الوقت- مما لاشک فيه ان ظاهرة المرتزقة والتي قد انقرضت منذ مدة بعيدة الا في البحرين، تعتمد على مبدأ جلبه ليقتل وليقمع، وليدافع عن نظام فقط.وعليه عندما يموت المرتزق فلا يعتبر شهيدا لانه يقوم بمهامه المأجورة لغاية شخصية فقط ولايملك قضية ولا يقوم بواجب اخلاقي. فقط في البحرين يصبح المرتز شهيد الواجب عندما يقتله ابن الوطن.
فقد صرحت وزارة الداخلية البحرينية مساء الاثنين وعبر بيان لها بان عنصرا من الشرطة البحرينية يحمل الجنسية الأردنية لقي مصرعه في منطقة دمستان جنوب غرب المنامة واشار بيان الوزارة الى ان العسكري الاردني كان في مهام تدريبية في القرية.
هذ البيان وبحسب مراقبين ادان الحكومة البحرينية وجاء ليؤكد صحة ماتقوله تلك المعاراضة البحرينية بأن نظام ال خليفة يعتمد على المرتزقة في تشكيل الأجهزة الأمنية في البلاد وهؤلاء المرتزقة الذين يحملون عدة جنسيات آسيوية وعربية (هنود وباكستانيين واردنيين واماراتيين وسعوديين ... ) يشکلون معظم القوات التي تحارب بها السلطات البحرينية أبناء شعبها وتقوم بقمع مظاهراته السلمية . فقد سبق وان اشارت المعارضة البحرينية ومنذ اكثر من عام عن وصول دفعات من “المرتزقة” الأردنيين إلى البحرين قوامها نحو ألف عنصر في اتفاقية مع المملكة الأردنية لتزويد قوة دفاع " البحرين بعناصر من المرتزقة المدرّبين الذين يحصلون على 4 أضعاف رواتبهم التي يحصلون عليها في الأردن.
الاعلان عن مقتل العسكري الاردني لم يكن ) الاعلان الاول في البحرين فقد سبق ان اعلن نظام ال خلفية في (مارس/ آذار الماضي) عن مصرع ضابط إماراتي وعنصرين آخرين (يمني وباكستاني) بعد الاحتجاجات التي اعقبت عزاء معتقل بحريني يعاني من مرض في الدم استشهد بسبب الإهمال الطبي. وما يثير السخرية هي الحجج التي تسوقها قوات النظام في تبرير مقتل هؤلاء على الاراضي البحرينية .فتتحفنا بمبررات نخال فيها اننا أمام دولة نووية تحتاج فيها منشأتها الحساسة للحراسة والحماية وليس بمقدور أبناء هذا البلد حماية مؤسساته وحماية أرضه المترامية الاطراف . (فقط للتذكير فأن قرية دامستان البحرينية التي قتل فيها العسكري البحريني تحوي على مزرعة لتربية الدواجن ليس الا ). ونحن هنا لا نقلل من مكانة الشعب البحريني العريق ولكن نفند أكاذيب النظام القمعي الجاثم على صدور البحرينيين منذ مدة طويلة ونوضح بما لايدعو للشك ان اعتماد الحكم في البحرين على المرتزق الأجنبي قديم قدم احتلال القبيلة للأرض، و ابتداء بالمجموعات الغازية التي تحالفت مع آل خليفة، و مرورا بالحرس الخاص، فالعنصر الأجنبي هو ركن القوى العسكرية في بلد يعاني من فقدان الثقة المتبادلة بين الحكم و أطياف المواطنين جميعا.
قوات ال خلفية سارعت كعادتها الى المعاقبة الجماعية للشعب البحريني عبر محاصرة المناطق القريبة من موقع الحادثة وعمدت الی تعطيل الحياة فيها.فيما أكدت المعارضة الوطنية البحرينية انها ملتزمة بالعمل السلمي وتشدد عليه بقوة وتدعو للتمسك التام به وأكدت على ان السلمية هي سمة الحراك الشعبي في البحرين منذ انطلاقته في فبراير ۲۰۱۱ رغم القمع والبطش الذي تقوم به السلطة.
لم يتوقف الحادث عند هذا الامر فقد سارع وزير الخارجية البحريني الى استغلال الحادث ليشن حملته المعتادة على "حزب الله" واتهمه بالوقوف وراء العملية. وقال خالد بن أحمد آل خليفة: "ان رجل أمن آخر يسقط شهيداً في البحرين، قتلته قنبلة من صنع حزب الله الإرهابي". .الوزير الذي عودنا على سماجته استطاع وبلمح البصر كشف الجاني في الحادثة ولكن الامر كان صعبا عليه ليخبرنا عن الجاني في الجريمة التي حدثت بالقرب من مسجد الامام زين العابدين بمنطقة كرزكان والذي راح ضحيتها شاب بحريني هذا المرة وليس مرتزق .
تصريحات وزير خارجية اسرته لم تكن الاولى بحق حزب الله فقد سبق ان اعلن فيها ان الحزب يشكل العدو الاول لنظام ال خليفة واعتبر ان التواصل مع حزب الله جريمة يعاقب عليها القانون . كل هذه التصريحات تشكل وحسب ما يرى متابعون محاولة لذر الرماد في العيون والسعي للتغطية عن جرائم السلطة اتجاه المواطنين البحرينيين ومحاولة اصباغ الحراك البحريني بالصبغة المذهبية ومحاولة لحرف مسار الثورة عن نهجها السلمي ولکن لابد لليل البحرينيين ان ينجلي مهما استمرت السلطة في قمعها و ممارستها الطائفية وكذبها .