الوقت- توصّل حزب التجمع اليمني الوطني للإصلاح (إخوان اليمن) إلى اتفاق تهدئة مع خصومهم التاريخيين الحوثيين، يقضي بوقف المعارك، والمواجهات المستمرة بينهما، وذلك في خطوة غير مسبوقة، وصفتها المصادر بالأولى بينهما. ونقلت المصادر من داخل حزب الاصلاح أن بعض قيادات الحزب اجتمعوا مع زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي، في مقره بمحافظة صعدة، وتوصلوا إلى اتفاق لإنهاء المعارك، والعمل على التنسيق فيما بينهم لإنهاء الخلافات، وإطلاق المعتقلين، وإعادة ممتلكات الحزب، ومراكزه التي سيطر عليها الحوثيون خلال الأشهر الماضية. كما اتفق الجانبان على استمرار التنسيق لإزالة كافة الخلافات، وبناء الثقة، والتعاون والتعايش واستشعار المسؤولية الوطنية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة.
خطوةٌ قياسية في سرعتها، ومستغربة في آنٍ، لكون الصراع الميداني بين أنصار «الإصلاح» ومقاتلي «أنصار الله» لا يزال مستعراً في وسط البلاد، إضافةً إلى التجاذب السياسي المتواصل بين الطرفين. فما الذي أدى إلى هذا الاتفاق المفاجئ؟
إنها السعودية ومعها دول الخليج الفارسي ، فالقاسم المشترك بين حركتي انصار الله الموالية لإيران وحزب الاصلاح المحسوب على الأخوان المسلمين هو العداء التاريخي الذي تكنّه السعودية لكل منها، ربما هذا هو العامل الذي أدى إلى حدوث هذا التقارب المفاجئ بين الطرفين، فقد تنبه الطرفان إلى مؤامرة كانت تحيكها السعودية عبر ذراعها في اليمن عبدالهادي منصور. فقد بدأت في الأيام الأخيرة مساعي حثيثة من أجل التمهيد لفصل الجنوب اليمني عن الحكومة المركزية وذلك في ظل دعم سعودي واضح، حيث بدأ «الحراك الجنوبي»، أمس، بإغلاق المنافذ الحدودية السابقة بين شمال اليمن وجنوبه، في سياق الخطوات التصعيدية للمطالبة بالانفصال وإنهاء الوحدة اليمنية التي تمّت بين الطرفين في عام 1990.
فالسعودية و دول الخليج الفارسي تخشى من يمن قوي، وذلك لاعتبارات تاريخية، فمشكلة السعودية ودول الخليج الفارسي مع اليمن هي مشكلة مع المكونات الرئيسية للمجتمع اليمني، حيث تختلف هذه الدول مع اليمن اختلافاً جذرياً فيما يتعلق بالمشاركة الشعبية وحرية الرأي والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، لذلك كانت المؤامرة الخليجية بهدف ضرب الشعب اليمني ببعضه من خلال مؤامرة إدخال انصار الله وحزب الاصلاح وحلفائه في معركة عسكرية تفتك بهما بإعتبارهما خصمان لأنظمة الخليج الفارسي وخصمان لقوى محلية.
لا شک بأن الاتفاق بين انصار الله وحزب الاصلاح سيكون له دور هام ومؤثر على أمن اليمن ووحدته وانسجامه وسيقطع الطريق على الدول الأجنبية المعارضة للتدخل في شؤون هذا البلد مما سيحقق لهذا البلد الاستقرار والازدهار، وهذا الاتفاق يمثل تجربة ناجحة يحتذى بها، ينبغي تعميمها على العديد من دول المنطقة التي تعصف بها الحروب الأهلية والطائفية، وعلى السعودية أن تكف أيديها عن هذا البلد وتسمح لهذا الشعب أن يعيش بسلام.