الوقت- يبلغ عدد سكان قطاع غزة مليوني نسمة، أكثر من نصفهم من الأطفال، أصبح ما يقرب من 100 في المئة من سكان غزة نازحين داخلياً، ويتنقلون من منطقة إلى أخرى داخل القطاع نتيجة 19 شهراً من الحرب والتدمير شبه الكامل لقطاع غزة.
ولقد أوقفت مؤخرا سفينة تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، تابعة لتحالف أسطول الحرية، في المياه الدولية بعد هجوم بطائرة مسيرة قبالة سواحل مالطا، تم تنفيذ هذا الهجوم بطائرة من دون طيار من قبل الجيش الإسرائيلي وكان الهدف منه منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقال مسؤولون في تحالف أسطول الحرية لشبكة CNN إن السفينة كانت تحاول توصيل الغذاء والإمدادات إلى سكان غزة، وأعلنت الحكومة المالطية أيضًا أن 12 من أفراد الطاقم وأربعة مدنيين كانوا على متن السفينة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
"تحالف أسطول الحرية"
تحالف أسطول الحرية هو حركة شعبية تهدف إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتتكون من حملات ومنظمات المجتمع المدني ومبادرات من جميع أنحاء العالم لإنهاء الحصار اللاإنساني الذي تفرضه "إسرائيل" على غزة.
ذكر ائتلاف أسطول الحرية في مقدمته أنه يسعى لإرسال قوارب مساعدات إلى قطاع غزة منذ عام ٢٠١٠، أي بعد عامين من بدء حصار غزة عام ٢٠٠٨، ويذكر موقع الائتلاف الإلكتروني أن أنشطته تهدف إلى دعم القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني في حرية التنقل وتقرير المصير والكرامة الإنسانية، وأن الائتلاف يؤكد التزامه "بمواصلة النضال حتى رفع الحصار دون قيد أو شرط، ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، بما في ذلك الحق في حرية التنقل".
ما هي أهداف تحالف أسطول الحرية؟
ويقول التحالف إن أحد أهدافه الرئيسية هو "كسر الحصار غير القانوني واللاإنساني الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة"، إن الحصار المستمر منذ 17 عاماً لم يتسبب في أزمة إنسانية فحسب، بل حرم الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة من حقوقهم الأساسية والواضحة في الصحة والسلامة وحرية التنقل وغيرها من حقوق الإنسان الأساسية، ويسعى التحالف أيضًا إلى رفع الوعي وتثقيف الناس حول العالم بشأن حصار غزة وظروفها غير الصالحة للعيش.
لماذا التركيز على حصار غزة؟
ويبلغ عدد سكان قطاع غزة مليوني نسمة، أكثر من نصفهم من الأطفال، أصبح ما يقرب من 100 في المئة من سكان غزة نازحين داخلياً، ويتنقلون من منطقة إلى أخرى داخل القطاع نتيجة 19 شهراً من الحرب والتدمير شبه الكامل لقطاع غزة.
وحسب منظمة اللاعنف الدولية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، فإن "إسرائيل" تمنع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم، وبينما تواصل غزة قصف المنطقة، تفرض "إسرائيل" قيوداً على مواد البناء، واللوازم المدرسية، والأدوية، وحتى بعض أنواع الأغذية، ويؤدي الحصار أيضاً إلى تقييد وصول الصيادين الفلسطينيين إلى مياه غزة، ويمنع قواربهم من الوصول إلى مياه الصيد، وقد أدت هذه القيود إلى شل اقتصاد غزة بشكل كامل، وتأثر بالحرب والحصار، وجعلت الفلسطينيين في غزة يعتمدون على المساعدات الخارجية، وأعلنت الأمم المتحدة أيضًا أن غزة غير صالحة للسكن.
النهج غير السياسي لتحالف أسطول الحرية
أعلن ائتلاف أسطول الحرية تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وقال إنه لا يدعم أي حزب أو منظمة سياسية، شعار المنظمة هو حقوق الإنسان للجميع، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو القبيلة أو الدين أو الجنسية أو المواطنة أو اللغة، وتهدف أنشطة هذا التحالف الإغاثي إلى مكافحة الحصار الاقتصادي المفروض على غزة.
المهام السابقة
بدأت المهمة الأولى لتحالف أسطول حرية غزة في عام 2008، حيث أبحرت سفينتان، إحداهما "ليبرتي" والأخرى "غزة الحرة"، إلى غزة محملتين بالإمدادات الطبية لأولئك الذين يعيشون تحت الحصار، وتمكنت هاتان السفينتان من دخول غزة في تلك الأثناء.
وفي خريف عام 2008 تم إرسال البعثة الثانية إلى غزة مع إرسال سفينة "الكرامة"، وقامت سفينة "الكرامة" بأربع رحلات أخرى في عام 2008، وفي عام 2009 قامت سفينتا "الإنسانية" و"روح الإنسانية" برحلات إلى غزة، في عام 2010، أبحرت سفينة مافي مرمرة إلى غزة، لكن البحرية الإسرائيلية استولت عليها بالقوة في المياه الدولية، ما أسفر عن مقتل تسعة من عمال الإغاثة، وبعد الحادث، واجهت سفن الإغاثة المزيد من القيود على الرسو قبالة سواحل غزة.
حصار غزة بدعم واشنطن
والنقطة الأكثر أهمية هي أن الحكومة الأمريكية تمول الجيش الإسرائيلي منذ عقود بمعدل حوالي 4 مليارات دولار سنويا، وتستخدم حق النقض (الفيتو) الساحق في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مدى العقود الثلاثة الماضية لحماية "إسرائيل" من إدانتها من قبل مجلس الأمن بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات للقانون الدولي، ومع ذلك، فإن الفلسطينيين، مع أكثر من خمسة ملايين لاجئ وطالب لجوء، يشكلون أحد أكبر وأقدم مجموعات اللاجئين النازحين في العالم، ويصنف أكثر من 70 بالمئة من سكان غزة كلاجئين، وبالتالي فإن دعم شعب غزة هو نهج إيجابي في إطار القانون الدولي، ومنع "إسرائيل" من تقديم هذه المساعدات يعد جريمة كبرى ضد الإنسانية، وعليه، فحتى لو لم ترتكب "إسرائيل" عمليات القتل والمجازر في غزة، فإنها لا تزال عرضة للإدانة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لفرضها حصاراً غير قانوني على غزة.