الوقت- كثير منا يتساءل عن شكل الحياة داخل البيت الابيض وهل هي تشبه الحياة في البيوت الاخرى. هل يشعر سكان هذا البيت بالأمن والطمأنينة أم أنهم يخشون التعرض للخطر مثل الاشخاص العاديين. فكيف هي الحياة داخل البيت الأبيض؟
في البيت الأبيض تسلط الأضواء على شخص واحد هو الرئيس. تتابع الكميرات حركاته و تصرفاته، أما خلف الأبواب و الجدران و في الحدائق، هناك أشخاص لا تراهم هذه الكميرات. انهم موظفوا البيت الأبيض، الذين يعتبرون من أهم السياسيين المحنكين في العالم، المخفيين تحت رداء الرئيس الأمريكي. و قد سعت "كات أندرسون" المؤلف لكتاب " المنتجع.. داخل العالم الخاص للبيت الابيض" الى اخراجهم الى العلن. "أندرسون" شرحت في هذا الكتاب كيف يعمل جيش من الموظفين داخل البيت الابيض ليس لخدمة العائلات الاولى فقط لكن لخدمة مؤسسة البيت الابيض في المقام الاول.
و تقول أندرسون "أن الموظفين يعملون تحت قانون غير مكتوب ينص على أنهم لا يجب أن يظهروا للعلن. فاذا كانت كميرات الصحفيين او غيرهم كزوار البيت الأبيض تعمل، لا يجب أن يظهروا أمامها".
و نقلت أندرسون في كتابها أقوال لعمال عملوا في البيت الأليض ك"ميلتون فريم" نجار البيت الأبيض في السابق، الذي قال "أنه عندما قام البيت الأبيض بتوظيفي أمرني أنه لا يجب أن أتكلم مع أحد من الصحفيين أو غيرهم و يجب عليّ القيام بعملي فقط".
موظف أخر كان شاهد أيضا مدى حرص أمن البيت الأبيض على سرية العمل فيه، حيث أكد "أنه عندما أراد التقاعد من العمل، أتى أمن البيت الأبيض و أجبره على التوقيع على تعهد بعدم كتابة مذكراته الذاتية في العمل في البيت الأبيض" و ذلك تحت عنوان " حماية أمن الولايات المتحدة".
"المقربون من البيت الأبيض"، هكذا يصفهم "رون ريغان"، ابن الرئيس "رونالد ريغان"، الذي قال " ان اباه و امه كانا يتصرفان على طبيعتهما أمام الموظفين دون سرية، كأنهما أسرة واحدة".
البيت أو قصر الأبيض؟
بالتوصيف الشرقي، يعتبر البيت الأبيض قصرا كبيراً يقع في شارع بنسلفانيا في مدينة واشنطن. في الطبقة الثانية و الثالثة يعيش رئيس الجمهورية و عائلته. و تقول "اندرسون" في كتابها، أنه هناك حوالي 96 موظف ثابتين في العمل في القصر و 250 موظف أخر يغيرون من فترة الى أخرى. وأضافة أن ميزانية القصر في السابق اي سنة 1941 لم تكن تتعدى 152 ألف دولار، و لكن الأن أصبحت 13 مليون دولار، اضافةً الى الأصلاحات السنوية التي تقدر ب750 ألف دولار.
"توني سافوي"، الذي كان حتى عام 2013 المدير التنفيذي للبيت الأبيض، يقول " أنه لا يتم الإعلان عن فرص عمل في البيت الأبيض، و انما كلّ الذين يتم توظيفهم و مقابلتهم يكنون مقترحين من قبل الأصدقاء أو أفراد الأسرة المقترحة.
المستأجرين
بالمستأجرين، هكذا وصفت "أندرسون" الرؤساء الأمريكيين الذين يقيمون بالبيت الأبيض. حيث تبدأ اقامة الرئيس الأمريكي الجديد في البيت مع يوم تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة. و في اليوم نفسه يجب على عائلة الرئيس السابق المغادرة. حيث تبدأ المراسم في الساعة العاشرة صباحاً، يقوم الرئيس السابق و عائلته باستقبال الرئيس الجديد و عائلته، و يذهبان معاً الى مراسم التحليف. و في هذا الوقت يكون الموظفون مشغولون بنقل أثاث الرئيس السابق من القصر و نقل الأثاث الجديد للرئيس الجديد الى داخل القصر.
و تصف زوجة الرئيس "جورج بوش" الأول، "باربرا بوش"، سرعة و دقة الموظفين في نقل أثاث الرئيس السابق نيكسون المستقيل، و الاتيان بالأثاث الجديد للرئيس الجديد آن ذاك، حيث تقول" لقد كناّ نودع الرئيس نيكسون في الحديقة و عندما غادر و دخلنا البيت رأينا صور الرئيس الجديد "جيرالد فورد" و عائلته قد علقت على الجدران".
دخول "كلينتون" الى البيت الأبيض
يصف العاملون في البيت الأبيض أن دخول آل كلينتون كان أغرب شئ شهده القصر، حيث بعد انتخاب كلينتون رئيساً للجمهورية، قام آل كلينتون بتغير كل أثاث القصر و تغيير كل الموظفين، و الاتيان بأثاث جديد و الذي قدر ثمنه ب 400ألف دولار، و قاموا بتوظيف أفراد عائلتهم في القصر، الأمر الذي بعث بالحزن و الكراهية لهم في أمريكا.
ما الذي يجري في القصر الأبيض؟
تقول الخادمة "رون باين لأندرسون" في كتابها، أن الرئيس "كارتر" كان لديه ثلاثة أولاد، كانوا يقضون أوقاتهم في البيت الأبيض، بل أغلبية وقتهم في غرفهم، و قد رأتهم يدخنون المرغوانا، حيث كان في ذلك الوقت تدخين المرغوانا ممنوعاً، و يحكم على الذين يدخنونه بالسجن.
في سنة 1975 كتب "ترافيس برايانت"( موظف في البيت الأبيض) مذكراته عن البيت الأبيض و التي كان لها صداً كبير في أمريكا ذلك الوقت، حيث فضح الرئيس الأمريكي الأسبق "جان اف كندي" و علاقاته النسائية. و يصف الكاتب أنه في حين كانت "جاكلين كندي" تقضي وقتها في مزرعتها في فرجينيا، كان الرئيس "جان اف كندي" يقضي وقته في السباحة مع معشوقاته و الذين كان بعضهم موظفين لديه.
لم يكن "كندي" الرئيس الوحيد الذي تربطه علاقات مع النساء، حيث كان للرئيس "كلنتون" النصيب الأكبر، ففي سنة 2001 دارت علاقة جنسية غير مشروعة قصيرة الامد بين "مونيكا صأمويل لوينسكي"(التي كانت تعمل متدربة في البيت الأبيض) وبين الرئيس "بيل كلنتون." و قد اعترفت "مونيكا لوينسكي" بممارسة الجنس مع "كلينتون" في المكتب البيضاوي والحجرات الملحقة بالجناح الغربي. وقد تم تدوين ذلك رسميا في تقرير ستار. و التي ادت الي محاكمة الرئيس السابق "كلينتون" لاحقا بتهمة عرقلة سير العدالة وشهادة الزور.
اذا البيت الأبيض، هو قصر للأسرارالسوداء، أسرار ان خرجت الى العلن مرغت وجه أمريكا بالتراب، من المارغوانا الى العلاقات الغير المشروعة و قصص أخرى مخفية الى التآمر و الخداع، جعلت من البيت الأبيض، أسودا من الداخل و الخارج.