الوقت - الشرطة الهولندية تعمل على ضمان إعادة لوحة "الرسام والخبير" إلى بولندا بعد فقدانها منذ أكثر من 50 عاماً.
في السنوات الماضية، أحاط الغموض والتكهنات بمصير لوحة "الرسام والخبير" لبروغل التي رسمت نحو عام 1565، بحيث ترددت شائعات عن احتمال تورط الاستخبارات البولندية في اختفائها. لكن العام الماضي، وأثناء عرضها في معرض فني، لفتت الأنظار، مما دفع المحقق آرثر براند – المعروف باستعادة الأعمال الفنية المسروقة – إلى تتبع مصدرها.
وبحسب متحف جودا، فإن اللوحة كانت جزءاً من مجموعة خاصة استُعيرت للمتحف، ولم تكن مُدرجة في أي سجل للأعمال الفنية المسروقة، الأمر الذي جعلها تمر من دون إثارة أي شكوك. لكن المفاجأة جاءت عندما نشرت مجلة الفن الهولندية "فيند" تقريراً أثار التساؤلات بشأن أصل اللوحة، ليكتشف براند لاحقاً أنها القطعة الأصلية المفقودة منذ نصف قرن.
وفي تطور مثير، كشف براند أن اللوحة بُدّلت بنسخة مقلدة بعد سرقتها، ولم يُكشف الأمر إلا عندما اصطدم بها أحد موظفي المتحف البولندي بالصدفة عام 1974. كما زاد في تعقيد القضية وفاة ضابط جمارك بولندي كان كشف عن تهريب لوحات فنية عبر ميناء غدينيا في ظروف غامضة، قبل استجوابه مباشرة.
في الوقت الحالي، تعمل الشرطة الهولندية بالتنسيق مع السلطات البولندية لضمان إعادة اللوحة إلى موطنها الأصلي. وفي هذا الصدد، أكدت وزارة الثقافة البولندية أنها "على تواصل مستمر مع السلطات الهولندية لضمان استعادة اللوحة".
وعلى الرغم من صغر حجمها الذي لا يتجاوز 17 سنتيمتراً، فإن اللوحة تحمل دلالة عميقة، بحيث تجسد مشهداً لامرأة فلاحة تحمل جمراً مشتعلاً وقِدراً، في إشارة إلى مَثَل هولندي قديم يعبر عن الازدواجية والخداع.
ويُعرف آرثر براند بلقب "إنديانا جونز عالم الفن" نظراً إلى عملياته الجريئة في استعادة الكنوز المسروقة، ويُضاف هذا الإنجاز إلى سلسلة نجاحاته، التي تشمل استرداد لوحة "حديقة القسيس في نوينن في الربيع"، لفنسنت فان غوخ، والتي سُرقت خلال عملية سطو على متحف أمستردام عام 2020.