الوقت - بعد ان اوصلت العثمانية الجديدة تركيا وقادتها الى الطريق المسدود في الازمة التي تلف المنطقة وهي الازمة السورية ومسألة محاربة تنظيم داعش الإرهابي اختار الرئيس التركي رجب اردوغان اللعب بالورقة الاخيرة لديه اي وضع شروع تعجيزية لأي انضمام تركي للتحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش التكفيري الارهابي، وبذلك يكون اردوغان قد اختار الوقوف الى جانب داعش وليس التحالف حتى لو حاول اللعب على الكلمات.
وبالامعان في الشروط التي وضعها اردوغان وهي ايجاد منطقة لحظر الطيران في سوريا وايجاد شريط حدودي عازل داخل الاراضي السورية وتدريب المعارضين السوريين ومهاجمة النظام السوري، يرى المرئ انها شروط غير قابلة للتحقيق وقد اختار اردوغان هذه الشروط حتى لايقول صراحة انه سوف لن ينضم الى التحالف وقد اكتفى بالقول ان بلاده لن ينضم للتحالف حتى تلبية هذه الشروط .
ولكن كيف هذه الشروط هي تعجيزية ؟ الجواب الأول هو ان فرض مطقة لحظر الطيران في سوريا يعتبر انتقاصا من السيادة السورية التي لن تقبل بها دمشق واننا رأينا ان امريكا وحلفائها يحرصون على اعطاء العلم للسوريين قبل تنفيذ الغارات على اراضيهم ضد مواقع داعش كي لا تقوم الدفاعات الجوية السورية باسقاط الطائرات المغيرة فكيف اذا يقبل السوريون بمنح سمائهم لتركيا او غيرها؟ اما ايجاد شريط حدودي عازل داخل سوريا فانه غير ممكن ويزيد الطين بلة، فبالاضافة الى معارضة دمشق فان ايجاد مثل هذا الشريط يضع تركيا في مواجهة مع الاكراد لأن المناطق الحدودية في سوريا مع تركيا هي مناطق كردية والجميع يعلم مدى الاحتكاك بين الاكراد والاتراك، كما ان تدريب المعارضة السورية هي امر صعب نظرا للخلافات الموجودة بين جماعات المعارضة السورية التي تقاتل بعضها البعض بالاضافة الى قتالها للقوات النظامية السورية ولذلك فان جمع اطراف المعارضة واكثرها جماعات ارهابية وتكفيرية ووهابية وسلفية مجرمة وجمعها تحت سقف واحد صعب للغاية وله تبعات مثل ازدياد قوة الجماعات الارهابية وخروجها عن السيطرة، ويبقى الشرط الرابع لاردوغان وهو اسقاط النظام السوري وهو امر بعيد المنال لأن الجيش السوري ابدى قوة كبيرة وجهوزية قتالية عالية خلال نحو 4 سنوات من الحرب ومن الصعب هزيمته كما ان ايران وروسيا لن تسمحا بذلك.
ولتركيا اهداف وغايات أخرى ايضا حيث يحاول الاتراك ان تبقى بلادهم الممر الوحيد للغاز الايراني نحو اوروبا وان بقاء الاسد في الحكم وارساء الاستقرار في سوريا يسمح لايران بان يكون لديها طريق بديل لتصدير الغاز الى اوروبا عبر سوريا وبكلفة أقل وان تنوع طرق صادرات الغاز يمنح ايران افضلية استراتيجية في مقابل تركيا .
وبالنظر الى السياسة التركية المتبعة حاليا يكتشف المرء ان الاتراك يخشون كثيرا وقوع اي صدام بينهم وبين الجيش السوري القادر على الحاق خسائر كبيرة جدا بالجيش التركي ولذلك نرى ان الغضب التركي من الاخفاق في سوريا يترجم على المنابر الاعلامية ورفع الصوت من قبل اردوغان واركان حكمه ولايترجم كخطوات عسكرية هامة على الارض ضد سوريا.
ان السياسة التي تتبعها تركيا الآن بعيدة كل البعد عن شعار واسم الحزب الحاكم فيها أي حزب العدالة والتنمية، لأن تركيا قد اظهرت للجميع "عدالتها" عندما منعت الاكراد من التوجه الى كوباني لانقاذ ابناء شعبهم كما ان تنمية تركيا لا تتم عبر الاضرار بالدول الجارة والتخطيط والتآمر ضدهم .