الوقت- في الأسبوع الماضي، أقيم عرض يوم النصر لجمهورية أذربيجان في باكو، عاصمة هذا البلد؛ وهو احتفال يُقام كل عام لإحياء ذكرى انتصار البلاد في معركة كاراباخ الثانية (نوفمبر 2020) وكان يصاحبه الكشف عن المعدات العسكرية للبلاد.
في عرض هذا العام، بالإضافة إلى الوجود المستمر للأسلحة المعروفة سابقًا في الهيكل القتالي لجيش البلاد، تم الكشف عن سلاحين جديدين من صنع الكيان الصهيوني، حيث يشكك الخبراء العسكريون بشدة في النية الأصلية لشراء هذه الأسلحة وأغراض استخدامها؛ أسلحةٌ لا علاقة لها بوضوح بالتوتر العسكري بين باكو وأرمينيا، بل استُلمت لتحقيق أهداف قوى أجنبية تدعم هذا البلد.
الكيان الإسرائيلي يستمرّ بتجهيز الجيش الآذربيجاني بهدوء
تضمّن عرض هذا العام في جمهورية أذربيجان الكشف عن أنظمة أسلحة معروفة تم شراؤها من روسيا، ونظام صيني خاص، وبالطبع عدة نماذج من المعدات التي صنعها الكيان الإسرائيلي، اثنان منها على الأقل لم يُكشف النقاب عنهما رسميًا من قبل، ولم تكن هناك سوى شائعات حول شرائها من قِبَل باكو.
حضرت أنظمة الدفاع الجوي بوك-إم2، وتور-إم2، وإس-300 الحفل، باعتبارها العمود الفقري للدفاع الجوي لباكو.
ولأول مرة، كُشف النقاب عن أن جمهورية أذربيجان قد بدأت مؤخرًا في الخدمة بنظام الدفاع الجوي الصيني HQ-9B، الذي يتمتع بقدرات مماثلة لنظام إس-300 الروسي، والذي لم تكن هناك أي تكهنات حوله قبل هذا الحفل.
ومع ذلك، وكما هو متوقع، ونظرًا للعلاقات التجارية والأمنية الواسعة بين باكو وتل أبيب، كانت المعدات العسكرية التي صنعها الكيان الإسرائيلي سمة ثابتة في الحفل.
وشهد عرض هذا العام أيضًا صواريخ كروز إسرائيلية من طراز HERO120، ومركبات ساندكات المدرعة، وصواريخ سبايك المضادة للدبابات، وطائرات استطلاع مسيرة متنوعة.
كما تستخدم أذربيجان نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي باراك-8، الذي لم يكن حاضرًا في عرض هذا العام.
لكن الكشف عن سلاح جديد بعيد المدى لفت انتباه الخبراء العسكريين: قاذفات الصواريخ المدفعية بعيدة المدى PULS، التي كانت تُشاع سابقًا أنها ستُباع إلى باكو، ولكن كُشف عنها رسميًا لأول مرة.
تتميز قاذفة الصواريخ هذه، التي تصنعها شركة Elbit Systems الإسرائيلية، بتصميم معياري، وهي قادرة على حمل أنواع مختلفة من صواريخ كروز، وصواريخ مدفعية، وصواريخ باليستية تكتيكية يصل مداها إلى 300 كيلومتر.
في العرض العسكري الأخير في باكو، شوهدت هذه القاذفات مزودة بصواريخ كروز من طراز SkyStriker بمدى يزيد عن 100 كيلومتر، وصاروخ Accular 122 بمدى 35 كيلومترًا، وصاروخ Predator Hawk التكتيكي بمدى 300 كيلومتر.
بعد الصواريخ والدفاعات الإسرائيلية متوسطة المدى، حان وقت الصواريخ الكروز المضادة للسفن.
على الرغم من أن سلطات جمهورية أذربيجان تدعي دائمًا أنها لا تريد زيادة التوترات الإقليمية وأن لديها نزاعًا فقط مع أرمينيا حول القضايا الإقليمية وممر زانغزور، إلا أن علاقات البلاد الواسعة مع الكيان الصهيوني وتزويدها المتزايد بأسلحة متطورة بعيدة المدى تثبت عكس هذه الادعاءات.
بالإضافة إلى قاذفات الصواريخ من سلسلة PULS المذكورة أعلاه، استخدم جيش باكو في السنوات الأخيرة صواريخ باليستية تكتيكية إسرائيلية من طراز LORA بمدى يتراوح بين 300 و500 كيلومتر، حسب الإصدار الذي تم شراؤه؛ استُخدم هذا الصاروخ في عدد قليل من الحالات ضد أهداف على الأراضي الأرمينية خلال حرب كاراباخ الثانية، ومن المرجح الاحتفاظ بترسانة هذا الصاروخ لأغراض أخرى في المستقبل.
ولكن هذا ليس نهاية المطاف، فقد كشفت باكو مؤخرًا عن صاروخ مضاد للسفن يُمكن استخدامه ضد أهداف برية أو منشآت الموانئ؛ وهو صاروخ كان أيضًا هدية من "إسرائيل" وصُنع من قِبل شركة رافائيل الإسرائيلية.
يبلغ مدى صاروخ كروز المضاد للسفن "ICE Breaker"، أو "Sea Breaker" حسب اسمه التجاري، 300 كيلومتر ورأس حربي يزن 113 كيلوغرامًا، وقد تم دمج التوجيه باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وباحث التصوير بالأشعة تحت الحمراء في المرحلة النهائية.
بِيعَ صاروخ كروز "سي بريكر" حتى الآن إلى دولتين، هما جمهورية أذربيجان والهند.
إنّ الشراء المكثف للأسلحة المتطورة بعيدة المدى من الكيان الصهيوني أو تركيا، والاتصالات الأمنية والتجسسية المكثفة مع الصهاينة والدول الغربية، والمزاعم الشفهية المتقطعة لمسؤولي باكو، تُظهر أن هذا البلد، حتى بعد حل نزاع كاراباخ أو نزاع ناغورنو كاراباخ، سيواصل اتخاذ إجراءات توسعية وإثارة التوتر في المنطقة بدعم وتوجيه من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والكيان الصهيوني، بهدف تهديد مصالح دول مثل إيران وروسيا في منطقة القوقاز.
