الوقت- شدد سماحة الشيخ نعيم قاسم الامين العام المساعد لحزب الله لبنان على ان "صواريخ حزب الله القادمة من ايران الإسلامية ، لعبت دورًا مهمًا في معادلة الانتصار في عدوان تموز عام ???? ، لأنها وصلت إلى عمق الكيان «الإسرائيلي» ، و اكد في حوار هام مع وكالة تسنيم الدولية ، ان "ما حصل في سنة ???? ، ما هو إلاَّ نموذج ، سيكون أصعب على «الإسرائيليين» ، بسبب التطور الذي حصل في إمكانات حزب الله ، و دعم الجمهورية الإسلامية الايرانية ، واستعدادات الحزب لأي مواجهة قادمة" .
و قال سماحته : "للمرة الأولى تصبح المعرکة في الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» ، وهذا بسبب الصواريخ التي تصل إلى هذه الجبهة ، فلا القذائف قادرة على الوصول ، ولا الطائرات الحربية متوفرة عند المقاومة، والطريق الوحيد هو القدرات القتالية التي يمکن رميها على العدو، وهنا دور الصاروخ الإيراني مع المقاومة في مواجهة «إسرائيل» .
فيما يلي نص الحوار الذي اجرته وکالة تسنيم الدولية مع الشيخ نعيم قاسم في اطار الملف الذي اعدته بمناسبة ذکرى استشهاد الشهيد البطل طهراني مقدب الأب الروحي للقوة الصاروخية في ايران الاسلامية :
• باعتقادکم إلى أي مدى استطاعت القوة الصاروخية الإيرانية الوقوف إلى جانب قوى المقاومة و حرکات التحرر في مواجهة الکيان الصهيوني الغاصب وحماته ؟
سماحة الشيخ : ان الحرب اليوم تختلف تمامًا عن الحروب في العقود الماضية، حيث کانت قدرات الجيوش هي التي تواجه بعضها بعضًا ، وهنا تعتمد الجيوش على الطائرات والقصف المدفعي والإمکانات البشرية والاقتحامات ، أمام المقاومة فأسلوب عملها يترکز على الکر والفر ، وعلى امتلاک قدرات متحرکة، تستطيع أن تنتقل من مکان إلى مکان آخر و تکون في آنٍ معًا مخفية ، و لکن باستطاعتها أن توقع بالمهاجمين الخسائر، وکذلک بجبهته الخلفية التي تتضرر فتشکل ردعًا لهذه الجماعة.
هنا نجد أهمية القوة الصاروخية الإيرانية التي وقفت إلى جانب قوى المقاومة في مواجهة العدو «الإسرائيلي» في لبنان وفلسطين ، إذ أن هذه الصواريخ وصلت في الحروب الأخيرة التي بدأت بعد الاجتياح «الإسرائيلي» 1982 ، اعتمدت هذه الحروب على القدرة الصاروخية بتفاوت ، فمثلًا : في عدوان تموز سنة 1993 کانت صواريخ الکاتيوشا التي تسقط بمعدلات قليلة على المستوطنات الحدودية التي تواجه لبنان هي أحد الأسباب الأساسية لمحاولة «إسرائيل» لتوجيه ضربة لحزب الله لمنع إطلاق هذه الصواريخ ، و لکن کانت النتيجة تفاهم تموز الذي ثبَّت معادلة عدم الاعتداء «الإسرائيلي» على المدنيين في لبنان کي لا يطلق حزب الله الصواريخ على الکيان «الإسرائيلي» ، بمعنى آخر أن لا يطلق الصواريخ على المستوطنات.
ذًا القدرة الصاروخية مهمة جدًا ، وهذا الأمر تکرر في عدوان سنة 1996 ، فکان تفاهم نيسان مبني على قاعدة تفاهم تموز أيضًا ، بمعنى عدم إطلاق الصواريخ من الجهتين على المدنيين، إي اقتصار العمل على مواجهة الجنود والمقاومين، يعني الموضوع عسکري في الميدان وبشکل مباشر.
