرحلة خطرة من التوتر والإنقسام السياسي، اختار تنظيم داعش الإرهابي أن يخص لبنان بإصدار مصور، بأسلوب متقن وعالي الجودة، كحال إصداراته الرسمية السابقة، استهدف من خلاله كامل البيئة اللبنانية، ترغيباً وترهيباً، عبر أكثر من رسالة موجهة إلى مختلف الأطراف اللبنانية، كل حسب موقفه وموقعه.
بث ما يسمى بـ"المكتب الإعلامي لولاية الرقة" التابع لتنظيم داعش، شريطا فيديوا جديدا، هدد فيه اللبنانيين ومؤسسات الدولة من جيش وحكومة، متوعدا كذلك حزب الله، بوضعه في مرمى أهدافه المقبلة.
وتحت عنوان "يا أحفاد الصحابة بلبنان"، بدأ الشريط بمشهد من سماء بيروت، والحديث حول ما أسماه "مظلومية أهل السنة في لبنان"، كما استعرض الفيديو الذي استمر 12 دقيقة مشاهد للجيش اللبناني خلال أدائه مهامه في مناطق لبنانية.
وورد في الشريط، أن حزب الله يسيطر على لبنان، بموافقة عربية، على حد قوله، وتحدث عن تمويل عربي للحكومة اللبنانية لتسليح الجيش، مدعيا أن الأخير يستخدم هذا السلاح لاستهداف "الطائفة السنية في لبنان".
وظهرت في الشريط بالتزامن مع خطاب متحدثين اثنين من تنظيم داعش كانا مكشوفي الوجه، صور لشخصيات سياسية لبنانية معروفة أبرزهم سعد الحريري، ونبيه بري، كما توعد أحد المتحدثين بالعبور إلى القدس، مضيفا أن التنظيم سيقاتل اليهود بسلاح الجيش اللبناني بعد أن يصبح غنيمة في قبضة التنظيم، على حد زعمه.
اللافت في هذا التسجيل أنه جاء في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه جامعة الدول العربية حزب الله "تنظيما إرهابياً"، في حين يمر لبنان بمرحلة دقيقة تشهد توتراً سياسياً جاء عقب إعلان السعودية عن فك ارتباطها بلبنان، وهو القرار الذي حمل بعداً تفجيرياً للوضع اللبناني بعد ان حافظ طيلة الفترة الماضية على استقراره في محيط مشتعل، فهل يشير التسجيل الجديد إلى معادلة نارية تنتظر الساحة اللبنانية، جرى التمهيد لها من خلال كل ما سبق من استهداف لحزب الله، ليختتم اليوم بتوعد داعش؟ وهل يكون هذا السيناريو مقدمة لحرب على حزب الله مقنعة بقناع "مواجهة الإرهاب في لبنان"؟