الوقت - في مبادرة لتخطي تداعيات الأحداث الجسيمة التي مر لبنان فيها، وتركت آثاراً ثخينة على حياته العامة، اتّخذ "غاليري 56th" في بيروت مبادرة للعودة إلى الفن، والخروج من الأجواء القاتمة التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية، فأقام معرضاً جامعاً لعدد من الفنانين اللبنانيين والعرب، في خطوة سريعة شارك فيها 13 فناناً وفنانة.
طرح المعرض مروحة واسعة من الأعمال، يطغى عليها الطابع الحديث، التعبيري، مع بعض التجريد، وتم التعريج على سائر الأصناف الفنية، بينما قدّم واحد من الفنانين عملاً نحتياً من 5 قطع.
مديرة الغاليري، نهى وادي محرّم، قالت، إن المعرض "يُقام بعد كل ما مررنا به من اضطراب وتوترات، ورأينا أن أفضل ما نقوم به هو الفن في بلاد السلام، والفن أهم ما يمكن أن يتمكّن الانسان فيه من الوقوف والاستمرار".
وأضافت: "من هنا انطلقت فكرة المعرض، لأن لبنان بكل مراحله وحياته، تماشى مع الفن، ولم تغير التطورات وجهته، فظل للفن في لبنان مكانته المهمة عند اللبنانيين، وضيوفه، وأهم هدف لنا أن نُبقي الفن ولبنان معاً، مرتفعي الهامة، مثلما كانا طوال الزمن".
وتوزعت الأعمال بين الصالون الواسع والغرف الضيقة التي تحف به، ويمكن سرد مشاهدات سريعة للأعمال، منها:
سجادة في إطار استدارة لديالا الخضري، رمزية تنتهي بأفق ملبد بالغيوم، وتشكيلية تعبيرية لرنا روضة بألوان شفافة، متماهية، ونصب لزهير دباغ من مادة صلبة غير نحتية، تؤشر على إنسان الشرق الأوسط القديم، ومقهى بأشكال تعبيرية حديثة لعيسى حلوم، وبعض من مدينة رمزية لغادة الجمل.
وشارك عماد فخري في لوحة مربي الكلاب بتعبيرية حديثة، ومشوار مديني لليلى داغر في إطار تشكيل متنوّع، ورجلان بألوان خفيفة لإدغار المازجي، وتعبيرية متداخلة الخطوط والأشكال لمنصور الهبر، والمجتمع عبر أشخاصه لهيبت بلعة البواب، وطبيعة شفافة متراوحة بين الانطباعي والرمزي لوسام بيضون، ووجه تجريدي لجورج باسيل، ووثيقة شعرية لرفيق مجذوب.