الوقت- لطالما أكد اليمن على أهمية الأمن الملاحي في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، معلنًا مرارًا وتكرارًا أن قواته المسلحة ملتزمة بحماية الملاحة الدولية، وقد أثبتت الأحداث أن العمليات العسكرية اليمنية كانت موجهة بشكل أساسي ضد السفن الإسرائيلية والبوارج الحربية الأمريكية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني، فجبهة الإسناد اليمنية، منذ انطلاقها، كانت تهدف إلى دعم المقاومة الفلسطينية وتوجيه ضربات موجعة للعدو الصهيوني، دون المساس بأمن الملاحة الدولية، لقد تلقت البارجات الحربية الأمريكية والسفن الحربية البريطانية ضربات موجعة من الصواريخ اليمنية، ما كشف عن هشاشة منظومات الدفاع الجوي الأمريكية المتطورة، كما تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاط العديد من الطائرات الحربية الأمريكية في سماء اليمن، ما يؤكد التطور الكبير الذي وصل إليه الجيش اليمني، وفشلت جميع منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والبريطانية في اعتراض الصواريخ اليمنية التي استهدفت عمق الكيان الصهيوني، وقد أثبتت هذه الصواريخ دقتها وقدرتها على الوصول إلى أهدافها، ما أظهر ضعف منظومات الدفاع الصهيونية في التصدي لهذا التهديد المتصاعد.
أول تصريح إعلامي مصري.... مصر لن تصمت أمام تهديد مصالحها الحيوية
في سياق توابع صفقة وقف إطلاق النار، أطلق الإعلامي المصري مصطفى بكري تصريحات مثيرة للجدل، حيث أكد أن مصر خسرت 7 مليارات دولار في عام واحد نتيجة توقف عبور السفن في قناة السويس، هذا التصريح جاء في إطار مناقشة آثار وقف إطلاق النار في غزة وما قد يترتب عليه من تطورات في المنطقة.
قال بكري في تصريحاته الإعلامية: "مصر خسرت 7 مليارات دولار في عام واحد بسبب توقف عبور السفن في قناة السويس، والآن وبعد وقف إطلاق النار في غزة، ماذا سيكون موقف الحوثيين؟"، وأضاف: "لو استمر منع عبور السفن من مضيق باب المندب، هنا سيكون الهدف مصر"، واستبعد بكري أن تظل مصر صامتة أمام تهديد مصالحها الحيوية، مشدداً على أن مصر ستتخذ موقفاً حازماً في حال استمرار هذه التهديدات.
وتمنى بكري أن يراجع الحوثيون موقفهم في هذه الفترة الصعبة والعصيبة، مؤكداً أن مصر صمتت في الفترة الماضية بسبب استمرار العدوان الصهيوني على غزة، وأضاف: "الآن وبعد توقف العدوان سيكون هناك موقف آخر"، هذا التصريح يعتبر أول تصريح إعلامي مصري ينطوي على تهديد اليمن.
تصريحات مصرية مثيرة للجدل
كان بالأحرى على مصر أن تقف وتساند الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإجرامي الصهيوني الذي يستهدف أبناء غزة، بدلاً من توجيه التحذيرات إلى جبهة الإسناد اليمنية التي أثبتت أنها لاعب رئيسي غير متوقع في المعادلة الإقليمية، وأربكت حسابات الكيان الصهيوني، ففي الوقت الذي كان الكيان الصهيوني يشن عدوانه الوحشي على غزة، كانت الصواريخ اليمنية تصل إلى عمق الأراضي المحتلة، من يهدد الملاحة الدولية حقًا هو عدوان الكيان الصهيوني على غزة، الذي تسبب في أزمات إنسانية واقتصادية وسياسية طالت المنطقة بأكملها، تحذيرات بكري تجاه الحوثيين تبدو غير متوازنة في ظل هذه المعطيات، وخاصةً أن مصر، كدولة ذات ثقل إقليمي، كان عليها أن تتبنى موقفًا أكثر حزماً تجاه العدوان الصهيوني، بدلاً من توجيه الانتقادات إلى قوة مثل جبهة الإسناد اليمنية التي أثبتت أنها قادرة على الحاق الشلل بالكيان الصهيوني، إن التصريحات الإعلامية التي تنتقد جبهة الإسناد اليمنية دون النظر إلى السياق الأوسع للصراع، تظهر انفصالاً عن الواقع الإقليمي المتشابك، فالمعركة اليوم ليست فقط في غزة، بل امتدت إلى جبهات متعددة، وأصبحت اليمن جزءاً مؤثراً.
أي عدوان على اليمن سيكون له عواقب وخيمة
أي مغامرة عسكرية تستهدف اليمن، بدعوى ثنيه عن دعم المقاومة الفلسطينية، ستبوء بالفشل الذريع، لقد حذرت اليمن مراراً وتكراراً من مغبة العبث بأمنه واستقراره، وأثبتت قواتها المسلحة قدرتها على الصمود والتطور، وباتت تمتلك ترسانة عسكرية قادرة على ردع أي عدوان.
إن أي تحالف يستهدف أنصار الله في اليمن سيُفسر على أنه دعم مباشر للكيان الصهيوني في حربه على الشعب الفلسطيني، وعلى رأس هذه الدول التي قد تسعى إلى مثل هذا التحالف تأتي مصر، التي يجب عليها أن تدرك أن معركتها الحقيقية هي مع الكيان الصهيوني الذي يسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وإضعاف المقاومة الفلسطينية، لذا، فإن أي تورط مصري في عدوان على اليمن سيكون بمثابة خدمة مجانية للصهاينة.
إن المحاولات الأمريكية والصهيونية لتعويض فشلها الذريع في اليمن من خلال جر دول عربية وإقليمية إلى حرب عبثية هي محاولة بائسة وميؤوس منها، فاليمن اليوم، بفضل صموده الأسطوري وتضحيات شعبه، أصبح أقوى من أي وقت مضى، لم يعد اليمن قطعة سهلة المضغ، بل تحولت إلى صخرة صلبة تصطدم بها كل المؤامرات، وعلى الدول الإقليمية أن تعيد حساباتها جيداً قبل الانجرار وراء هذه المخططات التآمرية، فاليمن ليس ساحة للصراع، بل هو أرض عربية عريقة، وشعب كريم له تاريخ حافل بالمقاومة والصمود.
يجب على الجميع أن يتساءل: ما هي التبعات التي ستلحق بهم إذا ما تورطوا في هذا العدوان؟ هل يستحقون أن يضحوا بدماء أبنائهم من أجل مصالح أجنبية؟، إن الوقت قد حان لكي تستيقظ الشعوب العربية والإسلامية من غفلتها، وتدرك أن مصيرها مرتبط ببعضه البعض، وأن أي اعتداء على أي بلد عربي هو اعتداء على الأمة العربية جمعاء.