هذه القدرة الصاروخية تطورت کثيرًا في حزب الله ، وکان لإيران الدور الأول والأساس لأن هذه القدرة هي بالعدد والتدريب وتثقيف الأفراد وإجراء المناورات، وکذلک التدريب الصناعي على إنجاز بعض مقومات هذه الصواريخ أو جزء منها، فالقوة الصاروخية لا نعني بها إرسال عدد من الصواريخ الإيرانية إلى المقاومة، وإنما القوة الصاروخية هي کل مستلزمات الصاروخ من وجوده إلى کل عمليات النقل والتأهيل والتدريب وکيفية الإطلاق وتحقيق الأهداف وتخصيص الأفراد.
وهذا بالفعل هو الذي أوجد ميزة في معادلة مواجهة قوى المقاومة للعدو «الإسرائيلي» ، لأنه للمرة الأولى تصبح المعرکة في الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» وهذا بسبب الصواريخ التي تصل إلى هذه الجبهة، فلا القذائف قادرة على الوصول ، ولا الطائرات الحربية متوفرة عند المقاومة، والطريق الوحيد هو القدرات القتالية التي يمکن رميها على العدو، وهنا دور الصاروخ الإيراني مع المقاومة في مواجهة «إسرائيل» .
• ما هو الدور الذي لعبته صواريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تسلح بها حزب الله لبنان ، في رسم انتصارات قوى الإيمان و الثورة والمقاومة خلال عدوان 33 يومًا ، وکذلک دعم الحکومة السورية في مواجهة مختلف الجماعات الإرهابية ؟
سماحة الشيخ : الکل يشهد أن عدوان تموز على لبنان سنة 2006م هو حرب حقيقية خاضتها «إسرائيل» من أجل القضاء على المقاومة الإسلامية في لبنان أي على مقاومة حزب الله ، لکن استخدام حزب الله لأنواع متعددة من الصواريخ التي أرسلتها الجمهورية الإسلامية سواء صواريخ "فجر" أو "رعد" أو الصواريخ الأخرى بمستويات مختلفة ، کان لها الدور الکبير لتطال أماکن مختلفة في الکيان الغاصب ، وصلت تقريبًا إلى نصف الکيان الغاصب ، وجعلت حوالي نصف اليهود في حالة خطر من هذه الصواريخ ، أي بحسب الإصطلاح «الإسرائيلي» کانت الجبهة الداخلية معرضة للخطر . وهذه نقطة ضعف مهمة عند «الإسرائيلي» و نقطة قوة مهمة عند حزب الله ، ولولا هذه الصواريخ لما أمکنا تحقيق هذا الإيلام في الجبهة الداخلية وهي جبهة العسکر الخلفية .
نعم يمکننا أن نقول أيضًا بأن المواجهات المباشرة مع الصواريخ والقذائف والإمکانات المباشرة لها تأثير على الجنود بحيث أنها منعتهم من التقدم أو تحقيق إنجازات أو أوقعت فيهم خسائر معينة ، لکن للصواريخ الدور الکبير في مثل هذه المعرکة بين المقاومة والکيان «الإسرائيلي» .
إذًا صواريخ حزب الله القادمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعبت دورًا مهمًا في معادلة الانتصار في عدوان تموز سنة 2006م ، لأنها وصلت إلى عمق الکيان «الإسرائيلي» ، وکذلک جرت الافادة من قدرات صاروخية من سوريا ، ولدينا معلومات أن الإيرانيين أيضًا تعاونوا مع الحکومة السورية والجيش السوري لإنشاء مصانع للصواريخ کان لها دور کبير في مختلف المواجهات سواء من الحکومة السورية باتجاه الجماعات الإرهابية أو بدعم حزب الله ببعض هذه الصواريخ المصنعة.
