الوقت ـ تحول هاجس أنفاق المقاومة إلى فزاعة تلاحق الصهاينة في الصحو و تقض مضاجعهم في الليل كما تثير هذه الأنفاق صراعا حادا بين قادة الكيان الإسرائيلي وتقول المصادر إن "نفتالي بينيت" طالب في الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري المصغر بتنفيذ عملية هجومية واسعة ضد أنفاق حماس والمقاومة الفلسطينية وقد عارض "بنيامين نتانياهو" رئيس الوزراء و "موشيه يالون" وزير الحرب الإسرائيلي طلبه تحسبا للخسائر الفادحة التي شهدت مثيلتها في الحرب الأخيرة في غزة عام 2014.
و تواصل كتائب "عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حفر الأنفاق الجديدة وترميم ما هدمتها الطائرات والدبابات الإسرائيلية في الحرب الأخيرة وتقدمت عددا من مقاتليها شهداء في سبيل إستكمال هذا المشروع الإستراتيجي؛ حيث إستشهد قبل إسبوعين 7 من مقاتليها إثر إنهيار أحد الأنفاق نتيجة سوء الأحوال الجوية. وقالت الكتائب في بيان صحفي أنه أثناء عمل مجموعة مكونة من 11 مجاهدا في ترميم أحد الأنفاق حدث تصدع وإنهيار تدريجي ناتج عن الأحوال الجوية تمكن على إثره 4 من المجاهدين من الإنسحاب من النفق، فيما إستشهد 7 آخرين.
وكان إنتشار نبأ إستشهاد مقاتلي قسام داخل نفق المقاومة ذريعة لتكثيف الحرب الدعائية لوسائل الإعلام الصهيونية ضد أنفاق المقاومة ومخاطرها الأمنية على الكيان الإسرائيلي بينما كان يدعي الجيش خلال حرب غزة عام 2014 أنه تمكن من هدم هذه الأنفاق بالكامل ولايزال يواصل الغارات ضدها.
ويرى الكيان الإسرائيلي أن حماس يحاول من جديد تنفيذ عمليات هجومية ضدها عبر أنفاق المقاومة في المناطق الحدودية لقطاع غزة، خاصة أن هذه الحركة يعمل على إنهاء عملية بناء الأنفاق وتجهيزها في أسرع وقت ممكن.
ومن جهة أخرى، تعتبر قادة حماس أنفاق المقاومة سلاحا إستراتيجيا لايمكن المساومة عليها وعلى سلاحها مقابل رفع الحصر عن قطاع غزة التي تعيش حصارا خانقا منذ عشر سنوات وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" أن سلاح الانفاق يعتبر ورقة رابحة بيد المقاومة في الحروب القادمة كما نفذت عبرها عمليات ناجحة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير عام 2014 وحصلت على مكاسب كبيرة منها أسر الجنود الصهاينة.
وكثف جيش الإحتلال في الآونة الأخيرة من حفرياته على حدود قطاع غزة خاصة بعد إستشهاد مقاتلي قسام داخل الأنفاق فضلا عن شكوى تقدم بها المستوطنون حول سماعهم أصوات حفر تحت الأرض وتحت منازلهم. وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي "غادي ايزنكوت" الأمس الثلاثاء أن نحو 100 جرافة تبحث عن الأنفاق على حدود قطاع غزة الشرقية مؤكدا على أن "مكافحة تهديد الأنفاق على رأس أولويات الجيش الإسرائيلي"، لكنه رد على دعوات لتنفيذ عملية على غرار "السور الواقي" التي إجتاحت خلالها قوات الإحتلال الضفة الغربية عام 2002 أن "أصحاب هذه الدعوات لا يعرفون الواقع في الضفة" مشيرا إلى الموجة الجديدة لعمليات الإستشهادية في إطار إنتفاضة القدس اللذي بدأ منذ بدايات شهر أوكتوبر وأسفر لحد الآن عن مقتل أكثر من 32 جنديا ومستوطنا وجرح أكثر من 400 آخرين.
وتقر قادة الإسرائيليين أن مواصلة الحصار وإغلاق المعابر في قطاع غزة قدتدفع حماس إلى القيام بإجراءات مفاجئة كأسر الجنود بهدف تحميل مبادلة أسرى جديدة على الكيان الإسرائيلي كما لايستبعدون سيناريو الضربة الإستباقية خوفا من كشف الأنفاق الحدودية وهدمها أو تصاعد العمليات الفردية التي تشهدها الضفة الغربية طيلة الشهور الأربعة الماضية وتوسعها نحو الأراضي المحتلة عام 1948.
وعلى كل الحال، كثرت التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان جديد على غزة في الآونة الأخيرة بزعم محاربة أنفاق حماس الممتدة من غزة إلى داخل فلسطين المحتلة وفق إدعاءاتهم وقديكون التركيز على أنفاق الحدودية وتطويرها على يد مقاتلي حماس ذريعة لإلصاقها بعض التهم وتحميلها مسؤولية الإنتفاضة والموجة الجديدة لعمليات الإستشهادية وشن الحرب الواسعة ضد قطاع غزة.