الوقت ـ فی زیارتها التی دامت یومین لمصر (فی التاسع والعاشر من أبریل) أجرت مسؤولة السیاسة الخارجیة للاتحاد الاوروبی کاثرین أشتون لقاءات مع المسؤولین السیاسیین المصریین وکذلک المرشحین المحتملین للانتخابات الرئاسیة المقبلة فی مصر .
وقد اکدت اشتون خلال لقاءاته مع المسؤولین المصریین ومن ضمنهم الرئیس المؤقت عبدالفتاح السیسی ووزیر الخارجیة المصری نبیل فهمی علی موضوع مواجهة الارهاب ومستقبل العلاقات بین مصر والاتحاد الاوروبی . وعقدت اشتون لقاءا علی الفور مع المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسیة المصریة "عبدالفتاح السیسی" واعتبرت ترشیح السیسی فی الانتخابات القادمة "قرارا شجاعا" حسب تعبیرها .
وکان من المقرر ان تلتقی مسؤولة السیاسة الخارجیة الاوروبیة مع المرشح البارز الآخر للانتخابات الرئاسیة "حمدین صباحی" لکن تم الغاء هذا اللقاء لاسباب ما . وقد اعتبر بعض الخبراء السیاسیین المصریین ومنهم النائب السابق فی البرلمان "ایهاب الخراط" الغاء زیارة اشتون بحمدین صباحی بمثابة دعم الاتحاد الاوروبی لعبدالفتاح السیسی . وقد التقت اشتون ایضا ببعض المسؤولین الآخرین منهم الامین العام للجامعة العربیة نبیل العربی.
وفی ختام زیارة اشتون للقاهرة تم التوقیع علی بروتوکول بین الاتحاد الاوروبی ومصر یتولی بموجبه الاتحاد الاوروبی مسؤولیة مراقبة الانتخابات الرئاسیة فی مصر , وقد لاقی توقیع هذا البروتوکول ترحیبا نسبیا من بعض التیارات والجماعات الی حد اعتبر فیه بعض الشخصیات المصریة ان المراقبة الاوروبیة لسیر الانتخابات المقبلة تعنی الاعلان عن رضی الاتحاد الاورربی عن سیر تنفیذ خارطة الطریق فی مصر .
وتعتبر زیارة اشتون هذه رابع زیارة لمسؤولة السیاسة الخارجیة الاوروبیة الی مصر بعد اقالة الرئیس محمد مرسی من الحکم وکانت اشتون تسعی خلال زیاراتها السابقة الی مصر الی دعوة طرفی النزاع الی الهدوء اضافة الی سعیها لایجاد صیغة تصالح بین الجیش والاخوان لکن هذه المرة لم یعقد ای لقاء بین اشتون وممثلی باقی التیارات المعارضة ومنها ائتلاف دعم الشرعیة وقد لقی هذا الامر انتقادا شدیدا من قبل مؤیدی وداعمی الاخوان الی حد اعتبر مؤیدو الاخوان زیارة اشتون الی مصر بمثابة التوقیع علی خارطة الطریق المعدة من قبل الجیش بعد اقالة مرسی .
وبشکل عام یمکن قراءة زیارة اشتون الاخیرة الی مصر والمراقبة الاوروبیة للانتخابات المقبلة فی مصر من عدة أوجه :
اولا : ان الاتحاد الاوروبی کان یتخذ فیما مضی موقفا حذرا ازاء التطورات فی مصر بعد اقالة مرسی لکن زیارة اشتون الاخیرة الی مصر والتوقیع علی بروتوکول مراقبة الانتخابات الرئاسیة القادمة قد اظهر الموافقة الاوروبیة الضمنیة علی سیر تنفیذ خارطة الطریق .
ثانیا : ان المراقبة الاوروبیة علی الانتخابات الرئاسیة القادمة تهیئ الارضیة بشکل تلقائی للاتحاد الاوروبی للاعتراف بنتائج الانتخابات وشخص الرئیس القادم .
رابعا : ان تقارب الاتحاد الاوروبی الی النظام المصری الحالی والموافقة الاوروبیة علی اجراء الانتخابات الرئاسیة القادمة هی مبادرة جدیدة من قبل الاوروبیین لمنع اقتراب الحکام الجدد فی مصر من روسیا . وعلی أیة حال فان الاتحاد الاوروبی یعتبر تغییر المعادلات السیاسیة لصالح منافسی الهیمنة الغربیة لا سیما روسیا تهدیدا لمصالحه وامنه .
خامسا : ان الاتحاد الاوروبی یعتبر انعدام الامن ونمو التطرف فی منطقة جنوب البحر المتوسط سببا لامتداد الفلتان الامنی الی اوروبا وتهدیدا لمصادر وخطوط نقل الطاقة الی الغرب ولذلک فان الاتحاد الاوروبی یسعی الی الاستفادة من جمیع ادواته لحفظ الاستقرار والامن فی مصر مستقبلا حتی لایقع هذا البلد فی فخ التطرف وبذلک تصبح مصالح الاتحاد الاوروبی فی مصر والمنطقة امام التحدیات .