• إلى أي مدى استطاعت القدرات الصاروخية والتقنيات الإيرانية التي تم تجهيز قوى المقاومة في فلسطين بها من بينها حرکة حماس والجهاد الإسلامي ، أن تکون فاعلة ومؤثرة في الانتصارات التي حققتها خلال حرب 22 يوما وعدوان 51 يوما ؟
سماحة الشيخ : ان عقدة «إسرائيل» بعد عدوان تموز 2006 کانت الجبهة الداخلية، وبما أن غزة هي في قلب فلسطين، والمسافات ما بين غزة وحيفا ويافا وتل أبيب هي مسافات غير بعيدة بالمقارنة مع لبنان وجنوب لبنان تصبح الصواريخ الأقصر مدى مهمة في غزة ومؤثرة، لأنها تستطيع أن تطال أماکن حساسة في فلسطين المحتلة ، وأصبح معروفًا أن صاروخ "فجر" کان له دور کبير في الوصول إلى تل أبيب في حرب 22 يوما ، وهذا ما أحدث تغييرًا في معادلة الحرب مع غزة، وکذلک في عدوان الـ 51 يومًا حيث أُطلقت صواريخ أکثر باتجاه تل أبيب وأماکن أخرى من فلسطين المحتلة حيث يتواجد الکيان الغاصب، وکان لتخريب الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» الأثر الکبير في انتصار غزة . صحيح أن المجاهدين أبلوا بلاءً حسنًا و رائعًا في صد العدوان بريًا وفي إيقاع خسائر کبيرة على غلاف غزة بالعدو «الإسرائيلي» ، لکن أثر الصواريخ هو الأثر الأبلغ، إذ أنه في مقابل الاعتداء على المدنيين وقتل العزل من النساء والأطفال في فلسطين وتدمير البيوت لا يوجد حل مؤلم لـ«الإسرائيلي» من أجل إيجاد التوازن إلاَّ بأن تستهدف جبهته الداخلية وهذا ما جعل ثلاث ا{باع «إسرائيل» في حالة ارباک وخوف وتوتر، وأثر في المعرکة وهذا بسبب القدرات الصاروخية .
• اعتمد أعداء الإسلام وعلى رأسهم أمريکا مسارًا عدوانيًا ، ولطالما عملوا على تضليل الرأي العام عبر بث مزاعم واهية بأن القدرات الصاروخية لإيران الإسلامية تشکل تهديدًا للدول العربية بالمنطقة خاصة دول الخليج الفارسي ، فما هي الأغراض التي تنطوي عليها سياسة أمريکا و حلفائها في هذا المجال وتسعى إلى تحقيقها ؟
سماحة الشيخ : لدينا تجربة واضحة بخدمة الرأي العام و دول منطقة الخليج الفارسي، فقد نجحت الثورة الإسلامية المبارکة في إيران سنة 1979 ، وأصبح الآن عمرها 35 سنة ، و مع ذلک لم يُسجل أي إشکال أمني أو عسکري بين الجمهورية الإسلامية وأي دولة عربية من دول الخليج الفارسي ، بل إيران هي التي تحملت الاعتداء العراقي عليها لمدة ثماني سنوات ، و وقف خلف هذا الاعتداء العراقي دول الخليج الفارسي و أمريکا ودول أوروبا والعالم کله ، وکانت إيران في حالة الدفاع وتحرير أرضها من الاحتلال العراقي الذي قام به صدام . إذًا تجربة 35 سنة تُبيِّن أن إيران أُعتديَ عليها و لم تعتدِ على أحد ، وهي دائمًا تطمئن کل دول الخليج (الفارسي) بأنها لا تستهدفهم والتجربة أکبر دليل على ذلک ، نعم يُشهد لإيران أنها کانت في الصف الأول وفي الخندق المتقدم لدعم المقاومة ضد «إسرائيل» سواء في لبنان أو في فلسطين ، وهذا ما تُجاهر به إيران ، وهذا ما له آثار ميدانية على المستوى العملي.
بالخلاصة ، إيران لا تستهدف دول الخليج (الفارسي) ، وفي أهدافها لا تتطلع في أن تمد يدها إلى أي دولة من هذه الدول، وهي تؤمن باستقلال الدول وحق الشعوب في الخيارات التي يريدونها، وبناء عليه أي مخاوف تطلق من بعض دول الخليج الفارسي هي مخاوف لا صحة لها، بل أتأسف أن أقول بأنها تطلق بخلفية منع إيران من أن تکون دولة ذات وزن ودور في المنطقة ومؤثرة في مواجهة «إسرائيل» . إذًا المخاوف تخدم «إسرائيل» ولا تخدم أمن دول المنطقة .
