الوقت- نددت الهيئات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، في بيان مشترك، بالانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الصهيوني قرب المسجد الأقصى المبارك، من خلال تنفيذ أعمال حفر وتوسعة في منطقة رباط الكرد (حوش شهابي) الملاصقة للحرم الشريف.
ووصفت الهيئات الإسلامية إن مثل تلك الإقدامات من قِبل سلطات الاحتلال، بأنها "تطور خطير وانتهاك صارخ للقانون الدولي ولحرمة المقدسات الإسلامية".
وأشار البيان إلى أن هذه الحفريات، التي نفذتها طواقم بلدية الاحتلال بمشاركة وزارة الآثار الصهيونية، تهدف إلى فرض واقع تهويدي جديد في محيط الأقصى، من خلال تمكين المستوطنين من أداء طقوسهم التلمودية في واحدة من أهم المناطق التاريخية الواقعة عند باب الحديد، بين باب القطانين وباب الناظر، ضمن الحائط الغربي للمسجد.
وأكدت الهيئات الإسلامية، التي تضم مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الهيئة الإسلامية العليا، دار الإفتاء الفلسطينية، دائرة قاضي القضاة، ودائرة أوقاف القدس، أن الاحتلال أزال حواجز وضعتها الأوقاف سابقا لإغلاق الطريق المؤدي إلى نفق حُفر منذ عقود، مما يعكس نية مبيّتة لتغيير المعالم الإسلامية للمكان.
واعتبرت أن هذه الانتهاكات تأتي في إطار مخطط صهيوني ممنهج يستهدف تطويق المسجد الأقصى بمشاريع تهويدية متسارعة، مشيرة إلى الخطر الجسيم الذي تمثله الحفريات على جدار وساحة رباط الكرد، أحد الأجزاء الأصيلة من بنية المسجد الأقصى التاريخية، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من سبعة قرون.
ونددت الهيئات الإسلامية بتصريحات نائب رئيس بلدية الاحتلال، أرييه كينغ، الذي نشر صورا من الموقع وادعى فيها "ضرورة تعزيز السيادة الإسرائيلية" في البلدة القديمة، في خطوة اعتبرتها الهيئات اعترافاً صريحاً بالنوايا العدوانية لسلطات الاحتلال تجاه المدينة المقدسة.
وطالبت الهيئات المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، والهيئات الدولية المعنية، وعلى رأسها اليونسكو، بتحمل مسؤولياتها والتدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات الخطيرة على الوقف الإسلامي ومكونات الإرث الحضاري الممتد في القدس الشريف.
ووفقا لتقارير عبرية، فإن العملية الجارية في رباط الكرد جرى التنسيق بشأنها على أعلى المستويات داخل كيان الاحتلال، بموافقة مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبمشاركة مجلس الأمن القومي، وشرطة الاحتلال، وجهاز "الشاباك".