خاص- الوقت- بات يدرك الامريكيون يوماً بعد يوم ان امريكا لم تعد كسابق عهدها وقد تزايد هذا الاعتقاد بعد الازمة المالية العالمية التي بدأت عام 2007 والتي طاولت بالدرجة الاولى "الدولة العظمى" والتي لم تنحسر تداعياتها لغاية الآن. وما زال الامريكيون يعانون على المستوى الإقتصادي والاجتماعي والمعيشي بسبب سياسة بلادهم الإقتصادية "القصيرة النظر" والتي أصبح المحلّلون وعلماء الإقتصاد الأمريكيون يدركون مدى خطورتها على الواقع المعيشي والإجتماعي والأمني للأمريكيين، ويترقبون أزمة خطيرة قد تودي بالبلاد الى حافة الهاوية. وبذلك لم يعد شبح العنف والنهوض في مواجهة العصابة الحاكمة في الولايات المتحدة بعيدا، حيث أصبح من الممكن انتقال عدوى السم الذي دسته أمريكا في عسل الصحوة الإسلامية في السنوات القادمة الى أراضيها وقد تصل الامر لنشوب صراعات داخلية الى حرب أهلية قد لا تكون الدولة حاضرةً لتحمل تبعاتها.
وفي هذا السياق يتوقع الخبير وعالم الاقتصاد الامريكي مارتن ارمسترونغ أن يرتفع الاستياء من الوضع الراهن نتيجة لعدم المساواة الاقتصادية، ومن المرجح أن يتسبب هذا الامر في انتفاضة سياسية شعبية خطيرة قبل عام 2016. حيث قال ارمسترونغ "يبدو أن هناك أكثر وأكثر من انتفاضة سياسية خطيرة سوف تنفجر بحلول عام 2016 عندما يذهب الوضع الاقتصادي إلى الانهيار تحصل الاضطرابات المدنية والثورة .ويستشهد الخبير الاقتصادي بحالة الرجل الأميركي "أرنولد أبوت" الذي يبلغ من العمر90عاماً والذي يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 60 يوماً، وغرامة قدرها 500 دولار لقيامه بإطعام مشردين بصحبة اثنين من القساوسة، ما يتعارض مع قانون في ولاية فلوريدا يمنع توزيع الطعام في الأماكن العامة.
أرمسترونغ، الذي توقع انهيار الإثنين الأسود عام 1987، والانهيار المالي الروسي عام 1998 يؤكد أن سقوط النظام سيكون بسبب عدم قدرته على توقع مدى الغضب الذي يشعر به الأمريكيون حالياً تجاه حكومتهم. فالديمقراطيون لا يقدّرون أن الناس يزدادون غضباً من أي وقت مضى على من هو في السلطة. وماذا عن الشرطة؟ يسأل ارمسترونغ عندما لا تعود الشرطة لحماية الشعب بل تحمي السياسيين ضد الشعب؟. ويضيف أن الجيش الأمريكي يستعد لاضطرابات مدنية في الولايات المتحدة. وقد صدرت وثيقة من 132 صفحة بعنوان : "الجيش الأمريكي تقنيات النشر 3-39،33: الاضطرابات المدنية" توضح كيف يمكن أن تكون هناك حاجة لقوات للتعامل مع "الجماهير الهائجة والعنيفة" حيث انها قد تصبح "ضرورية لإخماد أعمال الشغب واستعادة النظام العام."
ومن المرجح أن يحدث في أعقاب التحركات انهيار اقتصادي مما يؤثر على عدد كبير من الأميركيين كما رأينا في العديد من البلدان في جميع أنحاء أوروبا، بما فيها أحداث بلجيكا اليوم وتدابير التقشف التي تشل جنباً إلى جنب مع النمو الاقتصادي الهزيل لتمهيد الطريق لاضطرابات عنيفة.
ويكمل أرمسترونغ: "في فبراير عام 2013 أشرنا في مقالة بعنوان لماذا النخبة المصرفية تريد أعمال شغب في أميركا، ولماذا الطبقة السياسية هي المهندسة والمخططة لاستغلال الاضطرابات الاجتماعية كوسيلة لتمهيد الطريق لصندوق النقد الدولي للإنخراط في الطريقة التي تمت تجربتها واختبارها لتجريد ونهب أمة. مع استطلاعات الرأي التي أظهرت أن نحو74٪ من الأمريكيين بالفعل غاضبين أو غير راضين عن الحكومة، يمكن أن تكون المزيد من المشاكل الاقتصادية هي القشة التي تقصم ظهر البعير."
