الوقت- كشفت بيانات اتحاد الطلاب في كيان الاحتلال الاسرائيلي، مع بداية العام الدراسي الجديد في الجامعات، عن أزمة غير مسبوقة تضرب أوساط الطلبة، في ظل استمرار تداعيات الحرب التي تركت آثارًا عميقة على المجتمع الأكاديمي.
وأظهر مسح نشره موقع "يديعوت أحرونوت" العبري اليوم الأحد، شمل 15 ألف طالب وطالبة من كيان الاحتلال الصهيوني أن أكثر من 70 ألفًا جُنّدوا في صفوف قوات الاحتياط منذ اندلاع الحرب، بينما اضطر أكثر من 10 آلاف لإخلاء منازلهم، وفقد عدد كبير منهم أقارب أو أصدقاء.
وبيّنت النتائج أن 34% من الطلاب فكروا في ترك دراستهم بسبب تبعات الحرب، فيما أقرّ 67% من طلاب الاحتياط بمعاناتهم من صعوبات نفسية واجتماعية واضحة. وأفاد 61% منهم بحدوث تراجع كبير في تحصيلهم الأكاديمي. نصف هؤلاء تقريبًا لجؤوا إلى طلب مساعدة أكاديمية أو نفسية، في مؤشر يعكس عمق الأزمة داخل الحرم الجامعي.
أما الطلاب الذين تم إجلاؤهم من منازلهم، فأكد 61% منهم تدهور مستوى أدائهم الدراسي، بينما صرّح 41% بأنهم فكروا جديًا في الانسحاب من الجامعة، واضطر 21% من إجمالي الطلبة إلى تأجيل دراستهم أو تغيير تخصصاتهم. وقالت رئيسة اتحاد الطلاب سيفان كورين إن “الأرقام تكشف جيلًا كاملًا يدفع ثمن الحرب بمفرده”، مضيفة أن الحكومة “تتصرف وكأن الحياة عادت إلى طبيعتها، في وقت لا يزال فيه عشرات الآلاف من الطلبة يعيشون تبعات نفسية واقتصادية وتعليمية قاسية دون أي دعم أو شبكة أمان حقيقية”.
من جانبه، دعا البروفيسور ياريف فينيغر، الخبير في السياسات التعليمية بجامعة بن غوريون، إلى “تأسيس برامج دعم شاملة للطلاب العائدين من الجبهات”، محذرًا من أن “الكثير منهم سيواجهون اضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب، ما يتطلب استجابة تربوية ونفسية طويلة الأمد”. ويحذر خبراء التعليم من أن استمرار غياب الدعم النفسي والاقتصادي قد يؤدي إلى فقدان آلاف الطلاب من النظام الأكاديمي في السنوات المقبلة، في ما يصفه البعض بأنه “نزيف صامت لجيل الاحتياط”.
