الوقت - منذ زمن طويل عززت کل من روسیا وأمیرکا وجودهما العسكري في القطب الشمالي بهدف استغلال الموارد المتوفرة في هذه المنطقة، ولكن هنالك دول مثل النرويج وكندا قد ادعت في الآونة الأخيرة أن أجزاءً من القطب الشمالي تقع في أراضيها أیضاً.
ووجهت الدنمارك والمناطق ذاتية الحكم فیها رسالة إلى الأمم المتحدة طالبت فیها بمنطقة في القطب الشمالي تقع ضمن مسافة 200 ميل للمنطقة الاقتصادية.
وبناءً على طلب الدنمارك هذا، یقع القطب الشمالي في حدود الجرف القاري أیضاً. روسيا وكندا والنرويج تدعي امتلاك هذه المنطقة ، کما تحدثت الولايات المتحدة الأمريكية عن رغبتها في القطب الشمالي أیضاً.
تدعي الدانمرك امتلاك منطقة القطب الشمالي على نطاق أوسع من ذلك بكثير یصل إلى 21 مرة . وللمرة الأولى في التاريخ تجري مناقشات حول القطب الشمالي ویتحدث بلد ما عن ادعاءه حیال هذه المنطقة . روسيا وكندا والنرويج تطالب بمنطقة القطب الشمالي وهي على مقربة منه، لکن الدانماركيين يريدون الانضمام إلیه، في حين أن هذه المنطقة تشکل نقطة رئيسية للدول الثلاث المذكورة .
هذا الطلب الذي قدمته الدنمارك إلی لجنة تحديد الجرف القاري للأمم المتحدة سیصطدم بطموحات روسيا. وتستند روسيا إلی أن الجبال البحریة التي تدعی لامانوسوف هي امتداد لأوراسيا ، وتؤكد الدنمارك أيضاً أن هذه الجبال هي استمرار لغرينلاند وهي تنتمي إلى الدنمارك.
روسيا قدمت طلبها بشأن توسيع حدود الجرف القاري وهذا يعني أولوية روسيا في هذا العام ، ومع ذلك تم رفضه بسبب عدم كفاية المعلومات. وتعتزم روسيا تقديم طلبها المقبل في ربيع 2015، وهي تعمل بعناية على الوثائق التي تثبت ادعاءها.
يقول خبير قضايا القطب الشمالي سيرجي بریامیکوف في هذا الصدد: نحن نعمل جمیعاً حتی یتم تأیید طلبنا. وحسب ملاحظات لجنة الجرف القاري التابعة للأمم المتحدة ، قمنا بإعداد خرائط كاملة، وأجرینا المسوحات الزلزالية وأخذنا عينات من التربة وقاع البحر. لقد نفذنا جميع طلبات اللجنة وفعلنا کل شيء للحصول على نتيجة إيجابية.
ويقول مدير متحف القطب الشمالي بروسيا فيكتور بایارسکی في هذا الصدد: یقترن طلبنا بوثائق علمية جادة تم جمعها أثناء أبحاث تخصصیة في القطب الشمالي. ونعتقد أن الأمم المتحدة سوف تدعم طلبنا، إلا إذا تدخلت العوامل السياسية مرة أخرى وعرقلت الأمور.
بالإضافة إلى الدنمارك وروسيا، تستعد كندا أيضاً لتقدیم طلب حول توسيع حدودها في الجرف القاري، وأرسلت فريقاً إلى القطب الشمالي لرسم خريطة قاع البحر.
تستغرق دراسة الطلبات 15 عاماً، وقد تكون حجج كل بلد معقولة لمفوضية الأمم المتحدة، وحینها علی هذه البلدان أن تحل هذه القضية فیما بینها. کما لا يستبعد الخبراء إمكانية اللجوء إلی السيناريو العسكري. ومع ذلك، یعزز کل بلد وجوده العسكري في منطقة القطب الشمالي.
حیث شکلت كندا في عام 2009 المجموعة العسكرية للمنطقة القطبية الشمالية. وفي نفس العام أعلنت الدنمارك أنها قد شكلت مجموعة عسكرية خاصة لمنطقة القطب الشمالي للتدخل السريع. وفي الولايات المتحدة الأمريكية لا توجد مجموعة عسكرية خاصة للقطب الشمالي ، ولكن في ألاسكا هنالك ما يقرب من 20 ألف جندي. ومن بين الخطط التي وضعتها وزارة الدفاع الأمريكية خطة لإنشاء قاعدة دائمة في القطب الشمالي وزيادة القوات القطبیة للدفاع الصاروخي أيضاً.
وتتحدث روسيا أيضاً عن تشكيل درع للدفاع عن مصالحها الوطنية في القطب الشمالي. وفي نوفمبر أعلن وزير الدفاع الروسي "سيرجى شويجى" أنه بحلول نهاية هذا العام سيتم نشر القوات الروسية في کل الحزام القطبي. وستنتشر هذه القوات من مورمانسك إلى تشوكوتكا . وکان هذا الطلب كرد على مطالبة كندا وأمريكا بالجرف القاري.
فرقة القطب الشمالي الروسية تحت عنوان الفرقة الشمالية، موجودة في القطب الشمالي من ديسمبر هذا العام. وتشکلت الفرقة العسكرية في الجزر الشمالية، وفي العامين المقبلين سيتم تشكيل فرقة لما وراء القطب أیضاً. وفي هذا الصدد، أمر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بتشكيل النظام الموحد للسفن البحریة والغواصات في منطقة القطب الشمالي الروسي، وطلب من الجمیع أن یعملوا علی الحفاظ على الجرف القاري لروسيا.