وتفاقمت الأزمة الإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة التراكمات الخاطئة منذ بداية الربع الأخير من القرن العشرين والتي يتحمل مسؤوليتها كاملة النهج الإقتصادي والسياسي في أمريكا حيث غابت الرقابة عن المؤسسات المالية من شركات وبنوك ، كما تم تجاهل ممارسات سوق البورصة التي أصبحت القابض الأهم على السياسة المالية والإقتصادية في دول العالم.
وقد حاول الرئيس الأمريكي بمحاولات خجولة لوضع خطة إصلاحية للأزمة المالية من خلال قانون ضريبي تصاعدي على الأرباح وفق النظم الإقتصادية والمالية السائدة، إلا أنه اصطدم بتعنت أغنياء "وول ستريت " بدعم من مجلس الكونغرس في رفض المساس بأي من أرباحهم الفاحشة، مما دعا الشعب الأمريكي للإحباط والقيام بالإعتراضات والتظاهرات في أمريكا ضد بورصات "وول ستريت" المهيمنة على السياسات المالية لأمريكا والتي أودت بالإقتصاد الأمريكي إلى التهلكة، لأن سياسات هذه المؤسسات المالية من أهم الأسباب التي أدت الى التضخم والمشاكل الإقتصادية والمالية في أمريكا.
وبعد ان تنبأ المؤرخ الأمريكي بول كينيدي في كتابه صعود وسقوط القوى العظمى عام 1987 بأن امريكا في طريقها للضياع، فإن رئيس تحرير مجلة نيوزويك الأمريكية للكاتب الهندي الأصل فريد زكريا، يرى في كتابه العالم ما بعد أمريكا عام 2008 انه برغم التراجع الذي تعيشه أمريكا حالياً فـإنها لم تفقد بعد قدرتها علي قيادة العالم...هي نظرة متفائلة لأوضاع سلبية ومظلمة، تسعى لرفع الروح المعنوية للأمريكيين المكتئبين المتشائمين، لكنها لا تغير من الواقع المؤلم أن 81 % من المواطنين يعلمون جيداً أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ كما تشير احصائيات حديثة، فالدولار يكاد يفقد قيمته والأزمة المالية تثير الذعر في نفوس الأمريكيين والكساد والبطالة تتفاقم و العداء للولايات المتحدة يتصاعد بسبب القرارات الاستراتيجية السياسية والعسكرية الخاطئة بعد حروبها في العراق وأفغانستان ودعمها من تحت الطاولة للتنمظيمات الإرهابية وكل ذلك يدفع ثمنه الشعب الأمريكي في أمنه و استقراره وإقتصاده.
إن الأزمة في امريكا ليست أزمة إقتصادية بل أزمة رؤية واستراتيجية سياسية لها انعكاسات إقتصادية وإجتماعية وأمنية قد تؤدي "بالمارد" الى تجرع الكأس المرة التي لطالما شربت منه شعوبنا. وبالرغم من مقولة أن امريكا قادرة على "إعادة صناعة وإنتاج جلدها" بمساعدة يعض دول الخليج الفارسي المتآمرة، فإن النار التي أشعلتها امريكا في دول المنطقة قد تحرقها بعد حلفائها.
وفي هذا السياق يتوقع الخبير وعالم الاقتصاد الامريكي مارتن ارمسترونغ أن يرتفع الاستياء من الوضع الراهن نتيجة لعدم المساواة الاقتصادية، ومن المرجح أن يتسبب هذا الامر في انتفاضة سياسية شعبية خطيرة قبل عام 2016. حيث قال ارمسترونغ "يبدو أن هناك أكثر وأكثر من انتفاضة سياسية خطيرة سوف تنفجر بحلول عام 2016 عندما يذهب الوضع الاقتصادي إلى الانهيار تحصل الاضطرابات المدنية والثورة .ويستشهد الخبير الاقتصادي بحالة الرجل الأميركي "أرنولد أبوت" الذي يبلغ من العمر90عاماً والذي يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 60 يوماً، وغرامة قدرها 500 دولار لقيامه بإطعام مشردين بصحبة اثنين من القساوسة، ما يتعارض مع قانون في ولاية فلوريدا يمنع توزيع الطعام في الأماكن العامة.
أرمسترونغ، الذي توقع انهيار الإثنين الأسود عام 1987، والانهيار المالي الروسي عام 1998 يؤكد أن سقوط النظام سيكون بسبب عدم قدرته على توقع مدى الغضب الذي يشعر به الأمريكيون حالياً تجاه حكومتهم. فالديمقراطيون لا يقدّرون أن الناس يزدادون غضباً من أي وقت مضى على من هو في السلطة. وماذا عن الشرطة؟ يسأل ارمسترونغ عندما لا تعود الشرطة لحماية الشعب بل تحمي السياسيين ضد الشعب؟. ويضيف أن الجيش الأمريكي يستعد لاضطرابات مدنية في الولايات المتحدة. وقد صدرت وثيقة من 132 صفحة بعنوان : "الجيش الأمريكي تقنيات النشر 3-39،33: الاضطرابات المدنية" توضح كيف يمكن أن تكون هناك حاجة لقوات للتعامل مع "الجماهير الهائجة والعنيفة" حيث انها قد تصبح "ضرورية لإخماد أعمال الشغب واستعادة النظام العام."
