الوقت – الجميع في العراق يطالب بالإصلاح و القضاء على الفساد، و كثيرة هي الجهات التي دعت لذلك و التي كانت على رأسها دعوة المرجعية لرئيس مجلس الوزراء العراقي بأن يضرب بيد من حديد مع من يعبث بأموال الشعب ملمحة له بأن يكون أكثر جرأة و إقداماً في مواجهة الفساد، و تبع ذلك عدة مظاهرات في مناطق مختلفة تنديداً بتردي الأوضاع خاصة انقطاع الكهرباء، و في اليومين الماضيين شهدت العاصمة بغداد مظاهرات حاشدة تصب في اطار المطالب نفسها.
مئات الآلاف في ساحة التحرير وسط بغداد
كان الصوت الأعلى في مظاهرة یوم الجمعة الماضي هو صرخة المحتجيين بـ "نعم للعراق"، هي المظاهرة التي دعا لها التيار الصدري بزعامة السيد "مقتدى الصدر" للمطالبة بالإصلاح و مكافحة الفساد، و التي خرج فيها مئات الألاف و احتجوا في ساحة التحرير في وسط العاصمة العراقية بغداد.
مطالب المتظاهرين كانت واضحة و متجلية بمطالبة الحكومة بالقيام باصلاحات جدية و شاملة و عدم اكتفائها ببعض التعديلات البسيطة التي وصفوها بالترقيعية، فضلاً عن انهاء أي وجود أمريكي في العراق و كف الأيدي الخارجية و تدخلاتها في العراق نهائياً.
و في اطار الكلمة التي ألقاه السيد الصدر ذكر: " ليسمعكم كل من هم خارج أسوار العراق و ليسمعكم كل العالم بأن الشعب يريد اصلاح الحكومة." وشدد على أن أي أحد في هذه الحكومة لا يريد أن يسمع صوت الشعب عليه أن يتنحى.
و وجه "الصدر" بكلمته تحذيراً واضحاً للحكومة و أخرى مبطنة للبرلمان معتبراً أن ثورة الشعب لن تقف عند هذا الحد و مهدداً أن تحركاتهم قد تنتقل الى داخل المنطقة الخضراء في حال عدم استجابة المعنيين لمطالب المتظاهرين و أعتبر أن الشعب سيدخل و يستعيد حقوقه من الفاسدين و الظالمين.
الوحدة أيضاً من المطالب
علا صوت العراق على كل صوت في التظاهرة فالكل نادى بنعم للعراق، و كان العلم العراقي هو العلم الوحيد الذي حمله المتظاهرون و رفرف في سماء ساحة التحرير، و شدد المتظاهرون على ضرورة الوحدة في هذه المرحلة الحساسة و اعتبروا أن المحاسبة هي الطريق الأمثل لقطع يد الفاسدين و السارقين عن أموال العراق و إحالتهم الى المحاكم القضائية و ذلك كخطوة أأبيلأولى في طريق القضاء على الفساد المالي و الإداري.
و تأتي هذه المظاهرة الحاشدة كتحذير نهائي للسلطة بضرورة البدء بخطوات تصحيحية جدية، اضافة لدعمها لجهود رئيس الوزراء العراقي في الخطوات الاصلاحية التي يهم بالقيام بها و تصب في الجدول نفسه الذي طالبت فيه المرجعية العراقية بضرورة القيام باصلاحات جرئية و جدية.
ويجدر الذكر أن مصادر ذكرت أن التظاهرات الأخيرة دعت لتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن التشكيلات الحزبية و التقاسمات والمحسوبيات، في فرصة اعتبرها البعض بأنها فريدة و ستساعد العراق على النهوض و من الصعب تكرر ظروف كالظروف الحالية لتشكيل حكومة مستقلة و اصلاحية.