أمَّا أمريکا فهي رأس الحربة في دعم مشروع الکيان «الإسرائيلي» ، و کل الضغوطات والعقوبات والملف النووي التي تواجه أمريکا إيران بها إنما هي من أجل موقف إيران من القضية الفلسطينية . کان الأولى للدول العربية والإسلامية أن تقف موقف إيران، لا أن تکون إيران وحدها في الميدان بهذه الصورة وبهذه الکيفية ، لذا أي کلام بأن القدرات الصاروخية الإيرانية تشکل تهديدًا للدول العربية في المنطقة هو کلام لا أساس له ولا دليل عليه ولا صحة له على الإطلاق ، هذه القدرات الصاروخية هي :
- أولًا لحماية إيران الدولة والثورة
- ثانيًا لخدمة مشروع المقاومة ضد العدو «الإسرائيلي»
- و هي بخدمة دول المنطقة إذا أرادت أن تستفيد من قدرة إيران وأن تضمن أمنها
و قد عرضت إيران مرارًا وتکرارًا التعاون في مسألة الخليج الفارسي والمياه ، وحماية المنطقة، بدل القواعد الأمريکية المنتشرة واليت لا تخدم مشروع إيران والدول العربية .
• ختامًا ... هل لديکم أي خاطرة بشأن دور الصواريخ وهذه التقنية في انتصارات حزب الله؟
سماحة الشيخ : استفاد المجاهدون من تقنية الصواريخ بأعلى درجات الافادة ، وعملوا على أن يختاروا أماکن تموضع للصواريخ تستخدم لمرة واحدة ، لأن الصاروخ عندما يطلق يُحدد موقع إطلاقه فيأتي الطيران «الإسرائيلي» أو المدفعية ليقصف مکان إطلاق الصاروخ ، لکن لا يکون في مکان الإطلاق لا المجاهدون، ولا الصواريخ الأخرى، وهذا من تجربة العمل المقاوم التي تختلف عن تجارب جيوش الدول ، خاصة أن جيوش الدول عادة تنشر بطاريات صواريخ مکشوفة وکبيرة ، وإذا تعرضت البطارية للضرب فإن عدد کبيرًا من الصواريخ والمخازن والإمکانات يتأثرون ، بينما يتعامل المقاوم مع الصاروخ کقطعة تستخدم لمرة واحدة في زمان لمرة واحدة ، و قد أصبح عند الأخوة المجاهدين مرونة کبيرة في هذا الشأن ، وقدرة على اخفاء وجود هذه الصواريخ وتحديد احداثياتها بشکل دقيق جدًا، بکل صراحة: تحول الصاروخ إلى قيمة استثنائية بسبب طريقة أداء المقاومين .
ومن الخواطر التي أتذکرها جيدًا : أن صواريخ الکاتيوشا التي تسمى بـ"الصواريخ العمياء" لأنها لا تصيب بشکل نقطوي ، وهي (تخريع) أکثر منها للإصابة ، کان يطلقها بعض المنظمات من لبنان قبل الاجتياح «الإسرائيلي» 1982 ولا تحقق شيئًا وهي أشبه بالاستعراض ، بينما بعد سنة 1982 بسبب ابتعاد حزب الله عن الظهور العلني المسلح وطريقة عمله المقاوم الفريدة من نوعها والمميزة بسريتها، أصبح کل صاروخ کاتيوشا أو أي نوع من أنواع الصواريخ له قيمة استثنائية، لذا کانت تُرمى بالعدد، وکان لها تأثير تراکمي في تحقيق الانتصار بحمد الله تعالى ، فتحول صاروخ الاستعراض(التخريع) إلى صاروخ له قيمة، فکيف بالصواريخ النقطوية التي تشکل الآن حالة ردع حقيقية لـ«إسرائيل» منذ سنة 2006 لأنهم يعلمون أن الصواريخ النقطوية متوفرة لحزب الله ، وما حصل في سنة 2006 ما هو إلاَّ نموذج سيکون أصعب على «الإسرائيليين» بسبب التطور الذي حصل في إمکانات حزب الله ، ودعم الجمهورية الإسلامية واستعدادات الحزب لأي مواجهة قادمة .
