الوقت- قُتل عنصر في قوات الامن السعودية الاحد بإطلاق نار مجهول المصدر في بلدة بمحافظة القطيف شرق المملكة، تسكنها اغلبية من المسلمين الشيعة، بحسب ما اوردت وكالة الانباء السعودية الرسمية. وتزامن ذلك مع اعتقال السلطات الأمنية السعودية لمواطن عاد من زيارة الاربعينية في العراق بتهمة السب والقذف والإساءة إلى السلطات الحاكمة في المملكة العربية السعودية.
ويعاني المسلمون في تلك المنطقة من اضطهاد الأجهزة الأمنية كما يعانون من الإرهاب الفكري من قبل الجماعات التكفيرية التي تمنع عليهم ممارسة شعائرهم الدينية.
ونقلت الوكالة عن الناطق الاعلامي باسم شرطة المنطقة الشرقية انه "أثناء قيام رجال الأمن بمهامهم في أحد المواقع الأمنية بحي الناصرة المؤدي إلى بلدة العوامية بمحافظة القطيف، تعرضوا لإطلاق نار من مصدر مجهول نتج عنه استشهاد جندي".
واضاف المصدر نفسه ان "شرطة محافظة القطيف باشرت إجراءات الضبط الجنائي في الجريمة والبحث والتحري عن المتورطين فيها".
وتقع بلدة العوامية غرب مدينة الدمام، وسبق ان شهدت مواجهات بين قوات الامن ومتظاهرين ينتمون الى المسلمين الشيعة.
وفي شباط/فبراير، قتل شرطيان و"مشبوهان" في تبادل لإطلاق النار في العوامية. وشهدت البلدة هجمات اخرى خلال الاشهر التالية.
وشهدت المنطقة الشرقية اعتبارا من 2011 حركة احتجاجات شبيهة بتلك التي شهدتها مملكة البحرين المجاورة. وانزلقت الاحتجاجات الى العنف في 2012 حيث قتل 24 شخصا بينهم اربعة شرطيين على الاقل بحسب ناشطين سعوديين.
وزادت التظاهرات بعد القبض على رجل الدين الشيخ نمر النمر الذي تعتبره السلطات المحرض الاول على التظاهرات. وتراجعت بعدها حدة الاحتجاجات.
ويستند الشيعة في حقوقهم إلى جذورهم التاريخية، و يعود وجودهم فى المناطق الشرقية من الجزيرة العربية الى أكثر من 1400 عام، وأنهم جزء أساسي في منطقة الجزيرة العربية، وساهموا في تشكيل صورة الدولة السعودية الحديثة فى الثلاثينيات من القرن الماضى، ويتمركزون فى الأحساء والقطيف.
وكان مؤسس السعودية الملك عبد العزيز بن سعود تعهد لهم 1913 اجبرهم على الولاء بعد ان تعهد لهم بالأمن وبحرية العبادة وفقًا لمعتقداتهم، وفي نفس الوقت رفض شيعة الجزيرة العربية العروض البريطانية بالحماية، لكن المؤسسة الدينية الوهابية التي تعاظم نفوذها في المملكة تشن حربا فكرية عليهم وتعتبرهم كفارا.
وتسعى بعض دول الخليج الى التعتيم على اشتراك مواطنيها في المناسبات الدينية في العراق كما تسعى الى عرقلة ممارستهم لشعائرهم الدينية في مناطقهم، وحجبها عن وسائل الاعلام مثل السعودية وقطر والبحرين، حيث تعيش في هذه الدول مسلمون من الشيعة يتعرضون الى الاضطهاد الديني والسياسي. وتضع هذه الدول العراقيل امام توافد مواطنيها الى كربلاء المقدسة.
وكانت السلطات الأمنية البحرينية اعتقلت على جسر الملك فهد، الأسبوع الماضي، المصور البحريني، باقر الكامل وذلك أثناء توجهه إلى زيارة العتبات المقدسة في العراق، فيما لم يعرف بعد التهم الموجهة إليه.