الوقت - في سياق تصعيد نوعي يعكس تطوراً في القدرات العسكرية، نفذت الوحدة الصاروخية التابعة للقوات المسلحة اليمنية، صباح يوم الأحد المنصرم، عمليةً عسكريةً دقيقةً، حيث أطلقت صاروخاً باليستياً من طراز "فلسطين 2" فائق الصوت نحو أهداف استراتيجية في عمق الأراضي المحتلة، ما أحدث حالةً من الارتباك والذعر في أوساط الكيان الصهيوني، وذلك في إطار عملياتها المتواصلة دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي تطورٍ عسكري لافت للأنظار، أكدت المصادر الميدانية نجاح الصاروخ المتطور في اختراق منظومة الدفاعات الجوية متعددة المستويات - الأمريكية والأطلسية والعربية المشتركة - متجاوزاً إياها بكفاءة عالية، ليشقّ طريقه بدقة متناهية نحو عمق الأراضي المحتلة (شمال تل أبيب)، مستهدفاً محطة "أوروت رابين" للطاقة الكهربائية المتمركزة في النطاق الجنوبي لمدينة حيفا الساحلية.
وفي سياقٍ متصل، كشف مصدر ميداني رفيع المستوى - يُتابع عن كثب مجريات العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني - عن الأبعاد العميقة لهذه العملية النوعية، وأوضح المصدر أن هذه العملية تُمثّل نقطة تحول محورية، إذ تُعدّ المرة الأولى خلال العام المنصرم التي ينجح فيها صاروخ بهذه المواصفات المتقدمة في اجتياز مسافة استراتيجية بهذا المدى البعيد، محقّقاً دقةً استثنائيةً في الوصول إلى منطقة الهدف المرصود مسبقاً في المحيط الجنوبي لمدينة حيفا.
وكشف المصدر الميداني، في تحليل للعملية العسكرية النوعية التي نُفذت في ساعات فجر يوم الأحد، عن تطور نوعي غير مسبوق في القدرات الصاروخية للقوات المسلحة اليمنية، وأوضح المصدر أن الصاروخ فائق الصوت، في إنجاز تقني باهر، قد اخترق الأجواء لمسافة تناهز الألف وتسعمئة كيلومتر، حتى بلغ شمال تل أبيب، متموضعاً على بعد ثمانية كيلومترات شرق منطقة الخضيرة، وفي السياق ذاته، أشار إلى أن محطة "أوروت رابين" الاستراتيجية تقع على مسافة أربعة وثلاثين كيلومتراً جنوب حيفا، وواحد وأربعين كيلومتراً شمال تل أبيب.
وأفاد المصدر بأن هذا المرفق الحيوي يتمتع بقدرة إنتاجية تصل إلى ألفين وخمسمئة وتسعين ميغاواط من الطاقة الكهربائية، مشيراً إلى أن المحطة تخضع منذ عام 2016 لعملية تحويل للعمل بالغاز الطبيعي، وأكد المصدر أن هذه العملية النوعية تمثّل نقلةً نوعيةً غير مسبوقة في مسار المواجهة، حيث نجحت القوات المسلحة اليمنية، وللمرة الأولى في تاريخ الصراع، في توجيه ضربة دقيقة لمنظومة الطاقة الصهيونية، ما شكّل صدمةً غير متوقعة للكيان المحتل.
يجدر التنويه إلى أن القوات المسلحة اليمنية قد اتخذت في مراحلها العملياتية السابقة، نهجاً يرتكز على استهداف المنشآت والقواعد العسكرية بشكل حصري، بيد أن المشهد الاستراتيجي شهد تحولاً جوهرياً في أعقاب العدوان الصهيوني الغاشم على المنظومة الحيوية في صنعاء، متمثلةً في مطارها الدولي وشبكتها الكهربائية، حيث ارتقت القيادة اليمنية بمعادلة الردع إلى مستويات غير مسبوقة، متبنيةً استراتيجية "العين بالعين" وترجمتها إلى واقع عملياتي محكم.
وفي تجلٍ واضح لهذا التحول النوعي، الذي باشرت القوات المسلحة اليمنية في تنفيذه منذ أيام معدودة، جاء الرد الصاعق على استهداف مطار صنعاء بضربة دقيقة طالت مطار "بن غوريون"، الشريان الجوي الرئيسي للكيان المحتل في تل أبيب، ما أسفر عن شلل تام في الحركة الملاحية لساعات متتالية، وقد شكّلت هذه العملية النوعية رسالةً بالغة الوضوح، مفادها بأن القدرة على المعاملة بالمثل قد أضحت واقعاً لا مناص منه في معادلة الصراع الراهنة.
تجسّد هذه العملية الصاروخية فائقة الدقة، التي استهدفت منظومة الطاقة الصهيونية، تحولاً نوعياً في مسار المواجهة، وامتداداً عملياتياً متقدماً لاستراتيجية "العين بالعين"، وقد حملت هذه العملية النوعية في طياتها رسالةً بالغة العمق، مفادها بأن القوات المسلحة اليمنية قد تجاوزت، وبشكل حاسم، مرحلة الاقتصار على استهداف المنشآت العسكرية، فأي عدوان يستهدف المقدرات الاقتصادية في صنعاء، سيُواجَه بضربات موجعة تطال الشرايين الاقتصادية الحيوية للكيان الصهيوني في عمق الأراضي المحتلة.
وقد جاءت العملية النوعية المحكمة ضد محطة الطاقة الصهيونية لتؤكد، وبما لا يدع مجالاً للشك، المضي الحازم والراسخ للقوات المسلحة اليمنية في تنفيذ استراتيجية المعاملة بالمثل بكل حزم واقتدار، وعليه، فإن أي تفكير صهيوني متهور في المساس بقيادات أنصار الله، سيفتح أبواب جهنم على رؤوس قادة الكيان السياسيين والعسكريين والاقتصاديين في الأراضي المحتلة، في معادلة ردع متكافئة لا تقبل المساومة ولا تعرف التراجع.