الوقت - في غمرة انسياق أذربيجان وراء السياسات الغربية تتعالى اصوات الاسلاميين في هذا البلد ضد علمنة البلاد ومحاربة الدين ونشر الفساد، ولايستطيع القمع الحكومي الذي يمارسه الرئيس الأذري الهام عليف اسكات الاصوات المرتفعة لدعاة الاسلام فتلجأ السلطات الأذرية الى ممارسة القمع من أجل هذا الاسكات، فهل تنجح السلطات الأذرية في كم الافواه؟ وهل سينجح الهام علييف في ابعاد الشعب الأذري المسلم عن القيم الدينية والاسلامية؟
تمر الظروف القاسية على دعاة الاسلام في أذربيجان في وقت يدعي علييف بأنه يريد تطوير البلاد وكأن هذا التطويرهو في معادة الدين والقيم الدينية والانجرار وراء القيم الاوروبية والغربية مثل اعطاء الحرية للمثليين الذين نظموا مظاهرة في أذربيجان.
وفي سياق تشديد الانتهاكات والتضييق ضد الاسلاميين وقمعهم ، عمدت السلطات الأذرية الى ممارسة التعذيب والتضييق في السجون بحق 30 اسلاميا تم اعتقالهم مؤخرا بعد خطاب للقيادي الاسلامي "الحاج محسن صمدف" وهو رئيس الحزب الاسلامي في أذربيجان الذي دعا الى اسقاط النظام الاستبدادي في أذربيجان فتم اعتقاله والحكم عليه بالسجن.
ومؤخرا شددت السلطات اجراءاتها القمعية ضد هؤلاء ومن بينهم صمدف نفسه الذي زج به في الزنزانة الانفرادية 12 يوما اثناء احتجازه ما اثار احتجاجات في اوساط الاسلاميين وبعض الشخصيات السياسية والعلمية في أذربيجان والذين رفعوا الصوت عاليا ضد الممارسات التعسفية التي تمارس بحق صمدف في السجن، ومن بين هؤلاء البروفسور "جميل حسنلي" وهو رئيس المجلس الوطني للاحزاب الذي قال ان اعتقال الشخصيات الاسلامية المؤمنة والزج بهم في السجون عبر تلفيق التهم يخالف القوانين الأذرية نفسها كما يتعارض مع الاصول والتعليمات الدينية .
وفي سياق ردود الافعال ايضا دان الناشط في مجال حقوق الانسان في أذربيجان "اصلان اسمعيل اف" التعذيب الذي يتعرض له صمدف قائلا ان محسن صمدف لم يقم بأي انتهاك لقوانين السجون، كما ندد "الدار نمازف" وهو مدير الحركة الموسومة بـ "حركة ال" بالممارسات التعسفية ضد صمدف في السجن قائلا ان انتهاك حقوق سجناء الرأي والسجناء السياسيين في أذربيجان اصبح امرا مألوفا.
بدوره قال نائب رئيس حزب الاسلام "الحاج الجين مناف اف" ان هذا الحزب قد ابلغ مسؤولي وزارة العدل ومسؤولي السجون احتجاجه على هذه الانتهاكات والممارسات القمعية، كما قال "كربلائي ناطق كريمف" وهو من الشخصيات البارزة في قرية نارداران ومن النشطاء السياسيين والاجتماعيين في أذربيجان انه يطالب بوقف التعسف ورفع الظلم عن السجناء الذين تم اعتقالهم وزجهم في المعتقلات عبر تلفيق التهم ضدهم ، وقال كريمف ان هذه الاجراءات القمعية والتعسفية تجري بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها رئيس البرلمان الاوروبي الى باكو وهي اجراءات تظهر كيفية تعاطي الحكومة الأذرية مع الحقوقات والحريات الفردية في البلاد .
وكان محسن صمدف الذي يقبع في السجن حاليا قد احتج على اجراء مسابقات يوروفيجن في أذربيجان وكذلك منح الترخيص لتظاهرة المثليين في هذا البلد مطالبا بثورة شعبية ضد حكم الرئيس الهام علييف لاسقاطه.
وبينما يشكل المسلمون الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب الأذري تحارب حكومة الهام علييف أية مظاهر دينية خوفا من انتشارها وتسلب حرية دعاة الحرية في هذا البلد , كما ان نظام علييف ينتهك بشكل فاضح مبادئ حقوق الانسان والديمقراطية ويمارس ضغطا شديدا على الاسلاميين ويسلب منهم ابسط الحقوق والحريات الفردية والسياسية .
وعلى الرغم من هذا كله يعتقد المحللون ان الحزب الاسلامي في أذربيجان له تأثير كبير في أوساط الأذريين، وسيكون للاسلاميين دور كبير في المستقبل في النشاطات والحراك الذي سينطلق ضد سياسات الحكومة الأذرية.