الوقت - تستمر المواجهات العنیفة التي اندلعت امس الجمعة في مدينة طرابلس بين مسلحين وعناصر الجيش اللبناني، وافادت بعض المصادر بمقتل ثلاثة من المسلحين واصابة عدد اخر، كما جرح 8 عسكريين بينهم ضابط و4 مدنيين.
و قالت المصادر المحلية أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين مسلحين وعناصر الجيش اللبناني في الاسواق الداخلية لمدينة طرابلس، وتحديداً سوق العريض، سوق النحاسين، التربيعة، باب الحديد، خان العسكر، حيث تعمل وحدات الجيش اللبناني على محاصرة المسلحين داخل الاسواق وتضييق الخناق عليهم بعدما استقدمت تعزيزات للمنطقة .
وتستخدم في الاشتباكات المستمرة حتى هذه اللحظة القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة الثقيلة، المتوسطة والخفيفة، والتي تسببت باضرار جسيمة في السيارات والمحال التجارية والابنية، وقد اسفرت الاشتباکات عن اصابة 8 عسكريين بجروح بينهم ضابط و4 مدنیین، فيما لم يتم تحديد الاصابات في صفوف المسلحين.
وقامت المجموعة المسلحة بقیادة المتطرفان شادي المولوي وأسامة منصور بالاعتداء علی الجیش اللبناني بعد اعتقاله للمطلوب احمد سليم ميقاتي بمداهمات عاصون في الضنية، وقد كشفت المعلومات ان الموقوف ميقاتي الملقب بابي بكر او ابو الهدى كان في صدد اعطاء الامر بتنفيذ عملية انتحارية في مركز عسكري حساس، دون استبعاد هدف مدني قد يكون اكثر حساسية بعدما عثر على بزة في الشقة التي كانت تقيم فيها الخلية ومن دون ان تحوم الشبهات عادة على الجنود لدى دخولهم الى المقرات الرسمية.
فی سیاق متصل صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "اعتبارا من مساء يوم أمس، تعمل قوى الإرهاب على زعزعة الوضع الأمني في مدينة طرابلس وإثارة الفتن والتحريض المذهبي، فعمدت إلى نشر عناصر مسلحة في محلة الزاهرية - طرابلس. على الفور تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة واشتبكت مع المسلحين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حيث عملت على تطويقهم داخل الأسواق العتيقة . نتج عن الاشتباكات اصابة 8 عسكريين بينهم ضابط وعدد من المدنيين .
لا تزال وحدات الجيش تقوم بتنفيذ عمليات دهم للأماكن المشبوهة بغية توقيف مطلقي النار وإحالتهم إلى القضاء المختص ".
وفي حين كشف البيان عن ضبط أسلحة خفيفة ومتوسطة، وذخائر متنوعة وقاذفات ورمانات يدوية وأحزمة ناسفة، وأعتدة عسكرية بينها بزَّة مرقطة عائدة للجيش، ومواد متفجرة في الشقة المداهمة، تشير المعلومات التي حصلت عليها "النشرة" إلى أن عملية تصوير العسكريين الفارين كانت تحصل فيها.
وتلفت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية تتخذ الإحتياطات الأمنية اللازمة، لمواجهة أي ردة فعل على توقيف الميقاتي من قبل البعض، حيث تعرب عن احتمال حصول ذلك، لا سيما أن ما حققته مخابرات الجيش يعد إنجازاً نوعياً، وتؤكد على أن هناك قراراً حاسماً بمواجهة أي مجموعات أو عناصر تريد الإخلال بالأمن والإستقرار في هذه المرحلة.
في المحصلة، يسقط وحده من يبيع وطنه من أجل المال، لكن بالتأكيد ستبقى المؤسسة العسكرية الأمل بالنسبة إلى اللبنانيين لمواجهة الجماعات الإرهابية في معركة الوجود التي تخاض، والتي لا مفر فيها من الإنتصار الذي يحمي المجتمع.
في سیاق متصل وبعد تسریب المصادر العسكرية معلومات عن تورط عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر بعمليات الفرار من الجيش وتواصله مع خلية عاصون التي كان يقودها الإرهابي الموقوف أحمد ميقاتي، أبلغ قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، رئيس الحكومة تمام سلام مضامين طلب رفع الحصانة عن عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر، لتورطه في ملف خلية الضنية الإرهابية.