الوقت – بعد ان أعلن مساعد وزیر الداخلیة المصری قبل نحو اسبوعین عن سحب الجنسیة المصریة عن عضو المکتب السیاسی لحرکة حماس محمود الزهار , والتی حصل علیها بطریقة قانونیة حسب اعلان هذا المسؤول المصری , ادعی هذا المسؤول ان سحب هذه الجنسیة جاء بسبب إقامة الزهار فی الخارج وانضمامه "لإحدی الهیئات التی من أغراضها تقویض الأوضاع فی مصر وهو المتحدث العسکری لحماس التی تمثل الذراع العسکریة لجماعة الإخوان".
وأشار المسؤول المصری أن الزهار حصل علی الجنسیة المصریة فی عهد الرئیس الأسبق حسنی مبارک لکون والدته مصریة، مؤکدا أن 24 ألف فلسطینی حصلوا علی الجنسیة المصریة منذ مایو عام 2011، منهم 8 آلاف حصلوا علیها فی عهد الرئیس السابق، محمد مرسی.
وتم سحب الجنسیة عن محمود الزهار , الذی شغل فی الماضی أیضا منصب وزیر خارجیة الحکومة الفلسطینیة المنتخبة فی قطاع غزة لفترة من الفترات , اضافة الی سحب الجنسیة عن أحد عشر شخصا آخر من عائلة الزهار بذریعة تضعیف النظام الاجتماعی والاقتصادی فی مصر فی حین یتوقع الشعب المصری من حکامه ومن رئیسه المستقبلی أن یقوموا بدعم حرکات المقاومة ضد الکیان الاسرائیلی المحتل ومنها حرکة حماس .
وقد وصف الزهار قرار سحب الجنسیة المصریة منه بالسیاسی، متسائلًا: "کیف لی و11 من عائلتی تغییر الترکیبة الاجتماعیة فی مصر بحسب حیثیات سحب الجنسیة" لکن الزهار تدارک الأمر قائلا ان "المرحلة الحالیة فی مصر لیست مستقرة وسننتظر الانتخابات وبعدها ستکون العلاقات طیبة، ومقبلون علی مرحلة ستکون العلاقة فیها جیدة مع مصر" .
کما سعی القیادی فی حماس غازی حمد والذی یشغل منصب وکیل وزارة الخارجیة فی حکومتها بغزة الی تدارک الأمر قائلا "أنه من المهم والضروری أن یکون هناک مراجعات فی مصر بشأن الرؤیة تجاه حرکة حماس وقطاع غزة لأننا لا یمکن أن نشکل خطرأ أو عدوأ لمصر"
هذا وأکد غازی حمد أنه من المهم والضروری أن یکون هناک مراجعات فی مصر بشأن الرؤیة تجاه حرکة حماس وقطاع غزة , مشیرا إلی سعی حماس علی الدوام بأن تکون العلاقة مع مصر علاقة طیبة وقائمة علی التکامل وأعرب عن أمله فی أن تتغیر العلاقة فی مقبل الأیام إلی ما هو أحسن مما هی علیه الآن .
ویؤکد المراقبون للشأن الفلسطینی ان سحب الجنسیة المصریة عن هذه الشخصیة الفلسطینیة المقاومة والمؤثرة فی الدفاع عن فلسطینیی قطاع غزة المحاصرین هو أمر سیاسی بالتأکید وغیر مرتبط بما قیل عن الامن القومی المصری وما شابه ذلک , ویضیف هؤلاء المراقبون ان العسکریین الذین قاموا بتنحیة الرئیس مرسی عن الحکم یتخذون مواقفهم بالتنسیق مع حکام السعودیة الذین یبذلون جهودا لمحو آثار حکم الاخوان المسلمین حیث یعتبر الحکام المصریون الجدد وحکام السعودیة حرکة حماس المقاومة احد افرع جماعة الاخوان المسلمین .
ویعتقد بعض المراقبین ان مثل هذا التضییق الکبیر علی حماس ومسؤولیه یأتی استجابة لرغبات مسؤولی الکیان الصهیونی المحتل لتضییق الخناق علی حرکات المقاومة الفلسطینیة قدر الامکان ومنهم حرکة حماس.
کما یضیف هؤلاء انه من الممکن ان یعتری الحکام العسکریین المصریین القلق من انجرار الشعب المصری نحو المقاومة والتضامن مع الفلسطینیین المحاصرین فی قطاع غزة ورفض اتفاقیة کمب دیفید مع الصهاینة فلذلک قام هؤلاء الحکام العسکریون باتخاذ هذه المواقف المعادیة الاضافیة لحرکة حماس فی فترة ما قبل الانتخابات الرئاسیة .