الوقت - صدر حديثاً كتاب "المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد"، للباحثة الفلسطينية، سارة محمد فارس الشماس.
ويتناول الكتاب تاريخ المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل مركزاً على مكانته الدينية العميقة في الديانات السماوية الثلاث، إذ يضم قبور الأنبياء إبراهيم، وإسحق، ويعقوب وزوجاتهم، ويعدّ من أبرز الأماكن المقدسة.
كما تستعرض المؤلفة تطور تاريخ المسجد عبر العصور حتى الاحتلال الإسرائيلي، وأبرز الأحداث التي مر بها، فضلاً عن مناقشته التغيرات المعمارية التي طرأت عليه، حيث يعرض الانتهاكات المتواصلة، بما في ذلك مجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1994 التي شكلت نقطة تحوّل خطيرة في تاريخه، وأدت إلى تقسيمه لصالح الاحتلال، وما تلاها من تقييد وصول المسلمين إلى أجزاء منه.
ويتناول الكتاب أيضاً قدسية المسجد وتصميمه المعماري، مبرزاً مكانته الدينية والآثار المتبقية فيه، بالإضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد ومدينة الخليل منذ عام 1967، والجهود المبذولة لوقف هذه الاعتداءات من قبل الجهات الفلسطينية والعربية والدولية.
ويتكوّن الكتاب من 4 فصول رئيسية، يتناول الفصل التمهيدي تاريخ مدينة الخليل وبداية الاستيطان الصهيوني فيها، مروراً بأوضاعها الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية، ثم الفصل الأول الذي يتناول تاريخ المسجد الإبراهيمي الشريف، نشأته، تسميته، وتطوراته المعمارية والدينية عبر العصور وما طرأ عليه من تغيرات منذ العصور الإسلامية الأولى وحتى الاحتلال الإسرائيلي.
أما الفصل الثاني فقد خُصّص لقدسية المسجد وتصميمه المعماري، بما يشمله من عناصر معمارية وتفصيلية كالسور، والمآذن، والمصليات، والمنبر، والمقتنيات.
ويُعالج الفصل الثالث الاعتداءات الإسرائيلية منذ عام 1967، بما في ذلك مجزرة المسجد الإبراهيمي وتقسيمه، وانتهاكات المستعمرين وسلطات الاحتلال بحق السكان والمقدسات.
ويُختتم الكتاب بالفصل الرابع، الذي يستعرض الجهود الفلسطينية والعربية والدولية في التصدي لهذه الانتهاكات، بما في ذلك جهود الفصائل والقيادات الفلسطينية، والدور الأوروبي والأميركي، والمواقف الأممية القانونية.
يذكر أن سارة الشماس، باحثة وكاتبة في التراث والعلوم التربوية، صدر لها كتاب "معاصر السمسم بين الماضي والحاضر"، الفائز بجائزة أفضل عمل علمي في الحضارة الإسلامية من "اتحاد الأثريين العرب"، وتشغل اليوم منصب مدير متاحف الجنوب في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.