الوقت - يوماً بعد يوم، يثبت الميدان العسكري اليمني مدى الضعف الذي تعيشه قوات "تحالف العدوان"، و بات من الواضح أن المعادلة التي بنى عليها "التحالف و حلفائهم المرتزقة" قد ذهبت بعيداً عن توقعاته و أصبح يبحث عن إنجازٍما، من شأنه أن ينهي الحرب ويبني عليه رؤية لرسم خريطة سياسية جديدة. و لكن قدرة القوات اليمنية من الجيش و اللجان الشعبية جعلت من هذه الانجازات بعيدة المنال، مما دفع بحكومة هادي (بأوامر سعودية) الى طلب المساعدة من الأمريكيين، حيث جلس عبد الملك المخلافي وزير خارجية الرئيس اليمني المستقيل مع السفير الأمريكي في عدن لمباحثة أخر التطورات، و كيفية المساعدة من أجل الخروج و اخراج السعودية من وحول اليمن. فماذا تناول اللقاء؟ و ما هي دلالاته؟
لقاء المخلافي مع السفير الأمريكي
دعا عبد الملك المخلافي وزير خارجية الرئيس اليمني المستقيل، الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم لحكومة بلاده في جهودها لمحاربة "الإرهاب والتطرف". وأكد المخلافي – أن " أمريكا هي المساعد الأول لحكومة هادي و سوف تقدم الدعم الكامل لنا". وأوضح المخلافي للسفير الأمريكي في اليمن " أن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة من أجل حل الأزمة اليمنية وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي".
من جانبه، أكد "ماثيو تولر" السفير الأميركي في اليمن أن "بلاده تقف مع تطبيق قرار مجلس الأمن، كما أنها تدعم الحكومة اليمنية من أجل محاربة الإرهاب وتعزيز التعاون في هذا المجال و ستقدم المساعدة الازمة لها من أجل وقف الارهاب في اليمن".
دلالات
طلب المخلافي المساعدة من السفير الأمريكي من أجل الخروج من المأزق له دلالات كثيرة من بينها:
أولاً - قوة الجيش اليمني و اللجان الشعبية، حيث يسطّر الجيش اليمني و اللجان الشعبية ملاحم بطولية أمام الترسانة العسكرية السعودية – الأمريكية، و ذلك بتكبيدهم خسائر اقتصادية فادحة و خسائر في الأرواح و المعنويات، حيث تتحدث أخر تقرير الميدان عن صد الجيش اليمني واللجان الشعبية هجوماً رابعاً على ميدي شمالاً وتقدمها في مديرية ذوباب الساحلية جنوباً، و تحقيقها إنجازين عسكريين مهمين في منطقة عسير السعودية. و استطاعت القوة الصاروخية اليمنية للجیش واللجان في 24 الساعة الماضية من اطلاق ثلاث صواريخ بالستية من نوع قاهر كرد على المجازر التي ترتكبها قوات العدوان.
ثانياً- عدم قدرة السعودية على الاستمرار في الميدان اليمني الذي أرهق كاهلها و خزائنها المالية، و الضغط الذي تتعرض له من قبل المنظمات الدولية من أجل وقف الحرب على اليمن والتجاوب مع المبادرات التي تطرح لدعم الحوار بين الأطراف اليمنية، دفع بها الى ارسال وزير خارجية الرئيس اليمني المستقيل للقاء السفير الأمريكي من أجل البحث عن طريقة تحفظ ماء وجه السعودية بعد خيبات الأمل المتتالية.
ثالثا- دلالة واضحة على أن الادارة الأمريكية هي المدير الأساسي للحرب على اليمن، حيث دائما ما تكون هي المرجع الأول و الأخير لهذا التحالف.
رابعاً- الفشل في دفع الشعب العربي اليمني للوقوف إلى جانب القوى الموالية للسعودية وعزل قوى الثورة بقيادة أنصار الله، وتجسد هذا الفشل في ازدياد التأييد الشعبي للثورة والعداء للنظام السعودي، والذي يصر على تأييد الثورة وإصراره على التحرر من التبعية، والهيمنة الأمريكية السعودية التي رزح اليمن تحت وطأتها لعقود طويلة، ما أدى إلى إفقار شعبه وسلب حريته واستقلاله.
نتيجةً لما سبق، يبدو من المؤكد ان استمرار التطورات الراهنة في اليمن سيصب في النهاية لصالح الجيش اليمني و اللجان الشعبية و أنّ الراية التي رفعوها خلال صيف العام الماضي بهدف مكافحة الفقر والفساد في اليمن و التي انضم اليها معظم ابناء الشعب اليمني سوف تنتصر لا محالة، و ان المحور الغربي - العربي ومنه السعودية عليه ان يتقبل انتفاضة الشعب اليمني المستحقة و تقبل أنصار الله التي باتت تشكل اليوم اكبر تيار مؤثر في اليمن وان مكانتها ستبقى شامخة مهما كانت نتائج التطورات الجارية في هذا البلد.