الوقت- قال رئيس هيئة أركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، رغم أن أعداءنا في جوهرهم وحوش ومعتدون، إلا أنه من المستبعد أن يفكروا مجدداً في ارتكاب حماقة بعد الضربة التي تلقّوها، إن كانوا عقلاء.
وقال اللواء سيد عبد الرحيم موسوي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، قال خلال مراسم تخرّج طلاب الجامعات العسكرية التابعة للجيش، التي أُقيمت بحضور اللواء أمير حاتمي القائد العام للجيش وعدد من القادة والمسؤولين في جامعة الإمام علي (عليه السلام) العسكرية، وبشكل افتراضي في سائر الجامعات العسكرية للجيش، لقد كانت فترة دراستكم الجامعية مرحلة خاصة وفريدة، إذ شهدتم صمود المقاومة المؤمنة وانتصارها في مواجهة المتغطرسين في العالم رغم كل مظاهر قوتهم الزائفة.
وأضاف اللواء موسوي: اليوم ينظر العالم بإجلال إلى إيمان إيران وعزيمتها وشجاعتها ووحدتها، وقد آمن بقدرتها على المقاومة. فلسطين اليوم اسم محبوب في العالم، وغزة أسطورة الصمود وتجسيد لانتصار الدم على السيف.
وأشار رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إلى تداعيات عملية "طوفان الأقصى"، قائلاً: هذه العملية كانت منطلقاً لتحولات كبرى في المنطقة والعالم. الأميركيون والصهاينة الذين حاولوا لسنوات طويلة، عبر إمبراطوريتهم الإعلامية، أن يظهروا أنفسهم على أنهم أصحاب الحق، انكشفوا تماماً، وتعرّت وجوههم الإجرامية الدموية الطافحة بقتل الأطفال أمام أنظار العالم بأسره. وأصبحت فلسطين التي كانت تُنسى تدريجياً، القضية الأولى في العالم، وارتفع صوت الحق والمظلومية ليسمعه الجميع، بينما انفضح أهل الباطل والمتغطرسون.
إقرأ ايضا .. اللواء موسوي يتفقد قدرات القوات البحرية للجيش الایرانی والحرس الثوري
وأضاف رئيس هيئة الأركان العامة: حتى أكثر الناس تشاؤماً أدركوا اليوم أن موقف الثورة الإسلامية الإيرانية هو الموقف الحق والمبدئي؛ فعندما ترفع نداء الدفاع عن المظلومين والمستضعفين في العالم، فإنها تختار الجانب الصحيح من التاريخ، وعندما تقف في وجه الطغيان، فإن ذلك دليل على حكمتها وعزتها واستقلالها.
وتابع اللواء موسوي قائلاً: حاول الكيان الصهيوني، بدعم من أمريكا، من خلال هجومه على إيران، أن يخلّص نفسه من مستنقع الفضيحة والمهانة وكراهية العالم وتفككه الداخلي، لكنه مُني بهزيمة قاسية واضطر إلى طلب وقف إطلاق النار وهو في حالة عجز تام.
وأشار إلى أن الأعداء يحاولون اليوم تعويض هزيمتهم في ميدان الإعلام والعقول، موضحاً: نحن الآن في قلب حرب إدراكية شاملة، حرب تهدف إلى تغيير البُنى الذهنية وأنظمة الإدراك والمعتقدات وآمال الناس. ما لم يتمكنوا من تحقيقه بالقوة والغطرسة والعمليات العسكرية، يحاولون اليوم بلوغه عبر التحريف، والشائعات، والحرب النفسية، وصناعة روايات مزيفة.
وبيّن رئيس هيئة الأركان العامة أن هدفهم هو ضرب وحدة الصف والتلاحم الوطني وإضعاف قلعة المقاومة الفريدة للشعب الإيراني العظيم، مؤكداً أن القوات المسلحة يجب أن تحافظ على أعلى مستوى من الجاهزية وتعمل على تطويرها يوماً بعد يوم.
وشدّد على أن على وسائل الإعلام والنخب أن تسبق العدو من خلال التوضيح الصحيح للحقائق وكشف زيف دعاياته، مضيفاً: يجب على الجامعات والمراكز العلمية أن تنتج التحليل والفكر، لأن حرب اليوم لم تعد حرب الأدوات والهياكل فقط، بل هي حرب المعاني والروايات، ومن الضروري أن يحافظ الناس على جبهة المقاومة الاجتماعية بهدوء وثقة وإيمان راسخ.
إقرأ ايضا .. قائد الحرس الثوري: أي خطأ في حسابات العدو سيُقابل برد حاسم
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة: رغم أن أعداءنا في جوهرهم وحوش ومعتدون، إلا أنه من المستبعد أن يفكروا مجدداً في نوايا شريرة بعد الضربة التي تلقّوها، إن كانوا عقلاء.
وأضاف: نحن نراقب تحركاتهم عن كثب، ولسنا دعاة حرب، لكننا مستعدون لها. نحن على دراية بقواعد إنهاء الصراع، ولا ننوي القيام بأي عمل حالياً، ولكن إن اقتضى الأمر، فإن ردّنا هذه المرة سيكون مختلفاً تماماً.
وأوضح اللواء موسوي: بحسب اعترافهم هم أنفسهم، فقد خططوا لمدة 15 عاماً، وجهزوا أنفسهم واستعدّوا، وجرّبوا خططهم مرات عدة، ونظموا عمل عناصرهم المتغلغلين، وأعدّوهم، واختاروا – حسب ظنهم – التوقيت الأمثل، ونفذوا خطتهم بدقة، لكن بتوجيهات قائد الثورة، وبركة الله تعالى، وبصيرة الشعب وشجاعة القوات المسلحة، تلقّوا صفعة لا تُنسى.
وأضاف قائلاً: الأجيال القادمة ستتذكر هذا الجيل وهذا الشعب وأبناءه في القوات المسلحة بكل فخر وإعزاز. إن الشعب الإيراني، كما تجاوز كل العقبات في الماضي، سيتغلب على مشكلاته الراهنة أيضاً. وأوصيكم جميعاً بالارتقاء الروحي، وبناء الذات، وتقوية البنية العلمية، وزيادة المهارات العسكرية، وتعلّم الدروس، واللياقة البدنية، والصلابة النفسية، والإبداع والابتكار، والتسلّح بالمعرفة الحديثة للانتصار في معارك المستقبل، ومعرفة تفاصيل الحرب الإدراكية وكيفية الصمود أمامها.
وختم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بالقول: نحمد الله تعالى ونشكره آلاف المرات على نعمة وجود قائد الثورة، ونسأله أن يديم هذا الرجل العظيم لكل أحرار في العالم.