الوقت- جاءت الأرقام الصادمة لحصيلة العدوان الصهوني على طلاب المدارس في غزة والمعلمين لتثبت للعالم بأكمله حقد هذا الكيان الصهيوني الغاشم والمجرم الذي اتخذ من التلاميذ والطلاب والكادر التعليمي هدفاً لهجماته الإجرامية على مدى أكثر من عام.
وبدعم أمريكي، ترتكب "إسرائيل" منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
حصيلة الشهداء من الطلاب والكادر التعليمي
قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية: إن 12.799 طالبًا استُشهدوا و20.942 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة، فيما استُشهد في الضفة 118 طالبًا وأصيب631 آخرون، إضافة إلى اعتقال 538.
وأشارت الوزارة وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى أن 598 معلمًا وإداريًا استُشهدوا وأصيب 3801 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 158 في الضفة.
ولفتت إلى أن 425 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 171 منها لأضرار بالغة، و77 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 109 مدارس و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.
وأكدت التربية أن 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفًا صحية صعبة.
صدمات نفسية
من لم يستشهد من الأطفال وتلاميذ المدارس بصواريخ وقذائف الكيان الصهيوني أصبح اليوم إما يعاني من وضع صحي خطير أو صدمات نفسية عميقة فكلما طال بقاء الأطفال بعيدا عن المدرسة على أنقاض مكان مدمر، زاد خطر أن يصبحوا جيلا ضائعا.
وفي هذا السياق أشارت "التربية والتعليم" إلى أن اقتحام الجيش الإسرائيلي لمحافظتي جنين وطولكرم تسبب في ترويع الطلبة في مدارسهم، ما أثر على سير العملية التعليمية.
ويرى المعلمون وجماعات الإغاثة أنه حتى لو تم الاتفاق على وقف إطلاق نار طويل الأمد، فإن العودة إلى الحياة الطبيعية في غزة ستستغرق وقتاً طويلاً؛ حيث يتوقعون أن تمر أسابيع عديدة، وعلى الأرجح عدة أشهر، قبل أن يبدأ أي طفل في غزة بالدراسة مرة أخرى، مشيرين إلى أنه ليس هناك أي احتمال لإعادة فتح المدارس في الوقت الحالي الذي تتصاعد فيه الغارات الجوية والهجمات بكثافة ووحشية.
وأكدت جماعات الإغاثة أنه بالنسبة للناجين من القصف، فإن هذه الفجوة في تعليمهم، بالإضافة إلى الوقت الضائع بسبب «كورونا» والصراعات السابقة، ستلقي بظلالها الطويلة على مستقبلهم، ما يزيد من إرث الصدمة والخسارة الناجمة عن هذه الحرب.
وحتى إذا أعيد بناء الفصول الدراسية، وتم جلب الكتب والمعدات والأدوات المدرسية من جديد للقطاع، فإن المعلمين وجماعات الإغاثة يشعرون بالقلق من أن الأطفال سوف ينظرون إلى مدارسهم بشكل مختلف، بعد أن أمضى كثير منهم وقتاً طويلاً مكتظين بها، متحملين البرد والجوع والقذارة والرعب؛ حيث سيحتاج الطلاب إلى وقت طويل لإعداد أنفسهم للدراسة مرة أخرى.
استهداف ممنهج
حسب جوناثان كريك، المتحدث باسم "اليونيسف": "لا يوجد أي شكل من أشكال التعليم أو الدراسة بقطاع غزة في الوقت الحالي"، و أضاف كريك لصحيفة "الغارديان" البريطانية: "كان هناك ما يقرب من 625 ألف طالب في سن الدراسة بقطاع غزة قبل الحرب، ولا يذهب أي منهم إلى المدارس الآن، إن مستوى العنف والأعمال العدائية المستمرة، والقصف المكثف الذي يحدث، لا يسمح بالتعليم".
فيما أكد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، رامي عبدو، أن "هناك استهدافاً ممنهجاً لقطاع التعليم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال حربه على قطاع غزة".
ويقول عبدو "هناك استهداف شامل للمؤسسات التعليمية، وخاصةً تلك التي اتخذها الاحتلال كمقار عسكرية، وقام بتدميرها".
كما يوضح أن "هناك استهدافاً كبيراً وواسعاً لعشرات من الأكاديميين بانتظام، حيث أكثر من 96 فلسطينياً أكاديمياً تم استهدافهم مع عائلاتهم وقتلهم".
ويبين أن "من بين قائمة الشهداء الأكاديميين الذين تم استهدافهم، 17 شخصية تحمل درجة البروفيسور، و59 درجة الدكتوراه، و18 درجة الماجستير"، كما يشير إلى أن "الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة سوف تتسبب في انقطاع زمني للطلبة خلال العودة للمقاعد الدراسية، حيث سيضطر بعض الطلبة إلى تغيير تخصصاتهم الجامعية، وبعضهم سيقررون عدم استكمال دراستهم، لأن الوقت الزمني لاستئناف الحياة الدراسية سيكون طويلاً".
من الجدير بالذكر أن استكمال الدراسة لبعض الطلبة سيتسبب في إضافة أعباء مالية ومادية، إضافة إلى الأعباء التي يتحملها في الحياة العادية بسبب العدوان، لذلك سيحتاج الطلبة لتخفيف الأعباء العائلية، إضافة إلى أن كثيراً من التخصصات بحاجة إلى مختبرات لا تستطيع الجامعات توفيرها".