الوقت- تناولت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الاتهامات التي وجهها دونالد ترامب للرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا في تقرير، وكتبت أن الأدلة التي قدمها ترامب بشأن جنوب أفريقيا غير صحيحة.
في يوم الثلاثاء الماضي (21 مايو/أيار 2025)، زار سيريل رامافوزا البيت الأبيض بهدف تعزيز العلاقات الثنائية، لكنه قوبل بسلوك متناقض، خلال هذا اللقاء، عرض دونالد ترامب فيديو مدته أربع دقائق، يتهم فيه جنوب أفريقيا بـ"إبادة" البيض في البلاد، المعروفين باسم "الأفريكانرز".
في حين كتبت فورين بوليسي أن بعض الصور في الفيديو تتعلق بـ “الكونغو" ولا علاقة لها بجنوب أفريقيا.
أكدت المجلة أن ترامب وصف قانون الإصلاح الزراعي في جنوب أفريقيا بالتمييزي، رغم أن القانون لم يُطبّق بعد.
وأضافت فورين بوليسي إن ترامب اتهم جنوب أفريقيا بقتل المزارعين البيض، رغم أن الإحصاءات تشير إلى تسجيل 26,232 جريمة قتل في جنوب أفريقيا عام 2024، لكن 8 منهم فقط كانوا مزارعين، ومعظم هؤلاء الضحايا كانوا من السود، وليس البيض.
آسف، لقد جئت خالي الوفاض
وأشارت فورين بوليسي إلى السلوك الدبلوماسي والهادئ للرئيس الجنوب أفريقي، مضيفةً إن رامافوزا حاول دحض اتهامات ترامب بتسمية شخصيات بيضاء معروفة في بلاده.
خلال الاجتماع، سخر الرئيس الجنوب أفريقي من ترامب ساخرًا، قائلاً: "أنا آسف، ليس لديّ طائرة لأهديها لك"، فردّ ترامب: "ليتك فعلت، لكنت قبلتها!"، كانت سخرية راموفسا إشارة إلى الهدية القطرية لترامب.
في السابق، أهدى القطريون ترامب طائرة بوينغ 747، قوبل قبول ترامب للهدية بانتقادات من المسؤولين الأمريكيين والرأي العام ووسائل الإعلام، ووصف الكثيرون الهدية بأنها "رشوة".
فرصة أهدرها ترامب
كتبت مجلة فورين بوليسي أن سلوك ترامب لم يُدمر فرصة الحوار البنّاء فحسب، بل زاد أيضًا من إضعاف العلاقات الأمريكية الجنوب أفريقية بإظهاره عنصرية صارخة.
سبق أن قطع ترامب المساعدات المالية عن جنوب أفريقيا في يناير 2025، وطرد سفيرها، وفرض رسومًا جمركية بنسبة 31% على الواردات منها، كما هدد بمقاطعة قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ.
يعتقد العديد من الخبراء أن السبب الرئيسي لتصرفات ترامب هو دعم جنوب أفريقيا لفلسطين.
كانت جنوب أفريقيا أول دولة تقدم أدلة إلى محكمة العدل الدولية لمقاضاة "إسرائيل" بتهمة "الإبادة الجماعية في غزة"، وبعد ذلك، انضم عدد كبير من دول العالم الأخرى إلى المدعين في هذه القضية، تُعتبر هذه الدولة من أبرز الداعمين لفلسطين.