و قال سماحته : "للمرة الأولى تصبح المعرکة في الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» ، وهذا بسبب الصواريخ التي تصل إلى هذه الجبهة ، فلا القذائف قادرة على الوصول ، ولا الطائرات الحربية متوفرة عند المقاومة، والطريق الوحيد هو القدرات القتالية التي يمکن رميها على العدو، وهنا دور الصاروخ الإيراني مع المقاومة في مواجهة «إسرائيل» .
فيما يلي نص الحوار الذي اجرته وکالة تسنيم الدولية مع الشيخ نعيم قاسم في اطار الملف الذي اعدته بمناسبة ذکرى استشهاد الشهيد البطل طهراني مقدب الأب الروحي للقوة الصاروخية في ايران الاسلامية :
• باعتقادکم إلى أي مدى استطاعت القوة الصاروخية الإيرانية الوقوف إلى جانب قوى المقاومة و حرکات التحرر في مواجهة الکيان الصهيوني الغاصب وحماته ؟
سماحة الشيخ : ان الحرب اليوم تختلف تمامًا عن الحروب في العقود الماضية، حيث کانت قدرات الجيوش هي التي تواجه بعضها بعضًا ، وهنا تعتمد الجيوش على الطائرات والقصف المدفعي والإمکانات البشرية والاقتحامات ، أمام المقاومة فأسلوب عملها يترکز على الکر والفر ، وعلى امتلاک قدرات متحرکة، تستطيع أن تنتقل من مکان إلى مکان آخر و تکون في آنٍ معًا مخفية ، و لکن باستطاعتها أن توقع بالمهاجمين الخسائر، وکذلک بجبهته الخلفية التي تتضرر فتشکل ردعًا لهذه الجماعة.
هنا نجد أهمية القوة الصاروخية الإيرانية التي وقفت إلى جانب قوى المقاومة في مواجهة العدو «الإسرائيلي» في لبنان وفلسطين ، إذ أن هذه الصواريخ وصلت في الحروب الأخيرة التي بدأت بعد الاجتياح «الإسرائيلي» 1982 ، اعتمدت هذه الحروب على القدرة الصاروخية بتفاوت ، فمثلًا : في عدوان تموز سنة 1993 کانت صواريخ الکاتيوشا التي تسقط بمعدلات قليلة على المستوطنات الحدودية التي تواجه لبنان هي أحد الأسباب الأساسية لمحاولة «إسرائيل» لتوجيه ضربة لحزب الله لمنع إطلاق هذه الصواريخ ، و لکن کانت النتيجة تفاهم تموز الذي ثبَّت معادلة عدم الاعتداء «الإسرائيلي» على المدنيين في لبنان کي لا يطلق حزب الله الصواريخ على الکيان «الإسرائيلي» ، بمعنى آخر أن لا يطلق الصواريخ على المستوطنات.
ذًا القدرة الصاروخية مهمة جدًا ، وهذا الأمر تکرر في عدوان سنة 1996 ، فکان تفاهم نيسان مبني على قاعدة تفاهم تموز أيضًا ، بمعنى عدم إطلاق الصواريخ من الجهتين على المدنيين، إي اقتصار العمل على مواجهة الجنود والمقاومين، يعني الموضوع عسکري في الميدان وبشکل مباشر.
هذه القدرة الصاروخية تطورت کثيرًا في حزب الله ، وکان لإيران الدور الأول والأساس لأن هذه القدرة هي بالعدد والتدريب وتثقيف الأفراد وإجراء المناورات، وکذلک التدريب الصناعي على إنجاز بعض مقومات هذه الصواريخ أو جزء منها، فالقوة الصاروخية لا نعني بها إرسال عدد من الصواريخ الإيرانية إلى المقاومة، وإنما القوة الصاروخية هي کل مستلزمات الصاروخ من وجوده إلى کل عمليات النقل والتأهيل والتدريب وکيفية الإطلاق وتحقيق الأهداف وتخصيص الأفراد.
