الوقت- خلال الأيام القليلة الماضية، أكدت وسائل الإعلام العبرية: بعد هجوم إيران على مصفاة حيفا، لا توجد مدينة مستعدة لاستضافة خزانات النفط التابعة للكيان، هددت السلطات المحلية بوقف التطوير العمراني إذا ما وُجدت مستودعات وقود في مدنها، ويؤكد الخبراء أنه في الحرب القادمة، ومن دون احتياطيات آمنة لتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود، لن تتمكن الطائرات المقاتلة من الطيران.
كتبت إحدى وسائل الإعلام العبرية: فيما يتعلق بعواقب الهجوم الصاروخي الانتقامي الإيراني على مصفاة حيفا، على من يدعون إلى نقل خزانات النفط والمواد الكيميائية من خليج حيفا أن يخبرونا إلى أين يمكننا نقلها؟ في حين لا توجد منطقة مستعدة لأن تكون الهدف التالي للصواريخ.
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية في عددها الصادر يوم الجمعة المعضلة الكبرى التي يواجهها الكيان الصهيوني في حماية خزاناته النفطية والكيميائية في الحرب القادمة، وخاصة في خليج حيفا.
وذكر "أميران غيل" في مقاله أنه بعد إصابة الصاروخ الإيراني منشأة "بازان"، التي أسفرت عن مقتل 3 أشخاص على الأقل وإغلاق المنشأة، يبدو أن من يظن أن نقل خزانات ومواد نفطية وكيميائية خطرة من خليج حيفا سيكون سهلاً بعد حرب الـ 12 يومًا قد نسي تمامًا تعقيد هذه القضية.
ثانيًا، على مؤيدي هذه الفكرة الإجابة على هذين السؤالين: لماذا يجب إزالة خزانات الوقود من هذه المنطقة؟ وإذا كان من المقرر نقلها، فإلى أي منطقة يجب نقلها؟
ويتابع المقال، بعد الحرب، يُمثل تحديد موقع المطارات أو مراكز إنتاج الطاقة التحدي الأكبر اليوم، لأنه أينما بُنيت، ستواجه معارضة واحتجاجات من سكان تلك المنطقة، تخيل لو أُبلغ سكان أو مسؤولي منطقة ما بأن أحد خزانات النفط الكبيرة والمستودعات سيُبنى بجوار منطقتهم، لثارت احتجاجاتٌ قويةٌ ضده، كانت هذه المشكلة قائمةً حتى قبل الحرب، لكنها ازدادت بشكلٍ ملحوظٍ بعد الحرب.
كتبت صحيفة "غلوبس": أخبرني عددٌ من كبار المسؤولين في إدارة التخطيط بخيبة أملٍ وإحباط: لقد عطّلت الحرب خططنا وتحدّتها بشدة، فلا أحد يريد أن يكون الهدف الجديد التالي للصواريخ، بينما أظهرت لنا الحرب الحاجة إلى المزيد من خزانات النفط والوقود، لأنه إذا أُغلقت الموانئ والمصافي في الحرب القادمة، ستكون هذه الاحتياطيات حيويةً للغاية، ومن دونها لن تتمكن حتى طائراتنا المقاتلة من الطيران، بالطبع، يعلم الجميع أننا سنعتمد في المستقبل بشكلٍ شبه كامل على واردات الطاقة، وأن قطاع التكرير والإنتاج المحلي لن يكون لهما تأثيرٌ يُذكر على قطاع الاستهلاك لدينا، في جزء آخر من هذه المقالة، يُذكر أن بناء مراكز تخزين الطاقة أصبح اليوم تحديًا لـ"إسرائيل"، وما زال من غير الواضح كيف سينتهي هذا الصراع بين صانعي السياسات والمسؤولين المحليين، ومتى سينتهي هذا الصراع والخلاف.
وبالطبع، لا يقتصر الأمر على الصراع السياسي والخلافات، فقد أعلن مسؤولون في مدن إسرائيلية مختلفة للسلطات المركزية وصانعي السياسات أنه إذا كانوا يعتزمون وضع خزانات الوقود الخاصة بهم في مناطقهم، فلن يقدموا بعد الآن خططًا لتطوير هذه المناطق وبناء أحياء جديدة فيها، لأن بناء مثل هذه المرافق سيضر بخطط التخطيط والتطوير العمراني.