الوقت- فی نبأ هام نقلته الصحف الأفغانیة قبل أسبوع تقریبا من الآن , اتهم الرئیس الأفغانی حامد کرزای علانیة قوات الاحتلال الأمریکی والبریطانی فی أفغانستان بإدارة منشآت احتجاز ومعتقلات غیر شرعیة فی جنوبی بلاده، وکلف مؤسسات أمنیة والنائب العام الأفغانی باتخاذ خطوات عاجلة وفوریة بهدف إغلاق أو نقل هذه المنشآت التابعة لحلف الناتو , والأمر المؤکد هو أن هذه السجون والمعتقلات السریة التی انشأها الناتو فی افغانستان کانت تدار بشکل غیر قانونی وخارج اطار القوانین الأفغانیة .
وجاءت تعلیمات کرزای بعد أن أکد فریق تحقیق أفغانی وجود هذه المعتقلات فی إقلیمی قندهار وهلمند جنوبی أفغانستان حیث کانت القوات الامریکیة تدیر ثلاثة سجون فی مطار قندهار، فی حین تدیر قوات بریطانیة ثلاثة سجون أخری فی هلمند وفی هذه السجون یقبع مواطنون افغان واستطاع الفریق التحدث مع عدد من المعتقلین لا توجد ضدهم قضایا لیتم احتجازهم بسببها وقد کلف کرزای مستشار الأمن الوطنی الافغانی رنگین اسپنتا ببحث وجود أی منشآت اعتقال أخری فی أفغانستان، وأصر علی ضرورة نقل مثل هذه المعتقلات إلی الحکومة الأفغانیة وتسلیم بعض من المعتقلین إلی الحکومة الأفغانیة علی الفور.
ولایعتبر اغلاق السجون السریة فی افغانستان امرا جدیدا وقد سبق ان حدث مثل هذا الأمر فی الماضی لکن تکرار هذا الأمر وبهذه المستوی وفی هذه الفترة الحساسة من تاریخ افغانستان الحدیث له دلالات هامة ولدیه سببین مهمین , اولهما : عدم فوز المرشح الرئاسی الذی یدعمه حامد کرزای فی الانتخابات الرئاسیة التی جرت مؤخرا فی افغانستان حیث انزعج کرزای من عدم دعم الغرب للمرشح الذی یؤیده وعندها أراد الضغط علی القوات الأجنبیة وبادر الی اغلاق هذه السجون السریة .
اما السبب الثانی هو ان الرئیس الأفغانی حامد کرزای کان یرید أن یحصل مرشحه علی اصوات اکبر مما حصل علیها وعندما لم یحصل هذا الأمر بادر الی طرح موضوع السجون الافغانیة السریة وشن حرب نفسیة علی الأطراف الغربیة علی الرغم من أن الغربیین سیحتفظون بسجونهم السریة فی افغانستان , وبذلک أراد کرزای فقط التغطیة علی هزیمته فی الانتخابات .
ولا تعیر القوات الأجنبیة التی احتلت افغانستان بذریعة محاربة القاعدة وطالبان أی اهتمام لآلام الشعب الأفغانی ومعاناته بل لا تتقید هذه القوات حتی بالقوانین الافغانیة الساریة ومنها الدستور الافغانی وتقوم بانتهاک هذا الدستور الذی یحفظ حقوق المواطنین الأفغان , وقد عمدت قوات الاحتلال الاجنبیة الی انشاء السجون السریة التی یمارس فیها مختلف انواع التعذیب ویرتکب فیه جمیع انواع المخالفات لقوانین حقوق الانسان .
کما أن قوات الاحتلال الأجنبیة قد استباحت دماء المدنیین الافغان , فقصفت الکثیر من المساجد ودور العبادة کما قصفت الکثیر من القری وهدمت البیوت علی رؤوس النساء والاطفال وقد سجل الرئیس الافغانی حامد کرزای والحکومة الافغانیة ادانات کثیرة لقصف طائرات الناتو للمدنیین الأفغان فی قراهم أثناء اللیل والنهار لکن هذه الادانات لم تتلق آذان صاغیة لدی قادة الدول الاجنبیة التی استباحت أراضی افغانستان .