ومن المرجح أن يحدث في أعقاب التحركات انهيار اقتصادي مما يؤثر على عدد كبير من الأميركيين كما رأينا في العديد من البلدان في جميع أنحاء أوروبا، بما فيها أحداث بلجيكا اليوم وتدابير التقشف التي تشل جنباً إلى جنب مع النمو الاقتصادي الهزيل لتمهيد الطريق لاضطرابات عنيفة.
ويكمل أرمسترونغ: "في فبراير عام 2013 أشرنا في مقالة بعنوان لماذا النخبة المصرفية تريد أعمال شغب في أميركا، ولماذا الطبقة السياسية هي المهندسة والمخططة لاستغلال الاضطرابات الاجتماعية كوسيلة لتمهيد الطريق لصندوق النقد الدولي للإنخراط في الطريقة التي تمت تجربتها واختبارها لتجريد ونهب أمة. مع استطلاعات الرأي التي أظهرت أن نحو74٪ من الأمريكيين بالفعل غاضبين أو غير راضين عن الحكومة، يمكن أن تكون المزيد من المشاكل الاقتصادية هي القشة التي تقصم ظهر البعير."
وتفاقمت الأزمة الإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة التراكمات الخاطئة منذ بداية الربع الأخير من القرن العشرين والتي يتحمل مسؤوليتها كاملة النهج الإقتصادي والسياسي في أمريكا حيث غابت الرقابة عن المؤسسات المالية من شركات وبنوك ، كما تم تجاهل ممارسات سوق البورصة التي أصبحت القابض الأهم على السياسة المالية والإقتصادية في دول العالم.
وقد حاول الرئيس الأمريكي بمحاولات خجولة لوضع خطة إصلاحية للأزمة المالية من خلال قانون ضريبي تصاعدي على الأرباح وفق النظم الإقتصادية والمالية السائدة، إلا أنه اصطدم بتعنت أغنياء "وول ستريت " بدعم من مجلس الكونغرس في رفض المساس بأي من أرباحهم الفاحشة، مما دعا الشعب الأمريكي للإحباط والقيام بالإعتراضات والتظاهرات في أمريكا ضد بورصات "وول ستريت" المهيمنة على السياسات المالية لأمريكا والتي أودت بالإقتصاد الأمريكي إلى التهلكة، لأن سياسات هذه المؤسسات المالية من أهم الأسباب التي أدت الى التضخم والمشاكل الإقتصادية والمالية في أمريكا.
وبعد ان تنبأ المؤرخ الأمريكي بول كينيدي في كتابه صعود وسقوط القوى العظمى عام 1987 بأن امريكا في طريقها للضياع، فإن رئيس تحرير مجلة نيوزويك الأمريكية للكاتب الهندي الأصل فريد زكريا، يرى في كتابه العالم ما بعد أمريكا عام 2008 انه برغم التراجع الذي تعيشه أمريكا حالياً فـإنها لم تفقد بعد قدرتها علي قيادة العالم...هي نظرة متفائلة لأوضاع سلبية ومظلمة، تسعى لرفع الروح المعنوية للأمريكيين المكتئبين المتشائمين، لكنها لا تغير من الواقع المؤلم أن 81 % من المواطنين يعلمون جيداً أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ كما تشير احصائيات حديثة، فالدولار يكاد يفقد قيمته والأزمة المالية تثير الذعر في نفوس الأمريكيين والكساد والبطالة تتفاقم و العداء للولايات المتحدة يتصاعد بسبب القرارات الاستراتيجية السياسية والعسكرية الخاطئة بعد حروبها في العراق وأفغانستان ودعمها من تحت الطاولة للتنمظيمات الإرهابية وكل ذلك يدفع ثمنه الشعب الأمريكي في أمنه و استقراره وإقتصاده.
إن الأزمة في امريكا ليست أزمة إقتصادية بل أزمة رؤية واستراتيجية سياسية لها انعكاسات إقتصادية وإجتماعية وأمنية قد تؤدي "بالمارد" الى تجرع الكأس المرة التي لطالما شربت منه شعوبنا. وبالرغم من مقولة أن امريكا قادرة على "إعادة صناعة وإنتاج جلدها" بمساعدة يعض دول الخليج الفارسي المتآمرة، فإن النار التي أشعلتها امريكا في دول المنطقة قد تحرقها بعد حلفائها.