الوقت- بعد مرور ثلاث سنوات على الحملة العسكرية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد مجموعات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، واستشهاد العديد من المقاتلين الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، فإن جرائم النظام تركت أثراً عميقاً على نمو ووعي ثقافة المقاومة بين الأطفال الفلسطينيين.
وحسب حسن أبو حسن مراسل وكالة تسنيم في الضفة الغربية، فإنه بعد مرور ثلاث سنوات على الحملة العسكرية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد مجموعات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية واستشهاد العديد من المناضلين الفلسطينيين، وخاصة في مدينة ومخيم جنين، فإن الجرائم التي ارتكبها جنود النظام تركت أثراً عميقاً على نمو ووعي ثقافة المقاومة بين الأطفال الفلسطينيين.
وقد شرع العديد من هؤلاء الأطفال، الذين شهدوا استشهاد أفراد عائلاتهم وأقاربهم خلال غارات قوات الاحتلال الصهيوني الليلية على المدن والمنازل، في المشاركة في مراسم التشييع والغناء في رثاء شهداء المقاومة الفلسطينية.
"يوسف عمرو" من سكان مدينة جنين، هو أحد الأطفال الفلسطينيين الذين أصبحوا شخصية محبوبة بين الفلسطينيين بسبب غنائه الرثائي لشهداء المقاومة الفلسطينية في جنازات الشهداء ودفنهم، وفي لقاء مع مراسل إحدى وسائل الإعلام في الضفة الغربية، قال عن أسباب اهتمامه برثاء وإحياء ذكرى شهداء فلسطين: "لقد أثر استشهاد ابن عمي عبد الله بلحسن في نفسي كثيراً، لدرجة أنني قررت إحياء ذكرى شهداء المقاومة الفلسطينية من خلال الرثاء وكتابة الرثاء".
ويقول هذا الطفل الفلسطيني عن أسباب ميله إلى غناء رثاء الشهداء والمقاومة الفلسطينية: "أنا أحب غناء رثاء الشهداء"، إنها هدية من الله يمكنك من خلالها التعبير عن مشاعرك.
"فجر زيود" هو شاب فلسطيني كبير آخر، بالإضافة إلى إلقاء القصائد الرثائية في مدح شهداء المقاومة، يدعو جنود الكيان الصهيوني إلى التنافس والقتال في ساحات المعارك مع مقاتلي المقاومة الفلسطينية، من أجل كسب شعبية كبيرة بين الجيل الجديد من المقاومة الفلسطينية، ويقول هذا الطفل الفلسطيني مخاطباً جنود الجيش الإسرائيلي: "أقول للنظام المحتل إننا واقفون على هذه الأرض ولن نرحل"، نحن واقفون، افعل ما تريد، ليس لديك سوى الأسلحة، لو لم يكن لديك أسلحة، لرأيت ما سنفعله بك! أنتم لا تملكون إلا السلاح والمقاتلين، أما نحن فلدينا فلسطين، وسنقاوم حتى بالحجارة إذا لزم الأمر، بالنسبة لنا الوضع هو أنه حتى لو ألقينا حجراً على جيش الاحتلال فكأننا نقاوم من أجل فلسطين.
منذ ثلاث سنوات يقتل الاحتلال الأطفال والشيوخ والنساء في شمال الضفة الغربية، لأنه ظن أن هذا العنف الوحشي والأعمى سوف يدفع الجيل الجديد من الفلسطينيين على الأقل إلى التخلي عن طريق النضال والمقاومة ضد الاحتلال، ولكن هنا، خلد الأطفال ذكرى شهداءهم، وبقوا على وعدهم، واستمروا في طريقهم. اليوم أطفال فلسطين يبكون مدحاً للشهداء، وغداً يسيرون على درب هؤلاء الشهداء والمناضلين أنفسهم، لعل في المستقبل غير البعيد أطفال من أجيال فلسطين القادمة يبكون ويندبون مدحهم.
جيل بعد جيل... روح المقاومة تتوارثها الأجيال الفلسطينية
الأجيال الفلسطينية، جيل بعد جيل، يتحمل معاناة وصعوبات الاحتلال والعدوان، وتعيش تجارب مؤلمة تترك بصماتها على قلب كل فرد في المجتمع، هذه الأجيال التي نشأت في قلب الصراع، لا تشهد فقط الأحداث المأساوية، بل تتعلم منها، ويستمرون في تحويل آلامهم إلى قوة دفع تحفزهم على الصمود والمقاومة، ما يجعل هذه الأجيال تختلف عن غيرها.
منذ أن حمل الأجداد راية النضال ضد الاحتلال الصهيوني، مرورًا بالآباء الذين كافحوا من أجل الحرية والكرامة، وصولاً إلى الشباب اليوم الذين يواصلون هذا الطريق، يتجذر مفهوم المقاومة في كل جيل، هذه المقاومة ليست فقط سلاحًا في الميدان، بل هي أيضًا جزء من الهوية الثقافية والاجتماعية التي تترسخ في نفوس الأجيال.
