الوقت - في تحليلٍ حول المرحلة المرتقبة لدونالد ترامب، كشف المحلل الصهيوني آفي أشكنازي أنه على نقيض ما كان يتطلع إليه قادة الكيان، فإن ترامب لا يُولي اهتماماً لنزعاتهم الحربية أو إطلاق يدهم في مغامراتٍ إقليمية متهورة، بل إنه - على النقيض من ذلك - يسعى إلى تحقيق قدرٍ من الاستقرار في غرب آسيا بما يخدم مصالحه.
وکتب هذا المحلل الصهيوني في تقريره قائلاً:
ها نحن نلجُ رسمياً عتبة عصرٍ جديد: حقبة دونالد ترامب، الذي تقلَّد مقاليد الرئاسة فعلياً، ونحن الآن في خضمِّ مساعٍ حثيثة لطيِّ صفحات النزاع في شتى أرجاء العالم، فها هو رئيس الولايات المتحدة الجديد يعتلي سُدَّة الحكم بأجندةٍ واضحة المعالم.
إنه يسعى، مستنداً إلى خبرته في عالم المال والأعمال، إلى تحقيق غاياتٍ محددة: أولها النهوض بالاقتصاد الأمريكي، وتطوير منظومات الرعاية الصحية والتعليم والبنى التحتية، وثانيها توطيد دعائم السيادة وإرساء أركان الأمن في المدن الأمريكية.
وفيما وراء ذلك، يرى ترامب في الصين التحدي الخارجي الأعظم الذي يُؤرِق الولايات المتحدة، كما يصوِّب أنظاره صوب الموارد العالمية، من قناة بنما إلى خليج المكسيك، وقد جاهر ترامب بأنه جاء ليُخمد نيران الحروب، لا ليُشعل أوارها؛ جاء ليُرسي دعائم السلام ويمد جسوره.
والحق الذي لا مراء فيه، أن حكومة نتنياهو الائتلافية غدت خارج حسابات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وأجندته الزمنية، لذا، حريٌّ بنا أن نُعيد ترتيب أوراقنا، فسيد البيت الأبيض الجديد لن يُجيز للجيش الإسرائيلي البقاء في الجنوب لما بعد الساعة الرابعة من فجر السادس والعشرين من يناير، أما ملف غزة، فقد طُويت صفحته إلى غير رجعة، لن يسمح ترامب لـ "إسرائيل" بالعودة إلى أتون معركةٍ شاملة في غزة.
في هذه الآونة، يتطلع ترامب إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط، ويسعى إلى استتباب الاستقرار في أرجاء غرب آسيا، ولن يسمح لأركان حكومة نتنياهو الائتلافية بتقويض رؤيته للشرق الأوسط الجديد، أو النيل من مخططاته.
لقد ذهب جُلُّ الخبراء والمحللين الصهاينة، في أعقاب اعتلاء ترامب سُدَّة الرئاسة، في تحليلاتهم إلى أن قدوم ترامب سيُطلق يد هذا الكيان في شن عملياته العسكرية بلا قيودٍ تُذكر، وسيمنحهم فسحةً أرحب لمواصلة نهجهم العدواني في إضرام نيران الحروب.
غير أن خيوط الحقيقة ما لبثت أن تكشَّفت، فما إن تقلَّد ترامب زمام السلطة وأماط اللثام عن سياساته وأولويات حقبته الرئاسية، حتى استبان للصهاينة بجلاءٍ ساطع أنه لا يعتزم في الوقت الراهن إهدار طاقاته وموارده في مغامراتهم المتهورة في غزة ولبنان وسوريا، وأنه لا ينوي، في ظل المعطيات الراهنة، مد يد العون السخي لهذا الكيان لمواصلة حربه العدوانية.