إن للعدد أربعین خاصة لا تمتلکها بقیة الأرقام. فمعظم الرسل الإلهیین قد تمت بعثتهم فی الأربعین من عمرهم، کما أن اللقاء الخاص لموسی(ع) مع الذات الإلهیة أربعین لیلة.
کما تم التوصیة فی صلاة اللیل بأن تدعو لأربعین مؤمن و أن تکرم جارک حتی أربعین بیتاً. کل هذه الأمور تدل علی أن العدد أربعین له أهمیة خاصة. جاء فی الروایات الإسلامیة ما یلی: إن الأرض التی عبد الله علیها الأنبیاء و الأولیاء و العباد المؤمنون تبکی علی موتهم أربعین یوماً، لکن فی شهادة الإمام الحسین(ع) بکت الأرض و السماء أربعین یوماً دماً.
بالطبع فإن الدمع و الدم فی هکذا روایات یجب أن لا یحمل علی الدمع و الدم الظاهری؛ کما أنه یجب عدم إنکار ذلک. توضیح ذلک أن الأجرام السماویة یحصل فیها انفجارات بشکل دائم لا یمکن رؤیتها بالعین المجردة، لکن المختصین یشاهدون هذه الإنفجارات بالإستعانة بعلم النجوم و المراصد الفلکیة.
فکما أن الناس یجب أن لا ینکروا حدوث هذه الإنفجارات لعدم رؤیتها بالعین المجردة؛ کذلک یجب أن لا ینکروا بکاء السماء و الأرض لأن هذه الأمور لیست من العلوم التی یشاهدها الناس العادیون، و حتی من المراصد لا یمکن مشاهدتها.
أساساً لا یمکن إدراک الأمر الملکوتی بالحواس العادیة. فمثلاً لا یمکن رصد ما یشاهده الإنسان النائم فی الحلم و لو استخدمنا أدق المراصد المتطورة. فلو شاهد یوسف الیوم فی الحلم أن إحدی عشر کوکباً بالإضافة للشمس و القمر تسجد له فإنه لن یمکن أبداً تصدیق أو تکذیب هذه الحادثة بأی مرقب.
الهدف هو أن معنی ذرف الدموع أو نزف الدم الملکوتی لا یمکن أن یصدقه العلم التجریبی و لا أن یکون بصدد تکذیبه؛ و لا یمکن للإستبعاد أن یحل محل الإستحالة أبداً. إن من لم یکن صاحب نظر لیرَ؛ فعلیه أن یکون صاحب سمع علی الأقل لیسمع ما یقوله أهل الرأی.
من أجل البحث فی هذه الأمور من العلوم الخاصة یجب أن یکون لها اصطلاحاتها و متخصصوها الذین هم أهل الولایة و العلماء الکبار. إنهم فهموا هذا الشیء من الأحادیث و أن السموات و الأرض تبکی دماً.کذلک نقل عن إمام الزمان(عج) أنه عرض علی الإمام الحسین(ع):« و لأبکینّ علیک بدل الدموع دماً»»
الجدیر بالذکر أن تکریم المیت و إحیاء ذکره بعد الموت هو أمر شائع فی کل الأدیان و الشعوب حیث یقوم البعض بعد مرور شهر أو أربعین یوم بإحیاء ذکری المتوفی.بین المسلمین و خاصة الشیعه فإنهم بعد شهادة الأئمة المعصومین(ع) کانوا یقومون بإحیاء ذکرهم بعد مضی أربعین یوم؛ إلا أن شهادة الإمام الحسین(ع) لها هذه الخاصة و هو أن أربعینه یقام کل عام حتی یوم القیامة.
المصدر: قدس أونلاین