الوقت- إن لم تستح فقل ماتشاء....هذا هو حال النظام البحريني ووزير خارجيته خالد بن خليفة الذي يسعى للتغطية على انتخاباته الهزلية وثورة االشعب السلمية فيفاجأنا بين الفينة والأخرى بتصريحات ربما تكون أشبه بتقديم فروض الطاعة للولايات المتحدة الأمريكية التي تحمي وجوده.
ففي معرض حديثه مع صحيفة فاينشال تايمز قال وزير خارجية الخارجية البحريني "أن دول الخليج بصدد تشكيل قيادة عسكرية مشتركة مقرها السعودية، لمواجهة تهديدات التکفيريين وايران ".
وأشار وزير خارجية أسرته إلى أن القوة المشتركة ستبدأ عملياتها العسكرية بعد قمة مجلس التعاون الخليجي، التي ستعقد الشهر الجاري في قطر.
وذكرت الصحيفة أن القيادة الجديدة ستركز على العمليات الدفاعية، وستكون قاعدتها البحرية في البحرين، والجوية بالمملكة العربية السعودية. وكأنه بقي مكان البحرين يتسع لقوات أخرى بدءا بقاعدة الأسطول الخامس الأمريكي مرروا بالمجنسين التي تسخدمهم قوات النظام لقمع الشعب انتهاءا بقوات الاحتلال السعودي تحت مسمى درع الجزيرة.
لم يطل الآْمر کثيرا ليصدر بيان من وزارة الخارجية البحرينة يوضح تراجع الوزير عن کلامه الصحفي وقال البيان الذي صدر اليوم 2 كانون الأول إن "الوزير لم يدّع أن عمل القيادة العسكرية المشتركة لمجلس التعاون الخليجي سيكون عملها مكافحة أي دولة إقليمية"، مضيفاً إن "مثل هذه القضايا هي مسائل يختص بها وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون" .
هذا التخبط في السياسة البحرينة انما يعكس حالة القلق التي وصلها اليها هذا النظام بعد نتائج الانتخابات البرلمانية التي قاطعتها الشريحة الأكبر من أبناء الشعب ومعارضته ولم تفلح معها محاولة الترهيب التي اتبعتها الحكومة البحرينية والتهديد والوعيد بقطع الارزاق والخدمات عن المقاطعين للانتخابات في رفع نسبها وبقي ضعف الإقبال، وتدني نسبة الأصوات، علامات فارقة ميزت الانتخابات فلجأت الحكومة الى تزويرها ودفعت المجنسين السياسيين والعمالة الهندية والباكستنية للمشاركة فيها محاولة حفظ ماء وجهها أمام العالم .
طهران من جانبها ردت علی هذه التصريحات وأضافت على لسان حسين اميرعبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية " إن كانت التصريحات قد نقلت بشكل صحيح فاننا نعتقد بان مقاطعة الانتخابات في هذا البلد من قبل المعارضة، استمرار الازمة، الطريق المسدود الذي وصلت إليه سياسة هذا البلد واستمرار الاساليب الامنية الفاشلة في مواجهة الجماهير والمعارضة المتمسكة بالآليات الديمقراطية لتحقيق التسوية السياسية، أوجدت ظروفا خاصة جعلت مسؤولي هذا البلد يطلقون تصريحات خارج إطار الاعراف الدبلوماسية". وآضاف مؤكدا: " أن هذه التصريحات لا تستحق الرد ومقاطعة المعارضة للانتخابات جعلت البعض يتحدث خارج الأعراف الدبلوماسية".
وأكد مساعد وزير الخارجية الايرانية إن بلاده ومن خلال دورها المحوري في العراق وسوريا قصمت ظهر داعش، وقامت بدور كبير على صعيد مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
هذه التصريحات الشاذة للنظام البحريني، ليس بأول موقف مخزي ومشين لوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد ال خليفة، فمن أقل من شهر وفي تعليقه على العملية الاستشهادية والبطولية التي نفذها شابان فلسطينييان من آل أبو جمل في القدس المحتلة ضد مستوطنين صهاينة ندد الوزير بالعملية الفدائية ووصفها بأنها "جريمة قتل الأبرياء في الكنيس اليهودي".
وليس بالأمر الخافي على أحد أن هذه الأسرة الحاكمة في البحرين والتي تحكم شعبها بالحديد والنار هي أسرة تسللت الى البحرين قبل قرنين من الزمن في الظروف التي کانت سائدة في تلك الوقت. وهذه الأسرة شأنها شأن أغلب مماليك الخليج الفارسي لا تدخل کتاب اْرقام القياسية " غنيس " من باب الإنجازات وتأمين رفاهية الشعب أو تقليل نسبة البطالة بل من باب أخر هو أطول فترة استمر فيها مسؤول على كرسيه فرئيس الحكومة البحرينية "الذي هوعم الملك البحريني بالمناسبة " ما زال يشغل منصبه منذ 43 عام بشکل متواصل وتم إعادة تكليفه بتشكيل الحكومة التي تعتبر وفق وجهة نظر کثير من المحللين کمجلس عائلة فجميع المناصب الهامة في الدولة من آل خليفة وکأن الشعب البحريني لا يوجد فيه کفاءات إلا في هذه العائلة .
الجدير بذکره هنا أن الدول العربية في الخليج الفارسي تلك والتي تسعى لإنشاء هذا القوة تنفق نسبا كبيرة من ميزانياتها لشراء الأسلحة في ظل وجود نسبة ليست بالقليلة من أبناء هذه الدول تعاني من الفقر والبطالة ، فالسعودية مثلا تخطط لإنفاق ۱۸۰ مليار دولار على التسليح قبل عام ۲۰۱۸، بحسب تقارير غربية التي تؤكد أيضا الارتفاع الکبير لنسبة البطالة في السعودية نفسها . لا نرى أن الامر سيطول بهذه الدول كثيرا فلقد عودتنا الشعوب عبر التاريخ أنها أساس الحكم ومن احتمى بغير محبة شعبه ذل ،وأن لا صوت يعلو فوق صوت الشعب الذي سيرتفع فوق صوت التبعية اجلا أم عاجلا.