الوقت - رغم قيام دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي بتنسيق مواقفها مع الكيان الاسرائيلي ضد حزب الله يعتقد المراقبون ان هذا الضغط الكبير على حزب الله لن يكون له تأثير يذكر على المجريات الميدانية في سوريا حيث تبذل الدول الرجعية العربية كل ما بوسعها لانقاذ الارهابيين.
ان الجيش السوري والقوات الحليفة معه استطاعوا تحقيق انتصارات كبيرة منذ بداية العام الحالي بدعم من الطيران الروسي وحرروا آخر معقل للارهابيين في محافظة اللاذقية الساحلية واستعادوا مدينة الشيخ مسكين في درعا وقطعوا اتصال الارهابيين المتواجدين في درعا مع المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون في ريف دمشق.
وقد حصل اهم انتصار لمحور المقاومة في محافظة حلب الشمالية حيث تم فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء واصبح الارهابيون محاصرون في داخل حلب واطرافها واصبحت المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون معرضة للسقوط وعندئذ تعالى صراخ السعوديين الذين يرون ان مشروعهم في سوريا ينهار بالكامل واصبحوا يبذلون كل المحاولات لمنع الهزيمة الكاملة للجماعات المسلحة في شمال سوريا.
وبعد يوم واحد فقط من فك حصار نبل والزهراء اعلن السعوديون بأنهم مستعدون لارسال قوات برية الى سوريا، وقد قال هؤلاء ان هدفهم هو محاربة داعش لكن الجميع يعلمون ان هذه الخطوة السعودية كانت ردة فعل على انتصارات المقاومة الحاسمة ورغم ذلك اجمع المحللون ان السعودية لايمكنها ان تقوم بعمل عسكري مماثل.
وكلما يمر الوقت تصبح تلك الخطة السعودية غير عملانية بشكل اكبر لكن السعودية وتركيا ربما يفكرون الان بفتح جبهة جديدة في شمال شرقي لبنان للتأثير على التطورات الميدانية في سوريا، وفي هذا السياق يقول الخبير في مؤسسة واشنطن الامريكية "فابريك بالانج" والذي له علاقات وثيقة باللوبي الصهيوني في امريكا، انه بعد فك الحصار عن نبل والزهراء فإن خيارات حماة الجماعات المسلحة اصبحت محدودة وان احد خياراتهم هو فتح جبهة جديدة في لبنان.
ويقول "بالانج" ان تركيا والسعودية يمكن ان توجدا جماعة جديدة مثل جيش الفتح في شمال لبنان حيث ينشط المسلحون واللاجئون السوريون ويمكن تزويد هؤلاء بصواريخ مضادة للطائرات وان هؤلاء يمكنهم ان يهددوا المراكز الحيوية للعلويين في طرطوس وحمص ويهددوا الطريق الرئيسي الذي يربط لبنان بدمشق ويهددوا طريق امدادات حزب الله من سوريا، ولكن يبقى السؤال هل تمتلك انقرة والرياض الارادة والادوات اللازمة للقيام بمثل هذا العمل الخطير؟
ان الاحداث التي جرت خلال الاسبوعين الماضيين اثبتت ان السعودية وضعت هذا الخيار على جدول اعمالها بشكل جدي فبعد اعلان الرياض وقف دعم الجيش اللبناني بالسلاح باشرت الشخصيات والاطراف المقربة من السعودية في لبنان بشن حرب نفسية كبيرة على حزب الله وطلبت البحرين والامارت والسعودية من رعاياها مغادرة لبنان ومن ثم وضعت دول مجلس التعاون حزب الله في قائمتها للجماعات الارهابية يوم الاربعاء الماضي.
والى جانب ذلك تفيد التقارير الواردة ان السعوديين يسعون الى تسليح بعض الجماعات السلفية في لبنان وقد اعلنت اليونان نهاية الاسبوع الماضي انها اعترضت سفينة محملة بالاسلحة قادمة من تركيا كانت متجهة الى لبنان وحينها اعلنت اوساط لبنانية ان هذه الاسلحة كانت متجهة الى جماعات سلفية في طرابلس.
وبعد ايام من اعتراض هذه السفينة كتب "عبدالخالق عبدالله" مستشار ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد على صفحته في تويتر انه لايستبعد ان تكون السعودية تريد تسليح جماعات لبنانية لمواجهة حزب الله، كما قال احد الساسة اللبنانيين ان السعودية تريد ايجاد جماعة مسلحة تابعة لها من بين اللاجئين السوريين في لبنان للقتال ضد حزب الله.
وتقول الاوساط الاعلامية اللبنانية ان خطوات السعودية وحلفائها ضد حزب الله وادراج اسم هذا الحزب على قائمة الارهاب يمكن ان تكون له بعض التبعات لكنه لن يؤثر على المجريات الميدانية في سوريا، وتؤكد هذه الاوساط ومنها جريدة الديار ان المصادر التي تتابع التطورات الاخيرة تشدد على ان حزب الله هو حزب مقاوم وسيبقى مقاوما وان جميع التهم الموجهة اليه وادراج اسمه على قائمة المنظمات الارهابية لن يغير حتى للحظة واحدة برامجه وادائه.