الوقت- افتتح في العاصمة الايرانية طهران الثلاثاء مؤتمر عالمي تحت عنوان "عالم خال من العنف والتطرف" بمشاركة 40 دولة وبحضور عدد من وزراء الخارجية (باكستان وسوریا والعراق وأفغانستان ونیكاراغوا ) بالاضافة الى رؤساء حكومات ووزراء خارجیة سابقین من أوروبا والعالم .
ودعا الرئيس الايراني حسن روحاني خلال كلمتة الافتتاحية في المؤتمر إلى حلّ إقليمي لمحاربة جماعة داعش وتفادي تدخّل قوات اجنبية في العراق وسوريا ودعا ايضا الى ضرورة اصلاح مجلس الامن والامم المتحدة لیواکبا مکافحة العنف و التطرف والعمل على تاسیس صندوق دولي لمساعدة الدول التي أصبحت ضحیة الارهاب.وطالب في جانب اخر من تصریحاته بتقدیم المساعدات الدولیة لاعادة بناء ما دمرته المجموعات الارهابیة في العراق و سوریا و کذلک اعادة بناء الاماکن المقدسة التي دمرتها العملیات العسکریة.
وعلى هامش المؤتمر عقد اجتماع ثلاثي ضم الى جانب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف نظيريه السوري وليد المعلم و وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري. الاجتماع تناول المخاطر الجماعية التي تشهدها الدول الثلاث والحرب على الارهاب والتي تتطلب تعاونا وتنسيقا اكبر على كافة الاصعدة والعمل على ايجاد الحلول اللازمة لمنع توسع الأزمة الراهنة.
وصرح وزير الخارجية الايراني تعقيبا على اللقاء الثلاثي : "انني سعيد بالتعاون والتنسيق بين السيد وليد المعلم والسيد ابراهيم الجعفري. وقد كان هذا التعاون مؤثرا جدا خصوصا في الشهرين الماضيين وامل ان يتواصل هذا التنسيق. وايران التي تعتبر صديقة للحكومتين العراقية والسورية ستقف الى جانبهما وتنسق معهما"
من جانبه اکد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على أهمية التنسيق والتعاون بين المحور الايراني العراقي السوري ومايشكله هذا المحور من رسالة قوية للدول الداعمة للارهاب وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وأضاف المعلم : " يعزز الدور الذي يضطلع به هذا المحور الانتصارات التي تحققها القوات السورية والعراقية دون الحاجة الى اي دعم خارجي. فيما تقطع هذه الانتصارات الطريق امام سعي اقطاب التحالف الاميركي لتمرير مشاريعها المتمثلة بتدخل عسكري خاصة في العراق تحت تسميات مواجهة داعش".
واضاف المعلم:" ان قتلى داعش والنصرة خلال اليومين الماضيين الذين سقطوا بنيران الجيش اكثر من عدد القتلى الذين سقطوا في الف غارة قام بها التحالف العربي الدولي ضد داعش". وقال: " إذا نشاهد اليوم وبعد الف طلعة جوية لقوات التحالف ضد داعش، ان نشاطات هذه العصابة الارهابية مستمرة، و ذلك بسبب ان الهدف الحقيقي لهذا التحالف هو اعادة هيمنة اميركا على العراق وسوريا وليس القضاء على داعش، لأنهم لو كانت هناك نية حقيقية لمواجهة هذه الظاهرة المشؤومة، فعلى الاقل يجب منع عبور الارهابيين وارسال المساعدات المالية والتسليحية لهم عبر الحدود المجاورة".
بدوره أكد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري على الدور الذي لعبته الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ وقت مبكر في الوقوف الى جانب الشعب العراقي في حربه على الارهاب. واوضح الجعفري :"ان طهران ساهمت في الحيلولة دون امتداد داعش من مدينة الموصل الى المدن الاخرى من خلال دعمها المعنوي وودعمها الاعلامي ودعمها المالي، وبعض الاستشارات لابناءنا وشبابنا". واكد الجعفري :" لا نسمح بوجود جنود يتحركون على ارض العراق من اي دولة، لان هذا يهدد ويوحي بوجود انتهاك للسيادة العراقية".
الاجتماع الذي ادان الغارات الصهيونية الاخيرة على دمشق دعا الى ضرورة مواصلة المشاورات السیاسیة علی مستوی مساعدي وزارة الخارجیة وتعزیز تبادل المعلومات في مختلف المجالات السیاسیة ومکافحة الارهاب والعنف .
الى ذلك اكد الرئيس الايراني حسن روحاني خلال استقباله وزير الخارجية السوري أنه لابد للدول التي رعت ودعمت التطرف والعنف سیاسیا و مالیا و عسکریا في البداية أن تعترف أن خيارها لم يكن صحيحا ويجب عليها أن تقوم بخطوات جدية وصادقة اتجاه محاربة الارهاب بكل اشكاله .
ولدى استقباله وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري أكد روحاني على أن القيادة والشعب الايراني كانا ولازالا يقفان الى جانب الشعب العراقي في حربه على الارهاب.
يشار الى أن المؤتمر الذي يختتم اعماله اليوم والذي یطمح للتحول الى مؤسسة دولیة يشكل رسالة قوية للدول التي ساهمت وماتزال بتسليح الارهاب ودعمه اعلاميا وماديا والتي تسعى للاستفادة من عنوان محاربته في اطار التحالف الاميركي الذي لم يستطع تحقيق اي انجاز في الميدان الى ابعاد حمايتها اعلاميا للمجموعات الارهابية. بينما الدول التي تعاني من الارهاب لا سيما سوريا والعراق وبالتعاون والدعم الجمهورية الاسلامية الايرانية اثبتت قدرتها على مواجهة الجماعات الارهابية دون الحاجة الى اي تدخل اجنبي يكون غطاء لاستعمار هذه الدول من جديد.