وهذا بالفعل هو الذي أوجد ميزة في معادلة مواجهة قوى المقاومة للعدو «الإسرائيلي» ، لأنه للمرة الأولى تصبح المعرکة في الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» وهذا بسبب الصواريخ التي تصل إلى هذه الجبهة، فلا القذائف قادرة على الوصول ، ولا الطائرات الحربية متوفرة عند المقاومة، والطريق الوحيد هو القدرات القتالية التي يمکن رميها على العدو، وهنا دور الصاروخ الإيراني مع المقاومة في مواجهة «إسرائيل» .
• ما هو الدور الذي لعبته صواريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تسلح بها حزب الله لبنان ، في رسم انتصارات قوى الإيمان و الثورة والمقاومة خلال عدوان 33 يومًا ، وکذلک دعم الحکومة السورية في مواجهة مختلف الجماعات الإرهابية ؟
سماحة الشيخ : الکل يشهد أن عدوان تموز على لبنان سنة 2006م هو حرب حقيقية خاضتها «إسرائيل» من أجل القضاء على المقاومة الإسلامية في لبنان أي على مقاومة حزب الله ، لکن استخدام حزب الله لأنواع متعددة من الصواريخ التي أرسلتها الجمهورية الإسلامية سواء صواريخ "فجر" أو "رعد" أو الصواريخ الأخرى بمستويات مختلفة ، کان لها الدور الکبير لتطال أماکن مختلفة في الکيان الغاصب ، وصلت تقريبًا إلى نصف الکيان الغاصب ، وجعلت حوالي نصف اليهود في حالة خطر من هذه الصواريخ ، أي بحسب الإصطلاح «الإسرائيلي» کانت الجبهة الداخلية معرضة للخطر . وهذه نقطة ضعف مهمة عند «الإسرائيلي» و نقطة قوة مهمة عند حزب الله ، ولولا هذه الصواريخ لما أمکنا تحقيق هذا الإيلام في الجبهة الداخلية وهي جبهة العسکر الخلفية .
نعم يمکننا أن نقول أيضًا بأن المواجهات المباشرة مع الصواريخ والقذائف والإمکانات المباشرة لها تأثير على الجنود بحيث أنها منعتهم من التقدم أو تحقيق إنجازات أو أوقعت فيهم خسائر معينة ، لکن للصواريخ الدور الکبير في مثل هذه المعرکة بين المقاومة والکيان «الإسرائيلي» .
إذًا صواريخ حزب الله القادمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعبت دورًا مهمًا في معادلة الانتصار في عدوان تموز سنة 2006م ، لأنها وصلت إلى عمق الکيان «الإسرائيلي» ، وکذلک جرت الافادة من قدرات صاروخية من سوريا ، ولدينا معلومات أن الإيرانيين أيضًا تعاونوا مع الحکومة السورية والجيش السوري لإنشاء مصانع للصواريخ کان لها دور کبير في مختلف المواجهات سواء من الحکومة السورية باتجاه الجماعات الإرهابية أو بدعم حزب الله ببعض هذه الصواريخ المصنعة.