لقد تعلم الفلسطينيون عبر الأجيال أن الاحتلال لن يرحل إلا بالقوة والعزيمة، إن الروح التي تُورَّث من جيل إلى جيل هي مصدر قوة الشعب الفلسطيني، ويظل الأمل في الحرية والوطن هو القوة التي تدفعهم للاستمرار في الكفاح مهما كانت التحديات.
أطفال غزة... شهود على الجرائم ومحفزون للمقاومة
أطفال غزة، الذين يكبرون في قلب المعاناة والدمار، يجدون أنفسهم في مواجهة مشاهد مؤلمة لا يمكن لهم نسيانها، بين الأنقاض وأصوات الانفجارات التي تعيش معها العائلات الفلسطينية يومًا بعد يوم، يشهد هؤلاء الأطفال استشهاد أحبائهم وتدمير منازلهم، فتخترق هذه الصور قلوبهم وتظل محفورة في ذاكرتهم، لتصبح جزءًا من حياتهم اليومية.
لكن ما قد يبدو للبعض كمصدر للحزن والانكسار، هو في الواقع حافز قوي يشحذ روحهم للمقاومة، ويخلق فيهم إرادة لا تعرف الاستسلام.
إن هؤلاء الأطفال، الذين نشؤوا في بيئة مليئة بالجرائم والانتهاكات، يشاركون في بناء جيل مقاوم يمتلك العزيمة والإصرار على استعادة ما فقده آباؤهم وأجدادهم، وهذا الواقع يُثبت أن أطفال غزة ليسوا مجرد ضحايا لهذه الحرب، بل هم جزء من حركة مقاومة تزداد قوة عبر الأجيال، متحدين بمقاومتهم قدرة الاحتلال على محو هويتهم.
المستقبل للفلسطينيين... تحرير الأرض هدف الأجيال القادمة
الأجيال الفلسطينية، التي نشأت على مبادئ الصمود والمقاومة، تحمل راية الكفاح بكل فخر وعزيمة، عازمة على تحقيق النصر النهائي مهما كانت التحديات، مستوحاة من تضحيات الأجيال السابقة، التي ضحت بكل ما لديها من أجل القضية الفلسطينية، ويواصل الشباب الفلسطيني التمسك بالأمل والإيمان بأن المستقبل سيحمل لهم النصر والحرية.
يُدرك الفلسطينيون أن طريق التحرير ليس سهلاً، لكنه واجب مقدس لا يمكن التخلي عنه، هذا الشعور بالإيمان العميق بقضيتهم يجعل الأجيال الجديدة أكثر إصرارًا على استعادة أراضيهم وحقوقهم المغتصبة، إنهم يعلمون أن اليوم سيأتي، وأن الإرادة الفلسطينية القوية ستنتصر على محاولات الاحتلال الإسرائيلي لطمس الهوية الفلسطينية.
المستقبل الذي يحلم به الفلسطينيون ليس مجرد حلم بعيد المنال، بل هو هدف يسعى الجميع لتحقيقه، الجيل الجديد يتطلع إلى بناء دولة فلسطينية حرة ومستقلة، حيث يعيشون بكرامة وأمان، بعيدًا عن العدوان والاحتلال، إنهم يحملون الأمل في أن يواصلوا نضالهم بكل الوسائل المتاحة حتى تتحقق آمالهم.
في خضم التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، تظهر صورة من الصمود والمقاومة التي لا تنطفئ من جيل إلى جيل، تنتقل روح الكفاح والمقاومة، مشكّلة بذلك سمة بارزة في هوية الشعب الفلسطيني، أطفال غزة، الذين يشهدون جرائم الاحتلال، يتحولون إلى محفزين جدد لمواصلة مسيرة النضال، مُدركين أن السبيل الوحيد لاستعادة حقوقهم هو الوقوف في وجه الاحتلال.
وفي الوقت نفسه، يتسلح الفلسطينيون بالعلم والمعرفة كأدوات فعّالة في مواجهة الظلم، مستفيدين من التقنيات الحديثة لنقل صوتهم إلى العالم وكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي، هذه الأجيال الجديدة، التي استلهمت من تضحيات الأجيال السابقة، تعلم أن المستقبل هو لهم، وأن الأمل في التحرير هو الهدف الأسمى الذي سيتحقق بإرادة قوية وعزيمة لا تلين.
إن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية أو إقليمية، بل هي معركة من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، والأجيال الفلسطينية القادمة، التي تستلهم قوتها من تاريخ المقاومة العريق، ستمضي قدمًا نحو التحرير، حاملين راية الأمل في تحقيق السلام والعدالة، إن النصر قريب، وسيظل الفلسطينيون يواصلون كفاحهم حتى تتحقق أحلامهم في دولة فلسطينية حرة.