الوقت - اتهم المتحدث باسم البیت الابیض الامریکی جای کارنی الحکومة السوریة باستخدام السلاح الکیماوی فی قریة "کفر زیتا" التی کانت تحت سیطرة الجماعات التکفیریة الارهابیة فیما لیست هناک أدلة متوفرة حتی الان لادانة الحکومة السوریة .
ولم یقدم البیت الابیض الامریکی ایة ادلة مکتفیا بالقول ان المادة المستخدمة هی علی الأرجح "الکلور" وقد استخدمت فی وقت سابق من هذا الشهر وان واشنطن تعمل مع "شرکائها لکشف الوقائع علی الأرض".
وعلی الأثر قامت الجماعات التکفیریة الارهابیة باستغلال هذا الاعلان الامریکی ونشره , بهدف التستر علی اجرامها وصرف الانتباه عن عملیات القتل والارهاب الدامی الذی تقوم هی بدورها ضد المواطنین السوریین العزل فی انحاء البلاد , وذلک بدعم من دول عربیة وحماتهم من الجهات الغربیة والصهیونیة .
واتهم ما یسمی "بالمرصد السوری لحقوق الانسان " فی 12 أبریل/نیسان النظام السوری بأن طائراته قصفت بلدة کفرزیتا "ببرامیل متفجرة تسببت بدخان کثیف وبروائح أدت إلی حالات تسمم واختناق" فیما یتجاهل هذا المرصد عادة الاجرام المذهل وغیر المسبوق للجماعات التکفیریة الارهابیة فی انحاء سوریا .
ویأتی الموقف الامریکی واثارة هذه الضجة الان ضد الحکومة السوریة فی سیاق الحرب النفسیة التی تشنها واشنطن ضد النظام السوری فی وقت یعتقد خبراء ان النظام السوری لدیه الکفة الراجحة فی الحرب ولیس بحاجة لاستخدام السلاح الکیماوی الذی یجر الویلات علیه علی الصعید الدولی .
وهناک عدة سیناریوهات محتملة لاستعمال هذا السلاح :
اولا : ان یکون استخدام هذا السلاح عملا ارهابیا اعمی دون التنسیق مع الجهات الاجنبیة الداعمة للجماعات التکفیریة الارهابیة .
ثانیا : ان یکون الهدف من استخدام هذا السلاح ضرب مرتکزات الامن فی سوریا والقول بان سوریا تشهد الان کارثة انسانیة بفعل الحکومة السوریة او بفعل الجماعات التکفیریة الارهابیة , وکل ذلک من اجل جر الامور نحو التدخل الخارجی والسماح للاطراف الخارجیة بالتدخل العسکری المباشر فی سوریا تحت ذریعة استخدام السلاح الکیماوی .
ثالثا : ان تکون هذه الضجة المثارة بهدف ایصال رسالة الی الجیش السوری بان تنفیذ عملیاته باتت محفوفة بالمخاطر , ای تهدید الجیش السوری بان الاطراف الخارجیة سترد علی قیام هذا الجیش باستخدام الکیماوی .
رابعا : ان یکون الهدف من هذه الضجة المثارة هو التأثیر علی الانتخابات الرئاسیة المقبلة فی سوریا.
خامسا : اتهام نظام الرئیس السوری بشار الأسد بشن هجوم کیماوی.
هذا وقد قتل مئات الأشخاص فی أغسطس/آب 2013 اثر هجوم کیمیائی علی ریف دمشق. واتهمت المعارضة السوریة ودول غربیة یومها نظام الرئیس بشار الأسد بتنفیذه. وکان هذا الهجوم هو السبب الأساسی فی التوصل لاحقا إلی اتفاق حول إزالة الأسلحة الکیمیائیة السوریة، رغم نفی دمشق مسؤولیتها عن الهجوم.
ودون شک فان استخدام اسلحة الدمار الشامل ومنها السلاح الکیماوی هو مدان من قبل جمیع الاطراف , لکن ما یجب قوله هو ضرورة الانتباه بان لاتتخذ الجماعات التکفیریة الارهابیة استخدام هذا السلاح ذریعة من اجل زیادة اجرامها وتبریر عملیات القتل الوحشیة التی تقوم بها هذه الجماعات ضد الاطفال والنساء والشیوخ من ابناء الشعب السوری المسلم , کما یجب عدم السماح للاطراف الخارجیة بان تتذرع بالکیماوی السوری من اجل زیادة دعمها للتکفیریین الارهابیین فی هذا البلد .