• إلى أي مدى استطاعت القدرات الصاروخية والتقنيات الإيرانية التي تم تجهيز قوى المقاومة في فلسطين بها من بينها حرکة حماس والجهاد الإسلامي ، أن تکون فاعلة ومؤثرة في الانتصارات التي حققتها خلال حرب 22 يوما وعدوان 51 يوما ؟
سماحة الشيخ : ان عقدة «إسرائيل» بعد عدوان تموز 2006 کانت الجبهة الداخلية، وبما أن غزة هي في قلب فلسطين، والمسافات ما بين غزة وحيفا ويافا وتل أبيب هي مسافات غير بعيدة بالمقارنة مع لبنان وجنوب لبنان تصبح الصواريخ الأقصر مدى مهمة في غزة ومؤثرة، لأنها تستطيع أن تطال أماکن حساسة في فلسطين المحتلة ، وأصبح معروفًا أن صاروخ "فجر" کان له دور کبير في الوصول إلى تل أبيب في حرب 22 يوما ، وهذا ما أحدث تغييرًا في معادلة الحرب مع غزة، وکذلک في عدوان الـ 51 يومًا حيث أُطلقت صواريخ أکثر باتجاه تل أبيب وأماکن أخرى من فلسطين المحتلة حيث يتواجد الکيان الغاصب، وکان لتخريب الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» الأثر الکبير في انتصار غزة . صحيح أن المجاهدين أبلوا بلاءً حسنًا و رائعًا في صد العدوان بريًا وفي إيقاع خسائر کبيرة على غلاف غزة بالعدو «الإسرائيلي» ، لکن أثر الصواريخ هو الأثر الأبلغ، إذ أنه في مقابل الاعتداء على المدنيين وقتل العزل من النساء والأطفال في فلسطين وتدمير البيوت لا يوجد حل مؤلم لـ«الإسرائيلي» من أجل إيجاد التوازن إلاَّ بأن تستهدف جبهته الداخلية وهذا ما جعل ثلاث ا{باع «إسرائيل» في حالة ارباک وخوف وتوتر، وأثر في المعرکة وهذا بسبب القدرات الصاروخية .
• اعتمد أعداء الإسلام وعلى رأسهم أمريکا مسارًا عدوانيًا ، ولطالما عملوا على تضليل الرأي العام عبر بث مزاعم واهية بأن القدرات الصاروخية لإيران الإسلامية تشکل تهديدًا للدول العربية بالمنطقة خاصة دول الخليج الفارسي ، فما هي الأغراض التي تنطوي عليها سياسة أمريکا و حلفائها في هذا المجال وتسعى إلى تحقيقها ؟
سماحة الشيخ : لدينا تجربة واضحة بخدمة الرأي العام و دول منطقة الخليج الفارسي، فقد نجحت الثورة الإسلامية المبارکة في إيران سنة 1979 ، وأصبح الآن عمرها 35 سنة ، و مع ذلک لم يُسجل أي إشکال أمني أو عسکري بين الجمهورية الإسلامية وأي دولة عربية من دول الخليج الفارسي ، بل إيران هي التي تحملت الاعتداء العراقي عليها لمدة ثماني سنوات ، و وقف خلف هذا الاعتداء العراقي دول الخليج الفارسي و أمريکا ودول أوروبا والعالم کله ، وکانت إيران في حالة الدفاع وتحرير أرضها من الاحتلال العراقي الذي قام به صدام . إذًا تجربة 35 سنة تُبيِّن أن إيران أُعتديَ عليها و لم تعتدِ على أحد ، وهي دائمًا تطمئن کل دول الخليج (الفارسي) بأنها لا تستهدفهم والتجربة أکبر دليل على ذلک ، نعم يُشهد لإيران أنها کانت في الصف الأول وفي الخندق المتقدم لدعم المقاومة ضد «إسرائيل» سواء في لبنان أو في فلسطين ، وهذا ما تُجاهر به إيران ، وهذا ما له آثار ميدانية على المستوى العملي.
بالخلاصة ، إيران لا تستهدف دول الخليج (الفارسي) ، وفي أهدافها لا تتطلع في أن تمد يدها إلى أي دولة من هذه الدول، وهي تؤمن باستقلال الدول وحق الشعوب في الخيارات التي يريدونها، وبناء عليه أي مخاوف تطلق من بعض دول الخليج الفارسي هي مخاوف لا صحة لها، بل أتأسف أن أقول بأنها تطلق بخلفية منع إيران من أن تکون دولة ذات وزن ودور في المنطقة ومؤثرة في مواجهة «إسرائيل» . إذًا المخاوف تخدم «إسرائيل» ولا تخدم أمن دول المنطقة .
أمَّا أمريکا فهي رأس الحربة في دعم مشروع الکيان «الإسرائيلي» ، و کل الضغوطات والعقوبات والملف النووي التي تواجه أمريکا إيران بها إنما هي من أجل موقف إيران من القضية الفلسطينية . کان الأولى للدول العربية والإسلامية أن تقف موقف إيران، لا أن تکون إيران وحدها في الميدان بهذه الصورة وبهذه الکيفية ، لذا أي کلام بأن القدرات الصاروخية الإيرانية تشکل تهديدًا للدول العربية في المنطقة هو کلام لا أساس له ولا دليل عليه ولا صحة له على الإطلاق ، هذه القدرات الصاروخية هي :
- أولًا لحماية إيران الدولة والثورة
- ثانيًا لخدمة مشروع المقاومة ضد العدو «الإسرائيلي»
- و هي بخدمة دول المنطقة إذا أرادت أن تستفيد من قدرة إيران وأن تضمن أمنها
و قد عرضت إيران مرارًا وتکرارًا التعاون في مسألة الخليج الفارسي والمياه ، وحماية المنطقة، بدل القواعد الأمريکية المنتشرة واليت لا تخدم مشروع إيران والدول العربية .
• ختامًا ... هل لديکم أي خاطرة بشأن دور الصواريخ وهذه التقنية في انتصارات حزب الله؟
سماحة الشيخ : استفاد المجاهدون من تقنية الصواريخ بأعلى درجات الافادة ، وعملوا على أن يختاروا أماکن تموضع للصواريخ تستخدم لمرة واحدة ، لأن الصاروخ عندما يطلق يُحدد موقع إطلاقه فيأتي الطيران «الإسرائيلي» أو المدفعية ليقصف مکان إطلاق الصاروخ ، لکن لا يکون في مکان الإطلاق لا المجاهدون، ولا الصواريخ الأخرى، وهذا من تجربة العمل المقاوم التي تختلف عن تجارب جيوش الدول ، خاصة أن جيوش الدول عادة تنشر بطاريات صواريخ مکشوفة وکبيرة ، وإذا تعرضت البطارية للضرب فإن عدد کبيرًا من الصواريخ والمخازن والإمکانات يتأثرون ، بينما يتعامل المقاوم مع الصاروخ کقطعة تستخدم لمرة واحدة في زمان لمرة واحدة ، و قد أصبح عند الأخوة المجاهدين مرونة کبيرة في هذا الشأن ، وقدرة على اخفاء وجود هذه الصواريخ وتحديد احداثياتها بشکل دقيق جدًا، بکل صراحة: تحول الصاروخ إلى قيمة استثنائية بسبب طريقة أداء المقاومين .
ومن الخواطر التي أتذکرها جيدًا : أن صواريخ الکاتيوشا التي تسمى بـ"الصواريخ العمياء" لأنها لا تصيب بشکل نقطوي ، وهي (تخريع) أکثر منها للإصابة ، کان يطلقها بعض المنظمات من لبنان قبل الاجتياح «الإسرائيلي» 1982 ولا تحقق شيئًا وهي أشبه بالاستعراض ، بينما بعد سنة 1982 بسبب ابتعاد حزب الله عن الظهور العلني المسلح وطريقة عمله المقاوم الفريدة من نوعها والمميزة بسريتها، أصبح کل صاروخ کاتيوشا أو أي نوع من أنواع الصواريخ له قيمة استثنائية، لذا کانت تُرمى بالعدد، وکان لها تأثير تراکمي في تحقيق الانتصار بحمد الله تعالى ، فتحول صاروخ الاستعراض(التخريع) إلى صاروخ له قيمة، فکيف بالصواريخ النقطوية التي تشکل الآن حالة ردع حقيقية لـ«إسرائيل» منذ سنة 2006 لأنهم يعلمون أن الصواريخ النقطوية متوفرة لحزب الله ، وما حصل في سنة 2006 ما هو إلاَّ نموذج سيکون أصعب على «الإسرائيليين» بسبب التطور الذي حصل في إمکانات حزب الله ، ودعم الجمهورية الإسلامية واستعدادات الحزب لأي مواجهة قادمة .